حقيقة تربة القمر التي لم يعرفها الإنسان من قبل
حصاد نيوز – مم يتكون كوكب القمر؟ سؤال شغل الكثير من العلماء، وأنفقت بعض الدول مليارات الدولارات للوصول إلى إجابة هذا السؤال، وحتى الآن لم يصلوا إلى شيء، ولن يصلوا إلى شيء، لأن حقيقة تربة القمر التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم لا تسمح بالاقتراب أو الهبوط على سطحه لأي عناصر أرضية، لأنها ستجذبها إلى داخل القمر كما يجذب المغناطيس الحديد. لذلك فلن يعثروا على إجابة هذا السؤال مهما طال بهم الزمن ومهما تقدموا في العلم، إلا إذا توجهنا للذي خلق القمر ورفعنا أيدينا إليه بالسؤال: يا رب، يا خالق كل شيء والذي إليك يرجع كل شيء، كيف خلقت القمر؟ يقول الحق تبارك وتعالى عن كوكب القمر وما مثله من كواكب حين شبه نوره سبحانه وتعالى بمثل نور الكواكب: }اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [النور :35].
في هذه الآية القرآنية العظيمة، ذكر الله عز وجل نوره الذي يصدر عن ذاته العليا بشكل واضح وصريح، لكن وصفه لهذا النور جاء بشكل مسطور، أي بشكل منتظم ومتوارٍ، وإن كان يبدو للقارئ أنه وصف سهل، حيث يقول سبحانه وتعالى لبني آدم إن نوره مثل النور الذي يصدر من شعلة منيرة (المصباح) لها طبقة خارجية شفافة (الزجاجة)، وهذه الشعلة المنيرة (المصباح) تتم تغذيتها بالوقود مثل تغذية الفتيل في القنديل (المشكاة)، ووقود هذه الشعلة المنيرة (المصباح) هو شجرة مباركة لونها زيتوني (زيتونة)، وهذه الشجرة في حالة انصهار، وزيتها الناتج عن انصهارها هو وقود هذا المصباح الموجود على فتيل القنديل، ثم يصف الله عز وجل طريقة عمل هذا المصباح لكي يشع نورًا فيقول إنها مثل طريقة عمل الكوكب الدري، وهنا يجب أن نتوقف قليلاً، لأن قول الله عز وجل في هذه الآية الكريمة هو الوصفة الدقيقة للطريقة التي تعمل بها الكواكب لكي تشع نورا لسكان الأرض ومنها كوكب القمر، حيث يقول سبحانه وتعالى معلومة عظيمة جدًا وهي أن الكواكب لها طبقة زجاجية خارجية (شفافة)، وهو المقصود بقوله تعالى: }الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ{، والكواكب تشع نورًا من داخلها من خلال زيت ناتج عن انصهار شجر (مواد عضوية «كربون»)، وهو المقصود بقوله تعالى: }كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَة{، وهذه المواد العضوية (الزيت الناتج عن الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر) توجد في باطن (منتصف) الكوكب بالضبط، لأن الكوكب على شكل كرة دائرية فمن الطبيعي أن يكون وقوده من المنتصف لا من جهة الشرق ولا من جهة الغرب، وهو المقصود بقوله تعالى عن وضعية الشجرة التي يوقد منها الكوكب }لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ{، أي أن زيت الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر يقع في قلب الكوكب بالضبط، وسبب انصهار الشجر الذي تتكون منه الكواكب هو تعرضها لمصدر مباشر للنار، وهو المقصود بقوله تعالى: }يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار{، فمعنى «لو تمسسه نار» أن سبب انصهار هذا الزيت لكي يشع نورًا من خلال الطبقة الزجاجية للكوكب هو مصدر مباشر للنار، مثل كوكب القمر الذي يستمد نوره من مصدر آخر لا يمسه وهو الشمس ثم يعكسه علينا من دون حرارة، انظر شكل رقم [1].
