ســـّر الســـؤال الأخيــــــر لمقابلة مجلة «دابق» مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة

31

98785_1_1419980376

حصاد نيوز بسام البدارين

يخدم «التكتم» الأردني الرسمي على كل تفصيلات قضية الأسير الشاب الطيار معاذ الكساسبة عدة إسقاطات سياسية وأمنية هادفة، تجنبا للارتباك الذي يمكن ان تثيره ارتجالات العمل البيروقراطي في مسألة وقعت كالصاعقة سياسيا في حضن إدارة ملف واستراتيجية العمل مع التحالف الدولي.

بالرغم من استراتيجية التكتم المفهومة يمكن ترصد شغف الشارع الأردني في متابعة المسألة وتفصيلاتها، وسط حالة هوس شعبية تبحث عن أي خيار لإنقاذ الطيار الأسير عبر النمو الواضح الذي تعجز الحكومة عن التعاطي معه في التنديد بفكرة الانضمام للتحالف.

عملية أمنية وسرية معقدة للغاية تجري حاليا خلف الستارة بحثا عن أمل من أي صنف ألمح لها رئيس البرلمان عاطف طراونة، لكنها عملية لا تمنع تعبير الشارع برمته عن مشاعره تجاه مسألة هزت وجدان الشارع الأردني ودفعت بقصة التحالف والحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى واجهة السؤال، خصوصا مع ظهور العجز عن تقديم رواية صلبة ومتماسكة تحكي قصة سقوط الطائرة.

التساؤلات تتوالى في كواليس المشهد الشعبي والنخبوي الأردني عن حدود مسؤوليات منظومة التحالف الدولي، ليس فقط عن سقوط الطائرة الأردنية الأربعاء الماضي في حضن مناطق نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط وإنما عن دور التحالف في العمل على تأمين أو الحفاظ على حياة الطيار الأسير الذي أنتج وقوعه في الأسر أزمة متعددة الأطراف، خلقت تعقيدات كبيرة في الواقع الداخلي الأردني.

هنا حصريا تزايدت بصورة علنية التساؤلات «الفنية» عن الأسباب التي منعت التصرف في محاولة لإنقاذ الطيار الأسير بعد ثبوت بقائه لمدة ساعة في المياه بعد سقوط طائرته وفقا لروايته المباشرة للأحداث، كما وردت في مقابلة صحافية سجلها تنظيم «الدولة الإسلامية».

الأمريكيون حصريا وحتى الآن ووسط حالة التكتم الشديدة يحاولون إظهار مساندتهم اللوجستية والسياسية لكل الجهود الأردنية المعنية باستدراك عواقب الحادثة، لكن الساحة خالية تماما من المعلومات.

والأهم الساحة خالية من الاستراتيجيات التي يمكن استنباطها سواء فيما يتعلق باستحقاقات القضية أو تداعياتها الشعبية على الساحة الأردنية والعربية، خصوصا بعد إعلان «الدولة الإسلامية» عن إسقاط المزيد من الطائرات الحربية في الوقت الذي لا تتوفر فيه معلومات عن طبيعة الاتصالات والمفاوضات التي تجري لإنضاج صفقة تبادل لم يتضح أي من معالمها بعد.

الإنطباع الذي توصلت إليه «القدس العربي» من مصادر موثوقة يشير إلى ان الجهة الموثوقة لإجراء اتصالات استكشافية لاحتمالية التفاوض بالنسبة للأردنيين هي عبر مشايخ الأنبار أو بعض الأطراف في تركيا صاحبة التجربة السابقة في التفاوض مع تنظيم «الدولة الاسلامية» وتحرير رهائن لديه.

مرجح جدا أن اتصالات مع بعض رموز الأتراك والمؤسسة الأمنية التركية تجري في السياق، لكن المرجح بالتوازي أن هذه الاتصالات لم تقد لشيء محدد بعد، بدليل الامتناع الكبير للحكومة الأردنية عن الإدلاء بأي توضيحات أو تعليقات والصمت المطبق على الصعيد الرسمي.

وهو صمت أعقب المقابلة الفريدة التي نشرتها باللغة الإنكليزية مجلة «دابق» الناطقة باسم تنظيم الدولة للطيار الأسير، والتي سجلت بلغة إنكليزية لكاتب «بريطاني» حسب الخبراء وكانت منطلقة بوضوح من إطار حرب سيكولوجية ضد دول التحالف مبرمجة عبر مجموعة تساؤلات تنتهي بأجوبة لها علاقة بالطابع العسكري لغارات طائرات التحالف.

ظهور الشاب الأسير في البدلة البرتقالية وبعد تسجيل مقابلة مثيرة له عبر مجلة «دابق» الناطقة باسم الدواعش مشهد زاد من تعقيدات واقع معقد أصلا.

والسؤال الأخير في المقابلة التي لا يمكن بكل الأحوال التوثق من مصداقيتها كان يهدف حتى بالتحليل الأردني السريع إلى إلهاب المشاعر وإنتاج بلبلة في الأردن وهو الهدف الذي تحذر منه حاليا كل مؤسسات القرار الأردنية.

قد يعجبك ايضا