الملكة رانيا في قمة “عالم شاب واحد”: اللامبالاة تُطيل عمر الظلم والكراهية

18٬229

 

حصادنيوز – عمان – دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله شباب العالم إلى مواجهة خطاب الكراهية بالأمل والعمل، مؤكدة أن صمت العالم وتقاعسه لم يؤديا فقط إلى الفظائع التي شهدها قطاع غزة، بل أسهما في تجدد مشاعر الكراهية على مستوى العالم.

وخلال كلمتها في افتتاح قمة “عالم شاب واحد” السنوية، التي تستضيفها مدينة ميونخ الألمانية هذا العام، قالت جلالتها إن العالم “شاهد مجاعةً وتشريدًا وإبادةً وشيكة في غزة، كما أكدت هيئات أممية ومستقلة، لكنه أخفق في التحرك لمنعها”.

وأشارت الملكة إلى أن الكراهية عادت لتتسلل إلى المجتمعات تحت مسميات جديدة، مثل “العنصرية المتخفية في عباءة الوطنية” و”التفوق العرقي في عباءة الفخر الثقافي”، محذّرة من الاستهانة بخطورة الكلمات التي تُشعل الكراهية وتُمهّد للعنف.

وقالت جلالتها: “كل إبادة جماعية بدأت بالكلمات، فحين يُجرّد الإنسان من إنسانيته، يصبح قتله فعلاً مبرراً”، مشيرة إلى تصريحات إسرائيلية وصفت سكان غزة بأنهم “حيوانات بشرية”، معتبرة ذلك جزءاً من نهجٍ قديم يُمهّد لتقبل العنف.

وأكدت الملكة رانيا أن الكراهية لا تنمو دون حليفها الصامت، وهو اللامبالاة، مضيفة: “اللامبالاة ليست بريئة، إنها تطيل عمر الظلم وتُمهّد لانهيار أخلاقي صامت”.

كما لفتت إلى أن مأساة غزة ولّدت في المقابل أكبر حركة تضامن شعبية مؤيدة للفلسطينيين عرفها العالم في الذاكرة الحديثة، مشددة على أن الأمل ليس تفاؤلاً ساذجاً بل “شجاعة تتحدى اليأس”.

وختمت جلالتها كلمتها بالقول: “أن تكون شاهداً على الفظائع ليس بلا ألم، لكن وجع القلب هو ثمن اليقظة، فالحب يتطلب قوة أكبر من الكراهية”.

يذكر أن قمة “عالم شاب واحد” تُعد من أبرز المنصات العالمية التي تجمع قادة الشباب من أكثر من 190 دولة، وتستمر فعالياتها على مدار أربعة أيام بمشاركة شخصيات بارزة في مجالات السياسة وحقوق الإنسان والتنمية الدولية والتكنولوجيا.

قد يعجبك ايضا