رحلة كريم في الأردن: ابتكار مستمر لتسهيل الوصول إلى سبل تنقل يومية سهلة وموثوقة من خلال حلول مصممة لتلبية الاحتياجات المحلية

9

 

حصادنيوز – بقلم: أنطونيو الأسمر، مدير عام شركة كريم رايدز في الأردن والإمارات والكويت والمغرب

في العام 2015، بدأت القصة، حيث انطلق أول “كابتن”على تطبيق كريم في شوارع عمّان لقبول أول رحلة بكل سهولة وموثوقية عبر التطبيق. هذه البداية لم تكن مجرد بداية لانطلاق خدمات تطبيق كريم في الأردن، إنما بداية لفصل جديد في تاريخ التنقل اليومي في المملكة، وخطوة أولى لرحلة طويلة وهامة للشركة.

قبل دخول تطبيق “كريم” للسوق الأردنية، قُدِر معدل إنفاق الأسرة الأردنية على التنقل اليومي بين 15-18%[1] من إجمالي دخلها السنوي، مما شكّل تحدياً للموازنة بين الاحتياجات الأساسية والإنفاق على التنقل. في تلك الفترة، كانت وسائل النقل تعتمد بشكل رئيسي على النقل العام التقليدي والخدمات الفردية مثل سيارات الأجرة، مع محدودية الخيارات المتاحة وتفاوت مستوى الكفاءة والموثوقية مما كان يصعّب من الاعتماد عليها بالنسبة للكثيرين.

في ذلك الوقت، برزت الحاجة الملحة إلى حل يواكب احتياجات التنقل اليومي المحلية، ويتم معه تقديم خدمة يسهل الوصول إليها واستخدامها والاستفادة منها، خاصة في ظل النمو السكاني والتنوع الاجتماعي والاقتصادي الذي كان يفرض تقديم خيارات متنوعة حسب احتياجات التنقل .

فهم احتياجات السوق: ركيزة النجاح الأساسية

هذا الواقع، ألهم “كريم” لتوفير حلول مرنة في الأردن تجمع بين الموثوقية، والراحة، وسهولة الوصول، إلى جانب الأسعار المعقولة التي تناسب العديد من الفئات. لقد كان فهم التحديات الفريدة للسوق الأردنية أساس تخطيها بناء على الدراسات السوقية التي كانت تشير في العام 2014 إلى نمو معدل انتشار الإنترنت في الأردن بشكل ملحوظ بنسبة 75% بين السكان حسب بيانات هيئة تنظيم قطاع الاتصالات[2]، وإلى التحول التدريجي الكبير نحو استخدام الهواتف الذكية في الحياة اليومية كبداية للعصر الرقمي في المملكة.

 

 

التكنولوجيا: عنصر أساسي في التنقل اليومي لتجربة أكثر سهولة

سارعت “كريم” للاستفادة من هذه المعطيات لتحقيق هدفها بتحسين سبل التنقل السهل والموثوق في المدن وحولها، وتسهيل تفاصيل الحياة اليومية، جنباً إلى جانب مع الإسهام في توفير الفرص الاقتصادية المرنة وفقاً للجداول الخاصة التي تناسب الراغبين بالقيادة على التطبيق، خاصة من الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من إجمالي السكان في الأردن[3].  وقد صممت الشركة آلية عملها لِتَتَسِم بالمرونة من أجل تعزيز استفادة الشباب من الفرصة الاقتصادية التي تتيحها، وبالتالي مساعدتهم في تحقيق دخل اضافي عند القيادة على التطبيق مع مراعاة احتياجاتهم وظروفهم.

تعاونت الشركة مع الجهات المعنية لخلق بيئة تشريعية وتنظيمية وتشغيلية لسلامة الزبائن والكباتن، فكانت أول منصة وتطبيق مسجل لطلب وحجز الرحلات في الأردن، وانطلقت في أعمالها من العاصمة مع تطبيقها المعتمد على التكنولوجيا التي كانت في متناول الغالبية العظمى من السكان، والتي وفرت السهولة في طلب الخدمة وخضوعها لمستويات عالية من الرقابة وإمكانية تحديد مسار الرحلة ومشاركته مع العائلة والأصدقاء بفضل نظام تحديد المواقع.

