السحالي قد تلهم البشر طريقة إعادة بناء الغضاريف والعظام!؟

112

 

حصادنيوز-نشر فريق من الباحثين بكلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا أول وصف تفصيلي للتفاعل بين نوعين من الخلايا التي تسمح للسحالي بإعادة توليد ذيولها. وركز البحث، الذي نُشر اليوم (الخميس) بمجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية المرموقة، على قدرة السحالي غير العادية على إعادة بناء الغضروف، الذي يحل محل العظام كأنسجة هيكلية رئيسية في ذيول متجددة بعد فقدان الذيل.

ويمكن أن يوفر هذا الاكتشاف نظرة ثاقبة للباحثين الذين يدرسون كيفية إعادة بناء الغضاريف التي تضررت من هشاشة العظام لدى البشر؛ وهو مرض تنكسي ومنهك يصيب حوالى 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة؛ وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ إذ لا يوجد علاج حاليًا لهشاشة العظام.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال المؤلف المقابل للدراسة الدكتور توماس لوزيتو الأستاذ المساعد بجراحة العظام وبيولوجيا الخلايا الجذعية والطب التجديدي بالكلية «تمارس السحالي نوعا من السحر من خلال قدرتها على تجديد الغضاريف لأنها تستطيع تجديد كميات كبيرة من الغضاريف ولا تنتقل إلى العظام». وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

وتعد السحالي من بين الفقاريات العليا الوحيدة القادرة على تجديد الغضاريف التي لا تتعظم؛ وهي أقرب الأقارب للثدييات التي يمكنها تجديد الزائدة بأنواع الأنسجة المتعددة، بما في ذلك الغضاريف. وعلى النقيض من ذلك، لا يستطيع البشر إصلاح الغضاريف التي تضررت بمجرد بلوغهم سن الرشد.

وأضاف لوزيتو «أن فهم كيفية قيام الكائنات الحية ذات قوى الشفاء الفائقة بتجديد الأنسجة يمكن أن يساعد الباحثين على إيجاد طرق لإعادة إنشاء هذه العمليات في الثدييات». وتابع «الحلم هو إيجاد طريقة لترجمة هذه العملية لدى البشر لأنهم لا يستطيعون إصلاح الغضروف. حيث يمثل هذا خطوة مهمة لأننا نحتاج إلى فهم العملية بتفصيل كبير قبل أن نحاول إعادة إنشائها في الثدييات».

وحسب المؤلف الأول للبحث الدكتور أرييل فونك العامل بمختبر لوزيتو «قرر فريق البحث أن الخلايا التي تسمى الخلايا الليفية، والتي تساعد في بناء الأنسجة، هي نوع من الخلايا الحرجة التي تبني الغضاريف في ذيل السحلية المتجدد، والتي تتكون هياكلها بالكامل تقريبًا من الغضاريف».

وفي هذا الاطار، أعاد الباحثون وصف التغيرات في نشاط الجينات التي حدثت بين بعض الخلايا الليفية التي مكنت من بناء الغضاريف؛ فاكتشفوا أيضًا أن نوعًا من الخلايا المناعية يسمى الأرومة الحاجزة يلعب دورًا مهمًا في تثبيط التليف أو التندب، ما يسمح بإجراء عملية التجديد.

وأفاد لوزيتو بأن «هذين النوعين من الخلايا يعملان معًا ولقد وضعا حجر الأساس لبداية عملية التجدد»، مشيرًا إلى أن «الاختلاف الرئيسي بين البشر والسحالي هو أن الأنسجة البشرية تميل إلى التندب وأن التندب يمنع تجدد الأنسجة… غير ان أحد السبل المستقبلية للبحث هو استخدام تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية لوصف الآليات الجزيئية التي توقف التندب في السحالي بشكل أفضل حتى نتمكن من محاولة إعادة إنشاء العملية في الثدييات».

وأجرى الفريق اختبارات لتحديد ما إذا كان بإمكانه إعادة إنشاء عملية إعادة بناء الغضروف في أطراف السحلية؛ فاستخرج الخلايا الجذعية من ذيول السحلية وزرعها في الأطراف؛ والتي كانت ناقصة في الخلايا المناعية المؤيدة للتجدد والتي وجدت أنها مسؤولة عن تثبيط الندوب.

وقد نجح الباحثون في تحفيز بناء الغضروف بأحد أطراف السحلية عن طريق إعادة إنشاء بيئة إشارات تشبه الذيل، وفق لوزيتو؛ الذي يخلص الى القول «انهم يأملون في اختبار ما إذا كان بإمكانهم تحفيز بناء الغضاريف في الثدييات، بدءًا من الفئران، باستخدام التقنيات التي استخدموها في تجاربهم على أطراف السحالي».

قد يعجبك ايضا