ناجيات من سرطان الثدي يروين تجربتهن بمقاومة المرض

63

62148_1_1395612885

حصاد نيوز – : الإرادة والإيمان بالله سلاح سمر محمد في مواجهتها لمرض السرطان الذي اكتشفت إصابتها به في العام 2005.

ولا تخفي سمر مخاوفها من المرض عندما علمت بالإصابة به، ومما زاد مخاوفها، وفاة زوجها قبل سنوات بسرطان الرئة، ووفاة ابنها الكبير بحادث سير.

غير أن اليأس لم يكسر روح سمر التي تغلبت عليه بما تملكه من دافع وتصميم على مواجهة المرض، وللدعم الذي تلقته من عائلتها التي ساندتها في رحلة علاجها.

الستينية ميساء الموسى واحدة من أمهات أردنيات ناجيات من سرطان الثدي روت معاناتها مع المرض، وصدمتها الكبيرة لحظة اكتشافه، فلم يكن منها سوى الرجوع لوالدة زوجها المصابة بالمرض ذاته التي قدمت لها النصح والدعم النفسي الكبير.
الموسى استطاعت، بدعم من عائلتها وصديقتها إيمان وحماتها التغلب على المرض، وإجراء عملية استئصال للثدي، والاستجابة لنصح الأطباء باستخدام السيلكون كبديل.

وكان البرنامج الأردني لسرطان الثدي، احتفل الخميس الماضي بمناسبة عيد الأم بأمهات أردنيات ناجيات من سرطان الثدي، بحضور مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي نسرين قطامش التي أدارت الحوار، ود.عاصم منصور، مدير عام مركز الحسين للسرطان ورئيس مجلس إدارة البرنامج الأردني لسرطان الثدي، ود.محمد الطراونة، مدير الأمراض غير السارية في وزارة الصحة.

وتقص الشابة لارا (23 عاما) ما حدث معها، قائلة إنها قبل عامين شعرت بوجود كتلة في ثديها، ما جعلها تتجه للطبيب ومن ثم إجراء فحص الماموغرام، لتكتشف إصابتها بالسرطان.

وتتابع “أن مخاوفها من المرض وجرعات الكيماوي تلاشت تدريجيا بدعم الأطباء ومساندتهم لها”، وخضعت لارا للعملية والآن تنعم بصحة جيدة كغيرها من الفتيات.

وتنصح لارا جميع الفتيات بضرورة الفحص الدوري؛ فالمرض “يأتي فجأة”، وفق قولها، كلما كان اكتشافه مبكرا “زادت فرص النجاة”، وتحمد لارا الله كثيرا لاكتشافها للسرطان في هذه المرحلة المبكرة.

أما الفنانة أمل الدباس فقد اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في العام 2011، عندما نصحها الطبيب بأخذ خزعة وتبين بعد إجراء الفحوصات اللازمة ضرورة إجراء عملية استئصال الثدي، وكان الخيار أمامها إما بشكل جزئي أو كلي، ولإيمانها المطلق بأن الحياة تتطلب الحفاظ على النفس، وليس المجازفة، لذا كان الخيار الثاني هو الأصوب.

وتبين الدباس أنها تأثرت بسماعها إصابة الآخرين بالمرض أكثر من معرفتها بإصابتها هي به، مؤكدة أن الأساس في هذا المرض هو المصاب نفسه وكيف يهيئ نفسه للتعامل به، لذا يجب عدم الاستسلام لفكرة المرض والتسلح بالإيمان.

خضعت الدباس لأربع جرعات من العلاج بالكيماوي، وأجريت لها عملية الاستئصال، ولا تخفي أن سقوط الشعر أثر بها كثيرا، لكنها سعيدة جدا بنموه من جديد الآن (5 سم)، ففي كل مرحلة من مراحل العلاج كانت تشغل نفسها كثيرا، وتحرص على تناول غذائها بشكل جيد لتزداد مناعتها ومقاومتها للمرض.

وتؤكد الفنانة أهمية الدعم الأسري للمصاب، وهو ما أحيطت به من قبل أبنائها، إلا أنها لم تحظَ بمساندة الزوج لها في أشد الأزمات.

فيما تقول الأربعينية خولة التي تعمل في الخدمات الطبية، وحضرت الحفل مع مديرها الداعم لها في مكان العمل وابنتها، أنها خضعت لعملية استئصال الثدي بعدما أخبرها الأطباء بضرورة ذلك، مؤكدة أنها كانت تقوي نفسها في مرحلة علاج الكيماوي من أجل أسرتها، وكانت معنوياتها عالية.

الإيمان والإرادة والمساندة من المحيطين، أسباب دفعت خولة إلى الإقدام على إزالة الثدي الصناعي (السيلكون) بعد إجراء العملية وعدم ملاءمته للجسم، إلى جانب استئصال الجهة الأخرى غير المصابة.

وبينما الوالدة خولة تروي قصتها، لم تستطع ابنتها الجامعية إيقاف دموعها، التي أكدت أنها تتعلم الصبر والإرادة من والدتها، وهي التي تمنحهم القوة والدعم أكثر مما يقدمونه لها.

أما المثقفة سناء، فهي من الناجيات وفي الوقت ذاته تعمل مع البرنامج الأردني لسرطان الثدي كمثقفة في منطقة لواء الباشا والبقعة، وتبين أنها تقربت كثيرا من النساء اللواتي قامت بزيارتهن لتثقيفهن وإرشادهن للكشف المبكر عن هذا المرض.

وأفصحت أن السيدات غير المتعلمات استجبن للتثقيف وتم تحويلهن للفحص على عكس المتعلمات، مؤكدة أن العمل مع البرنامج الأردني أفادها كثيرا وسهل أمامها الخضوع للعلاج من المرض.

الثلاثينية ذكريات الرحاحلة، اكتشفت المرض ثم لجأت لمركز الحسين للسرطان، ولم تعلم كيف ستخبر والدتها وأشقاءها الصغار خصوصا وأنها المعيلة لهم بعد وفاة والدها، وبعد التفكير أوصل زوجها المعلومة لعائلتها التي ساندتها كثيرا.

تخلي الزوج والعلاجات المتكررة لم تكف الرحاحلة عن متابعة مشوارها في عملها، وفي الوقت ذاته متابعتها الدراسية للحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة جرش، وتؤكد أن دور الأهل ومديرها في العمل أساس هذا الإنجاز في حياتها.

وقد أكد مدير الأمراض غير السارية في وزارة الصحة، الدكتور محمد الطراونة، في الحفل، أن الدعم المعنوي والنفسي يسهم بشكل كبير برفع مستويات المناعة لدى مريض السرطان.

وبحسب الطراونة، فإنه تم تسجيل (945) حالة سرطان ثدي جديدة بين الجنسين (الذكور والإناث) منها (926) سرطان ثدي بين الإناث مقارنة بـ(967) حالة للعام الماضي، و(19) حالة بين الذكور مقارنة بـ(11) حالة للعام الماضي، وشكلت سرطانات الثدي ما نسبته (37.8 %) من سرطانات الإناث، وحوالي (20.6 %) من إجمالي السرطانات بين الجنسين.

وبلغ متوسط العمر عند الإصابة بسرطان الثدي للسيدات الأردنيات بـ(51.5) سنة، وكان العمر الأكثر تكرارا هو (47 عاما) وأقل عمر عند الإصابة (21 عاما) وأكبر عمر عند التشخيص (94 عاما).

قد يعجبك ايضا