مدير مخابرات سابق يضيء قصره المعتم منطقة دابوق.. ومنزل المصري تحول لـ”مزار”

31

44550_1_1383120763

 فتح البيوت المغلقة والزيارات التي لا تنتهي، عنوانين رافقا تشكيل مجلس الأعيان الأردني الأخير، ليتبعهما إعادة حسابات مناطقية كانت شبه محسومة في صالونات السياسة الأردنية.

أضواء قصر مدير دائرة المخابرات الأسبق محمد الرقاد عادت لتنير منطقة دابوق غربيّ العاصمة عمان، بعد فترة الظلمة التي عاشها القصر أثناء وجود الرقاد كعضو في مجلس الأعيان.

مراقبون تندّروا حين ذكرت “رأي اليوم” ذلك أمامهم، معتبرين أن “إقصاء الدائرة وممثليها” عن التشكيلة الجديدة للأعيان، “نقلت حواراتهم لدابوق”.

في السياق ذاته، تحوّل منزل رئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري لـ”مزار” لكل الفئات السياسية والفضولية، في محاولات لمعرفة أسباب إقصائه عن رئاسة “مجلس الملك”، رغم توافقيّة شخصيته واتجاهه الإصلاحي.

“رأي اليوم” أخفقت في تصنيف الشخصيات التي قصدت منزل المصري، فالمنزل عجّ بالوفود والشخصيات من شتى الأصول والمنابت والمناصب السياسية، إلا أن الواضح أنهم جميعا قصدوا المصري بغية الإجابة عن سؤالين لا زالا معلقين: ماذا حصل، وماذا بعد.

طبعا حصل ذلك قبل الرسالة المثيرة التي أرسلها المصري للملك شخصيا بعد أربعة أيام على إبعاده متعهدا بأن يبقى {جنديا منضبطا}.

المصري تعهد بالإنضباط بعد الجدل الذي أثارته مقابلة ساخنة له على موقع سي إن إن عربي.

على صعيد المحاصصة المناطقية، غيّرت تشكيلة الأعيان الأخيرة الكثير من المخططات المتعلقة بمجلس النواب، خصوصا وأعضاء الأخير يقفون على أعتاب انتخابات رئاسة المجلس.

فالرئاسة التي كانت شبه محسومة للرئيس الحالي سعد هايل السرور، باتت متاحة أمام من يطلبون ودّها، خصوصا بعد استبعاد المصري- باعتباره المكون الفلسطيني التوافقي- من رئاسة الأعيان، ووجود خلل في نظام المحاصصة من وجهة نظر الكثير من العشائر والمحافظات.

النائب عبد الكريم الدغمي، الرئيس الأسبق للمجلس، يعتبر ان التشكيلة الجديدة للأعيان زادت من حظوظه في رئاسة المجلس، كون عشيرة “المشاقبة” من قبيلة “بني حسن” لم تحظى بأي مقعد من مقاعد الأعيان، رغم حظوة القبيلة بثلاثة مقاعد وضعت جميعها في خطأ واضح في حضن حمولة واحدة.

وجاء في التشكيلة الأخيرة، ثلاثة مقاعد لفخذ واحد من “عشيرة المليون”، تمثلت في كل من: الدكتور صالح القلاب العموش والدكتور ياسين الحسبان العموش والدكتور عبدالله عويدات العموش، الأمر الذي اعتبره المراقبون “نصيب الأسد”.

ولا يقتصر انفتاح أفق رئاسة النواب أمام الدغمي، فاستبعاد المصري- ذو الأصول الفلسطينية المنحدرة من مدينة نابلس- عن رئاسة الأعيان، زاد التوجهات لترؤس المكوّن الفلسطيني الدورة القادمة من مجلس النواب؛ فبرز تيار ضاغط بقوّة لترشيح نائب رئيس مجلس النواب الحالي النائب خليل عطية للرئاسة.

ولم يرضَ عدد كبير من المكونات الأردنية عن تشكيلة الأعيان الأخيرة، التي استحوذ الوزراء السابقون على أغلبية مقاعدها بنسبة 62% بينما استبعد الحزبيون، كما أظهرت عشائر كعشيرة الدعجة استياءها من استبعاد أبنائها جميعا خلافا للتشكيلات السابقة.

إلى ذلك، أظهر عدد من أبناء محافظات كـ”الكرك” شعورهم بالغبن لتمثيلهم بمقعدين فقط رغم زيادة عدد أعضاء المجلس من 50 عضوا لـ 75 عضوا.

قد يعجبك ايضا