وبما أن القمر كوكب دري فهذا يعني أنه هو الآخر له سطح زجاجي (شفاف) لقوله تعالى «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي»، وهو مبدأ عام لكل الكواكب طبقًا لقول خالق الكواكب، الله العلي العظيم، وأن نور القمر كذلك يوقد من شجرة لقوله تعالى عن وقود الكواكب «كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ»، والمقصود بالشجرة مواد عضوية (الكربون)، وهو ما ذكره الله عز وجل في قوله غير المباشر عن مكونات القمر: }وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{ [يس:39]. فالعرجون القديم الذي يعود إليه القمر بعد أن يبرد سطحه الذي كان يتعرض للشمس تعريفه العلمي: هو مخلفات النبات (كربون)، التي تنتج عن عملية تبخر أو نزع الماء من المواد النباتية في عدم وجود أكسجين وهيدروجين. وعندما يقول خالق الكواكب إنها كالزجاجة وإنها توقد من شجرة، ويقول عن كوكب القمر إنه يعود كالعرجون القديم بعد أن يبرد سطحه، فهذا يعني بشكل قاطع لا التباس فيه أن القمر مكون من الكربون، لأن من أنواع الكربون نوع اسمه الكربون الزجاجي (نوع من الكربون يتحول إلى شكل زجاح في حالة تعرضه لمصدر حراري في وسط خالي من الهيدروجين والأكسجين)، وهو ما ينطبق على ما أخبرنا به المولى عز وجل عن الكوكب الدري مثل القمر، وكذلك لأنه من المعروف علميًا أن الشجر يعني كربون بعد أن يجف منه الماء بمعزل عن الهواء (مدفون في الرمال الجافة) وهو ما يؤكده قوله تعالى: «العرجون القديم» أي النبات القديم بعد تبخر الماء منه، وهو تحديدًا أطراف جذور الشجر التي تذبل وهي مدفونة في أرض جافة بمعزل عن الأكسجين والهيدروجين، انظر شكل رقم [2].
وحين نعلم بالإضافة إلى ما ذكره المولى عز وجل عن القمر أن جميع المعلومات التي رصدها الإنسان بالتلسكوبات عن تربته تنطبق على صفة الكربون من حيث لون سطحه الرمادي والثقوب الكثيرة على سطحه، وأن من صفات الكربون الزجاجي حين ينصهر في عدم وجود أكسجين وهيدروجين أنه يتحول إلى زيت لونه زيتوني – }شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَة{- وأنه يسمى الثلج الجاف، وقد تمت رؤية هذا الثلج الجاف على سطح القمر بواسطة وكالة الفضاء «ناسا» على اعتقاد منهم أن هذا الثلج هو ماء، والحقيقة أن هذا هو الثلج الجاف، أي كربون طبقًا للحقائق التي ذكرها خالق القمر الله سبحانه وتعالى، فهذا يعني أننا أمام آية جديدة في الآفاق يقولها الحق تبارك وتعالى للذين كفروا بكتبه ورسله في زمننا هذا: }سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{ [فصلت : 53]، فيتبين لهم أنه سبحانه هو الحق وأنه على كل شيء خلقه شهيد.
إذا تربة القمر تتألف من «الكربون»، وتحديدًا ما يسمى الكربون الزجاجي، طبقًا لقول خالق القمر، الله العلي العظيم، فماذا يعني ذلك؟ يعني أنه يستحيل أن يكون على سطح القمر ماء، لأنه يتألف من كربون، الذي يتفاعل مع الماء ويكون ثاني أكسيد الكربون (الدخان الرمادي)، وهو ما لم يصدر عن القمر أبدًا. وهو ما يعني أيضًا أنه يستحيل أن تقترب من القمر أو تهبط على سطحه أي عناصر أرضية بما فيها الإنسان طبعًا، لأن الكربون سوف يجذبها إليه ويتفاعل معها كما يجذب المغناطيس الحديد.
