30

100062_1_1420704369

حصاد نيوز – تكشفت أسباب حالة “العصيان المؤقت” التي دخل فيها العشرات من المقاتلين السلفيين الأردنيين ضمن قوات جبهة النصرة وسط تكتم شديد من قيادة الجبهة ورموزها على أسباب “غضب وحرد” المجموعة الأردنية التي تعتبر من أكثر المجموعات غير السورية عددا في محيط منطقة درعا.

وعلم بان مقاتلين أردنيين مع جبهة النصرة السورية المعارضة في درعا اعلنوا بصورة جماعية توقفهم عن القتال بعد حادثة ألهبت الخلافات والأجواء بينهم وبين مجلس الشورى الذي يحكم الأمور في الجبهة.

سبب العصيان الرئيسي كما أفادت مصادر مغرقة في الإطلاع لـ(القدس العربي) يتعلق بتصفية جسدية تعرض لها خلال التحقيق معه في سجون النصرة القيادي الأردني البارز في الجبهة أحمد حربي العبيدي الملقب بـ”أبو سيف الأردني”.

وفد من المقاتلين الأردنيين إستلم الإثنين جثة العبيدي من مستشفى درعا المركزي بعد إعتقاله والتحقيق معه بامر من القيادي الميداني البارز في الجبهة السوري “أبو جليبيب” وتبين عند إستلام الجثة بأن المغدور تعرض للتعذيب الشديد مما يرجح وفاته تحت التعذيب على أيدي مجموعة التحقيق التي يقودها الشيخ أبو جليبيب الذي يحظى بمرتبة “أمير حوران ودرعا” وهو مساعد بارز جدا لرئيس الجبهة وزعيمها أبو محمد الجولاني.

الأردنيون الذين طلب منهم التوجه للمستشفى لإستلام جثة رفيقهم فوجئوا بكدمات وجروح بالغة وآثار تعذيب وقيود وتربيط على يدي ورجلي الشيخ العبيدي الذي كان موقوفا أصلا وقيد التحقيق بأمر من المحكمة الشرعية للجبهة وبيدي أبو جليبيب.

المعلومات التي حصلت عليها القدس العربي تشيرلإن رفاق العبيدي الأردنيين رفضوا إستلام جثة قائدهم بدون توثيق آثار التعذيب وقد تمكنت القدس العربي من الإطلاع مباشرة على الجروح وآثار التعذيب.

ويقول أنصار لجبهة النصرة في الأردن بأن العبيدي لم تثبت عليه أي تهمة بعد وان المحكمة الشرعية التي قبل بها لم تقرر بشأن قضيته مما يعني أنه تعرض للتصفية الجسدية بامر مباشر من الشيخ أبو جليبيب وبدون معرفة الأسباب ومعرفة ما إذا كان الجولاني على صلة بالموضوع.

وينبع غضب الأردنيين في النصرة من الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ العبيدي والمكانة الميدانية البارزة له في إطار حالة “الجهاد في سورية ” ومن دوره الأساسي في إستقطاب مئات المقاتلين الأردنيين قبل أكثر من ثلاث سنوات وإدخالهم إلى درعا ومن قيادته الميدانية لأكثر من معركة ضد النظام السوري.

وتمكن الشيخ العبيدي وهو مقاول سابقا باع ممتلكاته في عمان ووضعها في خدمة جبهة النصرة من الدخول لدرعا قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف وبذلك يكون اول وأبرز قيادي في التيار السلفي الأردني إنضم للحالة الجهادية قبل مقتله في ظروف غامض خلال التحقيق معه بامر مباشر من أمير منطقة حوران في تنظيم الجبهة.

ولم تعرف بعد الأسباب المباشرة لما حصل.

لكن حالة الغضب في الجناح الأردني في الجبهة وصلت حتى اوساط التيار السلفي الجهادي المناصر بقوة لجبهة النصرة.

ويوصف ابو سيف بانه القائد الميداني الأبرز بين الأردنيين في صفوف مقاتلي النصرة في درعا ويبدو ان توقيفه أصلا بعد الإشتباه بانه زار الموصل من تركيا وإلتقى قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مع معلومات غير أكيدة بانه “بايع″ الخليفة أبو بكر البغدادي مما دعا لإعتقاله في درعا والتحقيق معه.

وينفي مقربون وأقرباء للعبيدي إلتقتهم القدس العربي بأن يكون الشيخ قد بايع البغدادي لكنه كان حريصا دوما على المصالحة .
وتكشف المصادر بان العبيدي وقبل مقتله توجه إلى تركيا لعلاج زوجته المريضة وعبر إلى سوريا من الموصل وقابل فعلا قيادات من داعش دون ان تثبت قصة مبايعته المفترضة للبغدادي.

الجدل حول تعذيب العبيدي يجتاح الأوساط السلفية والجهادية الأردنية ويتسبب بأول حالة “تصدع″ بين قيادة النصرة والحضور الأردني المنزعج والمستاء فيما تسربت معلومات لم تتوثق عن إعتقال الشيخ أبو جليبيب بأمر من المحكمة الشرعية للتحقق من مسئوليته في مسألة تعذيب العبيدي على امل إمتصاص غضب الأردنيين فيما يتم تحميل الشيخ أبو قتادة من قبل بعض السلفيين مسئولية هذا الحادث بسبب فتواه التي وصف فيها أنصار وأعضاء داعش بانهم “كلاب النار ” قائلا :ليسوا منا ولسنا منهم.

قد يعجبك ايضا