واشنطن: لسنا طرفا بالتحقيق في قضية المقابر الجماعية بخان يونس
حصادنيوز- أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ليست طرفا في التحقيق المستقل بقضية المقابر الجماعية التي عُثر عليها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس بقطاع غزة، وأنها تثق بإسرائيل في التحقيق بهذه القضية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، الثلاثاء، تطرق فيها للتطورات الأخيرة في غزة والمقابر الجماعية التي تم اكتشافها في خان يونس.
وقال باتيل إنهم على “اتصال وثيق” مع تل أبيب فيما يتعلق بكيفية إجراءات إسرائيل بخصوص قضية المقابر الجماعية التي عثر فيها على جثث أكثر من 300 فلسطيني.
وقال في هذا الصدد: “اطلعنا على الأخبار المتعلقة بهذا الأمر وطلبنا أيضا من الحكومة الإسرائيلية المزيد من المعلومات والتفاصيل”.
وردا على سؤال “هل تعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية مصدر موثوق به وستوضح هذه القضية؟” أجاب باتيل: “نعم نثق بها”.
وفي إطار قضية المقابر الجماعية، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إنه اطلع على الأخبار ذات الصلة، وإنهم اتصلوا على الفور بالجانب الإسرائيلي بشأن هذه القضية.
وقال كيربي: “بالطبع صور المقابر الجماعية بشكل عام مثيرة للقلق العميق، لكن ليس لدي ما يؤكد هذه التقارير في الوقت الحالي”.
وأشار إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ أو تتدخل في تحقيق بقضية المقابر الجماعية المعنية، وأنهم سيتابعون التحقيق الإسرائيلي.
وفي 7 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس”، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
والاثنين، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الجثث المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية في مجمع “ناصر” الطبي بخان يونس.
حماية الصحفيين
من ناحية أخرى، أجاب باتيل عن سؤال حول مقتل العديد من الصحفيين أو تعرضهم للضرب على يد القوات الإسرائيلية في غزة، وأن هذا الوضع انعكس أيضا في تقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023.
وأوضح باتيل قائلا: “نحن نرسل نفس الرسالة إلى جميع البلدان، يجب حماية الصحفيين حيث يؤدون مهام هامة، خاصة في إيصال المعلومات للرأي العام وتسليط الضوء على ما يحدث في المناطق الصعبة (حيث تدور الحرب)”.
وأكمل: “على سبيل المثال كما هو الحال في غزة، فإنهم يقومون بعمل حاسم في إعلام الناس، لذلك يجب حماية جميع الصحفيين والعاملين في الصحافة بشكل كامل”.
وفي تصريحه أمس بخصوص تقرير حقوق الإنسان، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن “عددا غير مسبوق” من الصحفيين قُتلوا أو تعرضوا للضرب في غزة، وأنهم كثيرا ما ينقلون مخاوفهم بشأن هذه القضية إلى الجانب الإسرائيلي.
وكان مصور الأناضول مصطفى خاروف الذي يعمل في القدس قد تعرض للضرب المبرح على يد جنود إسرائيليين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وأصدرت مختلف وسائل الإعلام العالمية والجمعيات الصحفية إدانات بحق ما تعرض له خاروف.
من ناحية أخرى، قال الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، الذي حضر الإحاطة الصحفية، إن الولايات المتحدة بذلت جهودا جادة لتمهيد الطريق أمام دخول المساعدات الإسرائيلية إلى غزة في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي معرض شرحه لأي أجزاء من غزة وبأي طريقة تم تسليم المزيد من المساعدات الإنسانية في الأسابيع الأخيرة، قال ساترفيلد “هل هناك مساعدات تصل إلى غزة أكثر مما كانت عليه قبل ثلاثة أسابيع؟ نعم تصل، ولكن هل هذا كافٍ؟ لا، يجب علينا زيادة هذه المساعدات”.
وأردف: “يجب على إسرائيل أن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، فحماية المدنيين ليست التزاما أخلاقيا فحسب، بل هي أيضاً أولوية استراتيجية”.
وأوضح أنهم يعملون على آلية لخفض التصعيد لتقديم المزيد من المساعدات لغزة.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.