المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : الحسين بن عبدالله الثاني .. الأمانة “الثقيلة” والعزيمة “القوية”

11

 

حصادنيوز – وأنا أقرأ خبراً عن توجه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد حفظه الله ورعاه، إلى اليابان، خطرت ببالي تلك الجلسات المتكررة التي تشرفت فيها بلقاء “سيدي حسين”، كنت دائما ألمس أنني أجلس بمعية شبلٍ هاشمي، فسموه من يعود بنسبه الشريف إلى كل أولئك الرجال الذين سطّروا مجداً مُخلًداً على صعيد الأمتين العربية والإسلامية وفي وطننا العربي وفي العالم، وفي وطننا الغالي الأردن، لن ينساه أيٍّ كان، ولن يعطه حقه إلا جاحد متنكر لتاريخ عريق حفرته الأسرة الهاشمية في ذاكرة الوطن العربي، وفي ذاكرة الأمة، فليس من الهيّن بمكان أن يعطي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، كل تلك المسؤولية لولي عهده بأن يتحرك في العالم، وأن يزور عواصم الدنيا ويلتقي رجالاتها، فجلالته يعلم بأن تلك البذرة الشريفة لهي إلّا امتدادٌ لكل ذلك الجهد الذي ما فتئ الهاشميون يخلصون بأدائه وهم يُعلون من شأن الأردن ويصلون الليل بالنهار، واللحظة باللحظة ليبقى الأردن قوياً منيعاً، والكرامة دوماً تعتلي جباه الأردنيين كما كانوا، وسيبقون بإذن الله، أينما حلوا.
ما أعلمه تماماً هو أن سيدي ولي العهد يحمل في ضميره الشباب الأردني أولاً، فهو شاب، ويتطلع إلى الحاضر والمستقبل بعين “إخوانه” شباب وشابات الأردن، فجل هدفه، كما أباه وأجداده وملوك بني هاشم من قبله، أن يرى دائماً أردناً متطوراً متعافياً، وقادراً على أن يواجه تلاطم موج هذا العالم وهو متسلح بالقوة التي تمكنه من التقدم في كل القطاعات، وأما من يقود هذا التطور، فهم الشباب، فتجد الأمير في كل جلسة يركز على الشباب ويقول إنهم المستقبل الذي سيحمي هذا الوطن ويحافظ عليه، كما حافظ عليه الآباء والأجداد. أتذكر جيداً تلك اللحظة التي كان فيها جلالة الملك يزور الأردن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ليطمئن على أحوال شعبه والحسين دائماً إلى جانبه، وعندما التقى الملك بأحد المواطنين وكأي أردني، قدم له الحسين وقال له بالحرف “هذا ابني حسين”، نعم هكذا كان الهاشميون دائما مع الشعب وبين الشعب وللشعب، فلم يكونوا يوما ساكني القصور البعيدة المقفلة بإحكام والمسورة بأسوارٍ تفصلهم عن الناس، بل كانوا، وما زالوا، يحطمون كل الأسوار ويلتقون بالشعب واحداً واحداً حتى يبقوا على تواصل مع الناس، وقربهم. ولطالما كان جلالة الملك، ومن خلال سلطاته الدستورية، وبحكم أنه رئيس كل السلطات، يوجه بأن تعمل كل السلطات، على سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تكفل تحقيق العدالة في كل بقعة من الوطن، والتي تكفل بأن يبقى الأردن دائماً على مسار التحديث والتطوير والتقدم، بل والتألق، في كل القطاعات.
الحسين بن عبدالله الثاني شاب أردني يتقدم الصفوف في عواصم الدنيا ليقدم للعالم نموذج الأردن المتطور، الأردن المتجدد دوماً، وهو الأردن الذي يؤمن أبناؤه بأنه سيكون دائماً رقماً صعباً على خارطة كل القطاعات من صناعة وزراعة وسياحة وغذاء وغيرها، فلا أوطان بدون الإنسان، ولا إنسان كريم بدون وطن كريم، وهذه أمانة هي الأغلى يضعها جلالة الملك بين يدي ابنه، ابن الأردنيين جميعاً، الحسين بن عبدالله الثاني، وأحسب أنها أمانة لا تقدر على حملها الجبال، فولاية العهد لملكٍ بحجم “سيدنا” هي أمانة ثقيلة، لكن الحسين ابن عبدالله الثاني، وكما أسلافه، على قدر “أهل العزم”، ولعمري أنه يحملها بجد وباجتهاد وبضمير، وبرجولة.
ونحن على أعتاب الاحتفال باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يجب أن نتذكر دائما بأننا في دولة سيدة برأيها وقرارها، وبأننا في دولة لطالما تجاوزت كل الصعاب والمحن حتى يكون الأردن على ما هو عليه الآن، الأردن القوي، الأردن المطمئن، الأردن الثابت بقيادته وبجيشه وبأجهزته الأمنية وبمؤسساته الحكومية والأهلية، وفوق هذا كله بشعبه الذي اختار أن يكون في بلد سيد نفسه، ومع حاكم وولي عهدٍ من أشرف السلالات البشرية، واكرمها.

قد يعجبك ايضا