اَلْصَّدَاْقَة اَلْحَقِيْقِيَّة !!!
حصاد نيوز – بقلم : سميح علوان الطويفح ما أجمل الصداقة الحقيقية المتمثلة بالعلاقة القوية والألفة الحميمة والوئام المنسجم بين الأصدقاء والذي لا يختلف على ما تحتويه من معانٍ ذات دلائل نقية على المودة والمحبة والإخلاص بين مختلف المتصادقين من البشر . فالصداقة هي تلك العلاقة الإجتماعية بين شخصين أو أكثر مبنيّة على أساس التفاهم والتعاون والمودة بينمها دون أن يكون هناك تأثير للمصالح الشخصية أو المادية على هذه العلاقة فهي تعد مصدراً لكثير من المشاعر الإيجابية فيما بين الأصدقاء والتجاوب المشترك لتقوية روابطها وأواصرها المتناغمة والمتوائمة فيما بينهم . لذا فإن تعريفات الصداقة كثيرة ومتعددة ولكن من التعريفات الحديثة لها أنها “علاقة إجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الحب والجاذبية المتبادلة بين شخصين أو أكثر ، ويميزها عدّة خصائص منها الدوام النسبي والإستقرار والتقارب العمري في معظم الحالات ، مع توافر قدر من التماثل فيما يتعلق بسمات الشخصية والقدرات والإهتمامات والظروف الإجتماعية ” . فمن المستحيل أن يعيش الإنسان لوحده يجابهه تحديات الأيام والسنين ويقارع الذات والطرقات يسير منفرداً مكتوياً بنار الإنطواء والوحدة وحب النفس والمصلحة والأنانية دون أن يكون عنده أي إحساس وشعور بالغير وبمن حوله سواء من الأهل أو الأقارب داخل المجتمع أو البيئة التي يقطنها ، ولطالما كان كذلك فإنه في النهاية سيستيقظ من أنانيته ويجد نفسه وحيداً كالغريب الضال معترفاً بتكاسله في تكوين صداقات حقيقية وتخاذله في إقامة علاقات ودية ومشاركات فاعلة في مختلف مجالات حياته مما تجعله إنسان مشاركاً وفاعلاً بين أفراد مجتمعه وبيئته وبالتالي لا يستطيع إعادة الزمن لتصحيح مسار حياته لأن الوقت قد فات وأنه كان ما كان وعلى أن فاقد الشيء لا يعطيه . ومن الطبيعي أننا نعيش في بيئة ومجتمع ويكون لنا آباء وأُمهات وزوجات وأخوان وأخوات وأقارب وأُناس قد نعرفهم وآخرون لم نتعرف عليهم بعد ، ولكنه من الغريب أن نعيش في عزلة عنهم وبمنأى عن المشاركة والتفاعل مع البيئة والمجتمع ، فالبحث عن الصداقة أمر مفروغ منه ، فمن الأولى بالصداقة هم من قاموا بتربيتنا ورعاية حاجاتنا وإعدادنا للحياة وهم آبائنا وأُمهاتنا ومن ثم أخواننا وأخواتنا وليأتي بعدهم من أقاربنا وغيرهم من البشر ممن يجمع بيننا وبينهم المودة والحب والألفة والوئام لنتمتع بمعنى الصداقة الحقيقية والتي هي كلمة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في مدلولها وفي معناها ومضمونها والتي تعتبر كما يقول الكثيرون بأنها “كنز لا يقدر بثمن ” ولا تقدر بمقياس ولا توزن بأي مكيال أيضاً ، فهي تعد أجمل ما في الحياة من علاقات وصلات إنسانية ومن أرقى الصور الرائعة والتي يصورها لنا النسيج البشري الترابطي التعاوني الإجتماعي في بيئات المجتمعات المختلفة . لذا فان الفرد منّا لا يستطيع أن يعيش وحيداً وبعيداً عن الآخرين وبمعزل عن البيئة والمجتمع ، فالكل منّا يحتاج إلى من يقف إلى جانبه وقت الشدّة ، ومواساته أثناء الآلام والمحن ، ومشاركته أيام الفرح والسرور ، والتفريج له عن النفس من كآبة السموم ، والتنفيس ما بالصدر من سآمة الهموم ، وإزاحة ما بالقلب من عظام الكروب ، ليجد بذلك الراحة والطمأنينة والأمان ، وكما يقول المثل ” الصديق وقت الضيق” ، وقالوا أيضاً بأن “الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواكاً فيها” ، فنعم هو الصديق الصادق الصالح المحب المخلص الأمين الذي يختاره كل فرد منّا ، ولنجتهد بإختيار الصديق المناسب والملائم لصداقة حقيقية ودائمة تجتمع فيها القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية لتسمو وترتقي بها حياتنا وبالتالي بيئاتنا ومجتمعاتنا إلى أعلى مراتب ودرجات الصدق والحب والتفاهم والإخوة بعيداً عن المصالح المختلفة والفرقة والقطيعة والحسد والكذب والغش والدجل والإستهتار والإستهزاء والتنابز بالألقاب والعدوان بين الإخوة والأحبة والأصدقاء والزملاء في شتى نواحي الحياة .