التوسع والتطور: خدمة الجميع

بعد النجاح الأولي في عمّان، توسعت الشركة حتى باتت تغطي اليوم مدن أخرى مثل إربد والزرقاء، وأخيراً الرمثا. هذه التوسعات لم تكن مجرد إضافة للمناطق الجغرافية، بل كانت انعكاساً لالتزام “كريم” بتوفير خدماتها لشريحة واسعة من الأردنيين.

ولأنها لم تكن تسعى فقط لتوفير تطبيق لتسهيل التنقل، بل تقديم تجربة متكاملة، فقد حرصت الشركة منذ البداية على تصميم خدماتها تخاطب بها احتياجات أبناء المجتمع على اختلاف شرائحهم، فقدمت خيارات متنوعة لفئات التنقل الذي يتجاوز التنقل اليومي إلى التنقل الموسمي، وطرق الدفع السهلة والآمنة أيضاً.

تراوحت هذه الخيارات، بين الفئة الاقتصادية (Economy)، والفئة الاقتصادية بسيارات واسعة (Economy Plus)، وفئة التاكسي الأصفر (Taxi)، والخدمة بالساعة، وخدمة وادي رم، وخدمة الرحلات لمدة 3 ساعات خلال فترة عيد الفطر 2024، بالإضافة لفئة رحلات الموظفين المخصصة للمستخدمين في العاصمة عمّان والتي تتيح رحلات مدفوعة مسبقاً من مواقع محددة مسبقاً إلى أماكن العمل بأسعار ثابتة ومع القدرة على تقدير الأجرة حتى خلال ساعات الذروة، فضلاً عن التوسع في الرمثا من خلال خدمة رحلات الدرجة الاقتصادية (Economy) بأسعار تبدأ من دينار أردني واحد. أما خيارات الدفع، فقد أتاحت الشركة للمستخدمين، الدفع نقداً مباشرة إلى الكابتن، أو سبل الدفع الرقمي ببطاقة الائتمان أو عبر تطبيق “كريم”، وهو ما يلبي ظروف الجميع.

كانت هذه الخيارات بمثابة تأكيد على أن الشركة تستمع لاحتياجات المجتمع، وتقدم حلولاً تناسب الجميع، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو إمكاناتهم المادية.

خدمات مصممة للتمكين المجتمعي ودعم القيم الإنسانية في الأردن

لم تكن “كريم” مجرد تطبيق لتسهيل الوصول إلى خيارات للتنقل اليومي، بل شريكاً حقيقياً للمجتمع الأردني، وذلك من خلال العديد من المبادرات الداعمة التمكينية والإنسانية التي كان من آخرها إطلاق خيار للتبرع عبر التطبيق مع كل رحلة لصالح تكية أم علي، بحيث مكنت العملاء من المشاركة في تقديم وجبات إفطار للأسر المحتاجة خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما لم يعكس فقط روح العطاء لدى الشركة، بل ولدى جميع الأردنيين بجعل كل رحلة وسيلة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

رؤية مستدامة نحو مستقبل المملكة

اليوم، ونحن ننظر إلى الرحلة التي بدأناها قبل سنوات، ندرك أن ما حققناه لم يكن مجرد قصة نجاح في مجال التكنولوجيا، بل في المساهمة بتحسين الحياة اليومية وعن مستقبل أكثر إشراقاً يتشارك الجميع في بنائه. إن التزامنا لا يتوقف عند حدود اليوم؛ حيث أننا سنستمر بالابتكار والعمل على استكشاف طرق جديدة لتحسين الخدمات والاستمرار بإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات التي نتواجد فيها، لنظل جزءاً أساسياً من رحلة تطوير سبل ا التنقل اليومية والتحول الرقمي في المملكة.

[1]بناء على الاتجاهات والأرقام التي بينتها العديد من الدراسات والإحصاءات والمقالات المقارنة المنشورة على مواقع مجموعة البنك الدولي ودائرة الإحصاءات العامة والمواقع الإخبارية. Source 1، Source 2 .

[2] https://jordantimes.com/news/local/internet-penetration-rises-76-cent-q1

[3] https://www.unicef.org/jordan/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8

 

قد يعجبك ايضا