ولمعرفة حقيقة كيف تشع الكواكب نورًا، وما الفرق بين النور والضوء، وحقيقة تربة القمر يجب توضيح التالي:
أولاً: الضوء والنور والفرق بينهما
لقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم معلومات فيزيائية هامة جدًا عن معنى وحقيقة النور تمكننا من أن نفهم ونعلم الفرق بينه وبين الضوء. فإذا بحثنا عن معنى كلمة النور في اللغة، لوجدنا أن النور أصله من نار ينور نورًا أي إضاءة، فأكثر القواميس لا تفرق بين الضوء والنور بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد، ولكن الخالق سبحانه وتعالى فرق بينهما لأنه الخالق، ولأن هذا النور هو نوره وهو أعلم به عمن سواه. فإذا استعرضنا بعض الآيات القرآنية التي تذكر ضوء الشمس ونور القمر لنستدل بها على المقصود بالنور والضوء. مثل الآية التالية: }وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا{ [نوح :16]، وكذلك قوله تعالى: }وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ٭ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا{ [النبأ :12-13]، سنجد أن الله سبحانه وتعالى شبه الشمس مرة بالسراج وأخرى بالسراج الوهاج، والسراج هو الجسم الذي يضيء ذاتيًا بشكل مستمر دون توقف من خلال احتراقه الداخلي . وفي العلم ذكر أن الشمس نجم ينتج بتفاعلاته النووية واحتراقه الداخلي حرارة قوية شديدة، وتلك هي صفة السراج الوهاج، ويصدر عنه أيضًا ضوء، وتلك هي صفة السراج، أما ما يصدر عن القمر فقد أسماه الخالق بالنور، وإذا تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا في الفيزياء المدرسية، لوجدنا أن مصادر الضوء تنقسم عادة إلى نوعين :
1- مصادر مباشرة للضوء كالشمس والنجوم والنار وغيرها.
2- ومصادر غير مباشرة للضوء كالقمر والكواكب، والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا من دون حرارة .
فالشمس والنجوم تشترك في خاصية واحدة وهي أنها تعتبر مصدرًا مباشرًا للضوء والحرارة، ولذلك شبه الخالق الشمس بالسراج الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بذلك، وسمى ما تصدره الشمس من أشعة ضوءًا لقوله تعالى: }هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا … { [يونس:5]، أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة، فالقمر مصدر غير مباشر للضوء، فهو يشع نوره من خلال ضوء وحرارة الشمس التي يتعرض لها في دورته الشهرية حول نفسه وحول الأرض ، فنراه ونرى أشعته التى أسماها العليم الحكيم نورًا. ومن العجيب حقًا أننا لم نستوعب هذه الدقة الإلهية في التفرقة بين ضوء الشمس ونور القمر، فكان المفروض أن نفرق بين الضوء والنور ونسمي الأشعة التي تأتي من مصدر ضوئي مباشر «الضوء» وتلك التي تأتي من مصدر ضوئي غير مباشر «النور»، ولكننا خلطنا لغويًا بين الضوء والنور مما أعاق فهمنا للنور وما يعنيه المولى عز وجل عن نوره وما خلقه من هذا النور.
ثالثًا: كيف يشع القمر نوره إلى الأرض؟
إن الكيفية التي يعمل بها القمر حتى يشع نوره إلى الأرض، وهو ما عرف علميًا بحالة الإثارة في الفيزياء الذرية أو (امتصاص الطاقة في الذرة )، حيث تحتوي الذرة على النواة (المكونة من البروتونات والنيوترونات) والإلكترونات التي تدور حول النواة في مدارات مختلفة، وكل مدار هو عبارة عن مستوى طاقة معين، وعادة ما يستقر الإلكترون في مستوى طاقة يسمى حالة قاعية تكون طاقته فيها الأقل على الإطلاق.
