كيف تؤثر البطاطا على مستويات السكر بالدم؟

82

 

حصادنيوز يثير مرض مقاومة الأنسولين قلقًا متزايدًا في العالم، خاصةً مع زيادة انتشار مشاكل السكري من النوع الثاني. دراسة أمريكية حديثة توصلت إلى نتيجة هامة تربط بين تناول البقوليات والخضار والبطاطس على مستوى السكر في الدم.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بنظام غذائي يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات  بالإضافة إلى مصادر البروتين الصحية.

تتهم البطاطس (البطاطا) بالمساهمة في زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولذلك غالبًا ما تُدرج على قائمة الأطعمة التي يجب تجنبها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.رغم هذه الاتهامات، أظهرت دراسة أجراها مركز بنينغتون للبحوث الطبية الغذائية ( Pennington Biomedical Research Center) ومقره في ولاية لويزيانا، في الولايات المتحدة الأمريكية أن البطاطس لا تزيد من هذا الخطر، بل تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة وتقدم فوائد صحية كبيرة.

البطاطس ومرضى السكري

شاركت الدكتورة كانديدا ريبيلو، الأستاذة المساعدة في مركز بنينغتون للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة ولاية لويزيانا، في تأليف الدراسة ونشرت نتائجها في مجلة الطعام الطبي، حيث فحص الباحثون آثار النظام الغذائي الغني بالبطاطس على المحددات الصحية المهمة للجسم وخاصة تأثيره على مرضى السكري

وفقا لريبيلو التي تعمل أيضا كخبيرة تغذية، أظهرت الدراسة أنه، خلافا للاعتقاد الشائع، ليس للبطاطس تأثير سلبي على مستويات السكر في الدم ، وبالتالي فهي مناسبة أيضا لمرضى السكري.تشير الأبحاث إلى أن الحميات الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند تناولها كمية قليلة من الكربوهيدرات، في حين تقلل الحميات الغذائية النباتية المنخفضة الكربوهيدرات من هذا الخطر.من خلال تناول الأطعمة ذات الوزن العالي والقليلة من السعرات الحرارية، يمكن تقليل كمية السعرات الحرارية المُستهلكة بسهولة.

البطاطس والبقوليات

وبحسب الموقع الألماني MedizinDoc المتخصص بالمواضيع الطبية والذي نشر أيضا عن الدراسة، تم اختيار 36 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما يعانون من زيادة الوزن ويعانون من السمنة أو مقاومة الأنسولين وهم أشخاص يعانون من صعوبة في استخدام الأنسولين بشكل فعال للتحكم في مستوى السكر في الدم.وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تناولت حمية تحتوي على البطاطس، والثانية تناولت حمية تحتوي على البقوليات. وجرى تقييم مدى تأثير كل من الحميتين على مستوى السكر في الدم وفقدان الوزن. ووجدوا أن النتائج كانت متساوية بين الحميتين، حيث تحسن مستوى السكر في الدم وتمكن المشاركون من فقدان الوزن بنسبة مشابهة في كلا الحميتين.واستغرقت الدراسة 8 أسابيع إذ تم إعطاء المشاركين نظاما غذائيا خاضعا لرقابة مشددة مع الأطعمة المتاحة على نطاق واسع ، بما في ذلك الفاصوليا والبازلاء واللحوم أو الأسماك أوالبطاطس مع اللحوم أو الأسماك. ولزيادة محتوى الألياف في البطاطس، تم غليها مع قشرها ثم تبريدها لمدة 12 إلى 24 ساعة. تم دمج البطاطس في الأطباق الرئيسية للغداء والعشاء.كما تم تحضير البطاطس بطريقة تحتوي على أكبر قدر ممكن من الألياف. وعند مقارنة حمية البطاطس بنظام غذائي من الفاصوليا والبازلاء، اتضح أن كلا النظامين الغذائيين لهما نفس الفوائد الصحية، وفقا لريبيلو.
لم يكن حجم  الوجبات هو الذي تم تخفيضه بشكل حاسم في هذه الدراسة، ولكن محتوى السعرات الحرارية عن طريق إضافة البطاطس. وتلقى كل مشارك في الدراسة وجبة مصممة خصيصا لاحتياجاته الشخصية من السعرات الحرارية.

