الملكة رانيا من الأمم المتحدة: صمت العالم يقتل النساء… وغزة شاهدة على الفشل الدولي

18٬281

 

حصادنيوز – كتب أيمن الراشد – في كلمة مؤثرة ألقتها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وجهت جلالة الملكة رانيا العبدالله انتقاداً حاداً لتفاوت الدعم العالمي للنساء والفتيات، محذّرة من أن النزاعات والحروب تضاعف معاناتهن فيما يلقى صوتهن التجاهل والإهمال الدولي.

جلالتها شددت خلال الاجتماع رفيع المستوى بمناسبة مرور 30 عاماً على مؤتمر بكين للنساء، على أن “حقوق النساء لا يمكن أن تُرى من خلال عدسة المصالح السياسية”، مضيفة أن كل صمت دولي “يرسل رسالة بأن بعض النساء يستحققن الدفاع عنهن وأخريات لا”. وأكدت أن هذا الصمت بلغ مداه في غزة، حيث تئن النساء تحت وطأة الحرب والحصار.

وأشارت الملكة رانيا إلى أن النساء في مناطق النزاع يتعرضن لأخطر أشكال الانتهاكات، من عنف قائم على النوع، واستغلال، وحرمان من الرعاية الصحية الأساسية، مؤكدة أن “القنابل لا تفرق بين ضحاياها، لكن آثارها على النساء أعمق بكثير من الجراح الجسدية”.

وسلطت جلالتها الضوء على مشاهد قاسية من غزة، منها نساء يخضعن لعمليات ولادة قيصرية دون تخدير تحت أضواء المصابيح اليدوية، وأمهات يعجزن عن إرضاع أطفالهن بسبب الجوع أو فقدان الحليب الصناعي، فيما يشاهدن فلذات أكبادهن يموتون ببطء. وقالت: “الحرب قلّصت متوسط عمر النساء في غزة بما يقارب ثلاثين عاماً… فماذا قدمت الوعود العالمية لهن بعد ثلاثين عاماً على إعلان بكين؟”

كما انتقدت الملكة غياب العدالة في الاهتمام الدولي، مستشهدة بمأساة النساء السودانيات اللاتي لا يجدن قوت يومهن، والفتيات الروهينغيات اللاتي يواجهن مستقبلًا مجهولًا في مخيمات مهددة بوقف التمويل، مشددة على أن قصصهن لا تجد صدى في العالم.

وختمت جلالتها بالقول: “العالم يخذل أجيالًا من النساء بفشله في وقف من يمارسون العنف بلا مساءلة… ولا يمكن لأحد أن يزعم الدفاع عن حقوق النساء ثم يقف متفرجًا.”

الاجتماع الذي عقد بدعوة من رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، حمل شعار “إعادة الالتزام، وتوفير الموارد، وتسريع تنفيذ إعلان بكين”، بمشاركة وفود دولية ومنظمات أممية، لكنه ترك سؤالًا معلقًا طرحته الملكة رانيا: هل تكفي الكلمات إذا استمر الصمت

قد يعجبك ايضا