فإذا زوّدت الذرة بطاقة حرارية أو طاقة من مصدر ضوئي أو كهربائي، فإن الذرة تمتص الطاقة من الحرارة أو الضوء أو الكهرباء فتنتقل بعض الإلكترونات في الذرة من المدار ذي مستوى الطاقة الأدنى إلى مدار طاقة أعلى وأبعد عن النواة، وتسمي حالة الذرة في هذا الوضع حالة إثارة . وفي حالة الإثارة لا يستطيع الإلكترون أن يبقى في مستوى الطاقة الأعلى طويلاً، فسرعان ما يطلق طاقته الزائدة في صورة فوتون إلى الخارج ، ويهبط إلى الحالة القاعية المستقرة، وذلك طبقًا للشكل التالي:
فعلى سبيل المثال، عند تسخين معدن مثل سلك السخان الكهربي، فإن لونه يتحول من اللون المعتم إلى اللون المتوهج، وهذا التوهج ناتج عن الفوتونات التي انطلقت بعد إثارة ذرات مادة سلك السخان الكهربي.
وهذا ما يحدث لمادة الكربون الزجاجي التي يتألف منها القمر، حيث يتعرض القمر للحرارة والضوء اللذين يصدران عن الشمس، فتحدث لذرات مادته حالة إثارة (امتصاص للحرارة أو الضوء) فتطلق إلكترونات هذه الذرات الفوتونات التي نراها تنبعث من القمر والتى أسماها خالقها وخالق كل شيء «نورًا»، وحين تنخفض الحرارة والضوء الصادران عن الشمس على سطح القمر، وذلك بالمنازل التي قدرها الله عز وجل للقمر بعيدًا عن الشمس، ودورة القمر الشهرية حول الأرض وحول نفسه، تعود ذرات الكربون التي يتألف منها القمر إلى حالتها الأولى المستقرة، فيظهر سطح القمر المقابل للأرض كالعرجون القديم، أي مثل الشجرة القديمة اليابسة، وهو الوصف المقصود به الكربون.
والذي يحدث للقمر تحديدًا ليشع نوره إلى الأرض هو أنه حين يكون في منطقة «المحاق»، فإن سطحه المقابل للشمس يتعرض لحرارة عالية جدًا تؤدي إلى انصهار هذا النصف وما في باطنه، فيتحول كربون هذا السطح الذي يتألف منه القمر وما في باطنه إلى زيت منصهر ، وحين يبدأ القمر في الدوران حول نفسه وحول الأرض وتبدأ أجزاء النصف الثاني المعتم من القمر في التعرض للشمس وتصبح هذه الأجزاء في موضع رؤية للأرض، تتحول الطبقة السطحية لهذه الأجزاء إلى حالة زجاجية (شفافة) بفعل حرارة الشمس المتعامدة عليها والكربون المنصهر في باطن القمر الذي على شكل زيت، وهنا يظهر الجزء الذي يتعرض للشمس من النصف المعتم على شكل هلال، ويكون النور المنبعث من القمر في هذه الحالة ناتجًا عن الإثارة التي حدثت لذرات الكربون المنصهر (الزيت) في باطن القمر، والتي نراها من خلال تحول سطحه المعتم إلى زجاج (شفاف)، وكلما دار القمر حول نفسه وحول الأرض وتعرض النصف المعتم لحرارة الشمس، تحولت الطبقة السطحية لهذا النصف إلى الحالة الزجاجية (الشفافة)، حتى الوصول إلى اليوم الرابع عشر حين تكون الشمس عمودية على سطح النصف الثاني للقمر، فتصبح الطبقة التي كانت معتمة في منطقة المحاق كلها في حالة زجاجية (شفافة) وينبعث منها نور القمر في ليلة بدر، ثم يكمل القمر دورته حول الأرض وحول نفسه ويعود إلى منطقة المحاق، وأثناء عودته ودورانه حول نفسه تبدأ الأجزاء التي ظهرت على شكل هلال أول دورته الشهرية في البرودة نتيجة احتجابها عن الشمس، مما يجعلها تعود إلى حالتها المعتمة (الصلبة) ويبدأ القمر في الظهور على شكل أهلة مرة أخرى، وتستمر هذه الأجزاء في البرود نتيجة لعدم تعرضها لحرارة الشمس، حتى يعود القمر مرة أخرى إلى منطقة المحاق ويصبح هذا النصف المقابل للأرض قد برد تمامًا لأنه أصبح في اتجاه معاكس للشمس، فيتحول سطحه إلى ما يشبه الشجرة القديمة اليابسة (الكربون الصلب)، وهي الحالة التي ذكرها الله عز وجل في محكم آياته: }وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{، ويعود النصف المقابل للشمس مرة أخرى للتعرض للشمس حتى ينصهر هو وما في باطنه من كربون ويصبح زيتا ليبدأ القمر دورته الشهرية الجديدة فسبحان الله الذي خلق الليل والنهار من دورة الأرض حول نفسها ومنازل القمر بالنسبة للشمس ودورته حول نفسه والأرض، لذلك }لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ{ [يس :40].