أهمية البطاطس كغذاء

 

 

كقاعدة عامة البطاطس لها قيمة غذائية عالية وغنية بالبروتين والكربوهيدرات، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم والحديد. ونظرا لأنها تتكون من 80 في المائة من الماء، فهي منخفضة السعرات الحرارية. كما أن ثمار البطاطس غنية أيضا بالفيتامينات B1 وB2 وفيتامين C.

 

يشار إلى أن دراسات سابقة حذرت من تناول البطاطس لمرضى السكري، حيث نشر الموقع الألماني الطبي  apotheken.de دراسة تُشير إلى أن تناول كميات كبيرة من الخضروات (باستثناء البطاطس) يقلل من خطر الإصابة بالسكري  بنسبة 21٪، في حين أن تناول الأخيرة كان يزيد من هذا الخطر بنسبة 9٪، خاصةً عند تناولها في شكل مثل بطاطس مسلوقة، مهروسة، أو مقلية بالإضافة إلى رقائق البطاطس.

وقد يكون مؤشر السكر الدموي للبطاطس، الذي يؤدي إلى ارتفاع في نسبة السكر في الدم والإنسولين، أحد الأسباب وراء تأثيرها السلبي المفترض على السكري، وهو ما قاد الأطباء في السابق إلى التوصية بالتقليل من استهلاكه.

بيد أنه من الضروري دائمًا تعديل النظام الغذائي بناءً على الاحتياجات الفردية وفهم كيفية تأثير مختلف الأطعمة على الصحة.

وتوصي جمعية القلب الأمريكية بنظام غذائي يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات  بالإضافة إلى مصادر البروتين الصحية مثل الأسماك (السلمون والتونة وما إلى ذلك) والمأكولات البحرية والبقوليات والمكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون واللحوم الخالية من الدهون.

بالإضافة إلى ذلك، توصي جمعية القلب الأمريكية بإعطاء الأفضلية للأطعمة المعالجة بالحد الأدنى على الأطعمة المصنعة للغاية والحد من استهلاك السكر والملح (الصوديوم) والكحول.

من جهته يؤكد د منذر رجب اخصائي الأمراض الباطنية في حوار مع DW عربية أن غالبية تلك الدراسات “قد تفتقر إلى الدقة الكافية بالمجمل، كونها تعالج الموضوع من زاوية واحدة وتغفل زوايا اخرى مهمة”
والاختلاف في النتائج هنا بحسب الأخصائي رجب ” يعطي فسحة ايجابية بالسماح لمرضى السكري من النوع الثاني بتناول البطاطس والتي تعتبر مفيدة لهم نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين سي و بي اضافة الى انها غنية بالألياف والبوتاسيوم”.

ويؤكد الطبيب رجب من مدينة هاغن في ولاية شمال الراين فيستفاليا أن الأمر يعتمد على كيفية تحضير البطاطس والكمية التي ينصح بتناولها، فمن المعروف طبيا أن افضل طريقة للتحضير هي سلقها مع قشرها  ويا حبذا لو كانت مطهية بالبخار مع ضرورة تجنب تناولها مشوية او مقلية او مهروسة”.

والسبب في ذلك بحسب الطبيب رجب يعود الى احتواء البطاطس على كمية نشاء سهلة الهضم ونسبة اخرى منه مقاومة للتكسر، وعند تعرضها لدرجة حرارة عالية اثناء الشواء تتحول الى نشاء سهل الهضم وبالتالي يرتفع مؤشر السكر فيها.

كما ينصح بتناول البطاطس المسلوقة باردة وليست ساخنة لان ذلك يعزز الميكروبات المعوية النافعة والتي بدورها تحدث من خلال الانشطة الأيضية تأثيرا إيجابيا على نسبة السكر في الدم من خلال زيادة حساسية الأنسولين.

 

ويفضل أن تكون البطاطا مقدمة على طبق من الطعام يحتوي على اغذية متوازنة وغنية بالألياف مثل الخضار والبروتينات وينصح بعدم الافراط في تناول البطاطس، بل تكون كميتها متوازنة ولا تزيد عن 250 جرام في اليوم، بحسب اخصائي الأمراض الباطنية.

 

قد يعجبك ايضا