زياد المناصير …. حين يتحول العمل إلى رسالة وطنية .

13٬571

 

حصادنيوز – الدكتور فواز أبو تايه  -يكتب – ليس من السهل في بلد محدود الموارد كالأردن أن يصنع رجل أعمال مساحة تأثير واسعة تتقاطع مع حاجات الناس اليومية وتتحول إلى مصدر عيش كريم لآلاف العائلات ومع ذلك إستطاع الرجل أن يقدم تجربة مختلفة لا تقوم على الضجيج الإعلامي بل على بناء مؤسسات إقتصادية حقيقية تخلق فرص عمل وتستثمر في الداخل عندما كان كثيرون يبحثون عن الخارج لأن تجربة المناصير لا تقرأ من زاوية حجم الثروة بل من زاوية حجم الأثر الذي تركه فمجموع الشركات التي أسسها تحولت إلى شرايين إقتصادية تمتد من قطاع المحروقات إلى البنية التحتية والإنشاءات والصناعات هذه الشرايين لم تكن مجرد أرقاما تشغيلية بل كانت وما زالت مصدر دخل لآلاف الأسر الأردنية التي وجدت في هذه المشاريع فرصة عمل مستقرة ودخلا يعينها على مواجهة ضغوط الحياة وقسوة المرحلة .

ومع أن تأثيره الاقتصادي واسع إلا أن قرار الرجل على إخوانه البقاء بعيدين عن أي محفل سياسي رفضوا الدخول في التجاذبات أو الاصطفافات السياسية وحافظوا على إستقلالهم الكامل ليظل مشروعهم اقتصاديا وطنيا خالصا لا يستخدم سياسيا ولا يوظف إلا في خدمة البلد والناس هذا القرار الهادئ كان جزءا من قوة التجربة وتميز النجاح لأنه أبقى بوصلتهم متجهة نحو العمل والإنجاز لا نحو الصخب السياسي المتغير .

ما يميز نهج المناصير أن إستثماراته نمت داخل البلد وبقيت فيه فأصبحت جزءا من الدورة الإقتصادية الوطنية توفر تلك المشاريع التشغيل والفرصة والأمان الوظيفي لتصبح أقرب إلى مؤسسة وطنية منها إلى شركة خاصة لأن أثرها يمتد إلى النسيج الشعبي فقوة تجربة الرجل تكمن بأن الإقتصاد ليس بيانات فقط بل هو عائلات تنام مطمئنة لأنها تعرف أن لديها عملا غدا هذا الأثر الإنساني هو جوهر الدور الوطني الذي يمكن أن يلعبه رأس المال عندما يختار أن يكون شريكا في بناء البلد لا مجرد مستثمر عابر ليس لمشاريعه أثر لا على الأرض والمجتمع وخزانة الدولة .

زياد المناصير قد لا يكون سياسيا لكنه قدم ما عجزت عنه كثير من السياسات خلق بيئة عمل حقيقية وفتح بابا لألآف الشباب ليبقوا في بلدهم ويبنوا حياتهم فيه وفي زمن تتسارع فيه التحديات الإقتصادية يصبح وجود مثل هذه التجارب ضرورة وطنية لأنها ترسخ فكرة أن الأردن قادر على النهوض من الداخل حين يتحول الجهد الفردي إلى مشروع عام النفع وحين يكون رأس المال جزءا من منظومة الإستقرار لا عبئا عليها .

 

 

قد يعجبك ايضا