هذه هي حقيقة القمر التي لا يعلمها إلا خالقه الله سبحانه وتعالى، ولقد ذكر سبحانه في محكم آياته معلومة عظيمة أخرى عن القمر وهي قوله: } أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ٭ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا { [ نوح: 15-16]، ففي هذه الآيات الكريمة يبين المولى عز وجل لنا أنه جعل القمر يشع نورًا في السماوات السبع لقوله: «وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا»، وهو ما يعني أن القمر يشع نورًا من كلا نصفيه في السماوات العلى، وذلك من خلال النصف الذي تراه الأرض، والنصف الآخر المقابل للشمس في منطقة المحاق، والمعنى في أن كلا نصفا القمر يصدر عنهما نورًا في ظلمة السماوات، هو أن القمر عندما يكون في دورته الشهرية وتحديدًا اليوم الرابع عشر حين يكون القمر بدرًا، يتحول سطح القمر من الوجهين إلى زجاج «شفاف» فيصبح القمر كالزجاجة وينطبق عليه قول الله عز وجل «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ»، أي كوكب يشع نورًا في كل اتجاه، وذلك لأن النصف الذي يقابل الشمس في منطقة «المحاق» يبرد بالتدريج حين يبدأ القمر دورته حول نفسه وحول الأرض، فتنخفض حرارته ويتحول سطحه من حالته المنصهرة إلى الحالة الزجاجية (الشفافة) في اليوم الرابع عشر، في حين أن النصف الثاني المقابل للأرض يكون قد تعرض بشكل كامل للشمس، فيتحول سطحه المعتم إلى سطح زجاجي فيشع القمر نورًا من الوجهين، وهو المقصود بقوله تعالى «وجعل القمر فيهن نورًا» وقوله «الزجاجة كأنها كوكب دري». فكلمة «فيهن نورًا» أي أن نور القمر يشع من كل سطحه في كل اتجاه إلى السماوات، وكلمة «الزجاجة» تعني أن كل الكوكب تحولت طبقته الخارجية إلى ما يشبه الزجاج، وأنه يشع نوره من خلال الزيت المنصهر في داخله.
إن ما ذكره المولى عز وجل عن القمر في القرآن الكريم لم يصل إليه أي إنسان منذ أن خلق الله عز وجل آدم وحتى الآن، وهو ما يفتح الباب للتفكر في هذه الآية القرآنية العظيمة التي تتكشف حقيقتها في زمن وصل فيه الإنسان إلى اختراع مركبات فضائية متطورة وتلسكوبات متقدمة، وعلى الرغم من ذلك فقد بقي عاجزًا وفاشلاً عن الوصول إلى حقيقة كوكب القمر ومم يتألف، وهو ما يطرح تساؤلاً هامًا: أليست هذه آية من آيات الله البينات التي يقولها الحق تبارك وتعالى في زمننا هذا للذين كفروا بكتبه ورسله ليقول لهم إن الذين تعبدون من دون الله لن يدركوا أو يعلموا حقيقة كوكب القمر ولو اجتمعوا؟ فسبحانه الذي يكفيه أنه على كل شيء خلقه شهيد.
وهذه الحقائق عن النور والقمر التي بعثها المولى عز وجل عن طريق رسوله الصادق الأمين محمد ؟ يمكن إثباتها علميًا، وذلك بأن نقوم بتعريض كربون زجاجي لحرارة عالية في عدم وجود أكسجين وهيدروجين (بأن نضعه في حيز به غاز خامل مثل غاز «الرادون» حتى يتحول إلى سائل لزج (زيت)، ثم بعد ذلك نتركه يبرد قليلاً إلى أن يتحول سطحه من الحالة الزيتية إلى الحالة الزجاجية، وبعدها سنجد أن الكربون المنصهر أسفل السطح الزجاجي يشع نورًا (فوتونات من إلكتروناته نتيجة لإثارة ذراته).
ثالثًا: أكذوبة الهبوط على سطح القمر
بعد توضيح هذه الحقائق الواردة عن خالق الشمس والقمر رب السماوات والأرض، نقول إنه من المستحيل أن يقترب أي كائن حي أو أي جماد من سطح القمر، وإن ما ذكره العلماء الأمريكيين والروس عن الهبوط على سطح القمر هو إحدى أكبر الأكاذيب الاستكشافية في تاريخ البشرية حتى الآن. وذلك لأن ما ذكروه عن القمر وتربته يختلف كليًا عما ذكره خالقه سبحانه وتعالى، وكذلك لأن القمر يشع نورًا وما يصدر عنه من نور لا يمكن أن يحتمله أي كائن حي يقف بالقرب من سطحه، بالإضافة إلى أن سطح القمر في الاتجاهين ساخن على الدوام نتيجة انصهاره الداخلي، هذا بخلاف أن من صفات الكربون جذب العناصر الكيميائية إليه كما يجذب المغناطيس الحديد، بمعنى أبسط أنه لو نزل أي شيء على سطح القمر أو اقترب من سطحه لجذبه الكربون إليه فيذهب هذا الشيء إلى داخل قلب القمر الكربوني بلا رجعة، وهو ما يعني أن المركبة أبوللو التي عادت من رحلة الهبوط المزعوم على سطح القمر كانت في مهمة من مهام الخيال العلمي التي اعتادت هوليود على إنتاجها في أفلامها… فإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذه الكذبة الاستكشافية الكبيرة لن تدوم طويلاً، فعجز الإنسان كل يوم عن أن يصل إلى القمر بعد كل ما وصل إليه من اختراعات في مجال المركبات الفضائية، والتعتيم الذي تقوم به وكالة ناسا حول «المسابير» (وهي مركبات فضائية استكشافية صغيرة) التي ذهبت إلى القمر بلا رجعة، مما جعلها تتوقف عن إرسال أي مركبات أخرى إليه وتتخذ قرارا بإرسال المسابير إلى المريخ الذي هو أبعد من القمر بكثير، هو في حد ذاته دليل على هذه الكذبة، وسوف تكشف الأيام صحة ما ذكره خالق الشمس والقمر عنهما، ليكون ذلك آية للذين لايومنون بما أنزل الله على نبيه ورسوله الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
إعداد : سامح ناجي عبده – صحفي وكاتب تلك هي أحد الحقائق المنشورة بكتاب (الرق المنشور … بيان لما هو مستور عما في الكتاب المسطور)
حقوق الملكية الفكرية مسجلة في دولة الإمارات العربية
وزارة الاقتصاد – إدارة حقوق النشر والتأليف برقم (332-2012م)
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية (17751-2012م)
ومسجلة بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة رقم(73/م/ق/11)