هل يعتبر فصل الشتاء محفزاً لخسارة الوزن؟
حصادنيوز-يرى متخصصون أن برودة الطقس خلال فصل الشتاء وما تتسبب به من انخفاض في درجة حرارة الجسم، فرصة ينبغي اغتنامها ممن يعانون زيادة في الوزن، محذرين في الوقت ذاته، من تبعات قلة الحركة والخمول الذي قد يعيق وصولهم لأهدافهم في خسارة الوزن الزائد.
ونصح المتخصصون في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بممارسة الرياضة وتقليل استهلاك الأغذية المحتوية على النشويات والسكريات المصنعة، والاستعاضة عنها بالفاكهة كخيار صحي مناسب يدعم احتياجاتهم اليومية من الفيتامينات والمعادن.
وأوضح اختصاصي الطب العام الدكتور صقر الزعبي سيكولوجية الجسم في الجو البارد، قائلاً: “تنخفض حرارة الجسم في فصل الشتاء ما يرفع احتياجه للطاقة بشكل أكبر حتى تصل لمستواها الطبيعي، عن طريق تناول الطعام، بالمقابل لا بد من زيادة معدلات النشاط البدني، تجنباً لزيادة الوزن”.
ودعا إلى تجنب السهر وزيادة تناول النشويات والسكريات المُصنّعة، مفضلاً الاستعاضة عنها بتلك الموجودة في الفاكهة الموسمية، التي تعد مصدراً مهماً للكثير من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسد، إذ تلبي الرغبة باستهلاك الأطعمة حلوة المذاق في الأجواء الباردة، على أن يحرص الأشخاص على عدم تجاوز الحاجة اليومية منها.
وبين الزعبي أن شرب الماء ضروري في كافة الظروف، وأن الخمول في فصل الشتاء يحد من استهلاك الطاقة، ويقلل عملية التعرق ليحافظ الجسم على رطوبته، ما يؤدي لعدم الشعور بالعطش وبالتالي عدم الرغبة بشرب الماء.
وقالت رئيسة جمعية الغذاء والتغذية الأردنية، المهندسة فاديا عيد، إن فرصة خسارة الوزن الزائد مُتاحة في أي وقت من السنة، لكن فصل الشتاء يعد محفزاً لذلك نظراً إلى حاجة الجسم لصرف معدلات طاقة أكبر لتعديل حرارته، ولكن ليس بمعدل كبير فقط أقل من 10 بالمئة من إجمالي احتياجات الجسم من الطاقة.
وأضافت أن ما يستهلكه الفرد من الأطعمة لتحقيق هذه الغاية لا بد أن يكون تحت معدل استهلاكه للطاقة بنسبة بسيطة فقط لأن خسارة الوزن بسرعة ينجم عنها استعادة للوزن المفقود مرة أخرى، بالإضافة لمخاطر صحية أخرى.
وأوضحت أن برودة الجو تفرض غالباً نمط حياة يرتكز عادة إلى البقاء في المنزل، مما يقلل من الحركة والنشاط البدني ويزيد من تناول الأطعمة، موجهة بضرورة بذل أي مجهود حركي يساهم في تقليل أو المحافظة على الوزن، مع الأخذ بعين الاعتبار انتهاج أسلوب تغذوي صحي تنضوي تحته البدائل المفيدة ويركز على اعتماد كميات جيدة من الألياف التي تتمثل بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة، وتضمن فترة أطول من الشعور بالشبع، وتقلل نسبة امتصاص الدهون في الجسم، والمحافظة على صحة الجهاز الهضمي، كما أنه من الممكن أن تكون لها فوائد صحية أخرى مثل الوقاية من مرض السرطان.
وأضافت عيد، أنه من الجيد التركيز على الخضراوات والفواكه بكافة أنواعها والأعشاب مثل الشاي في الأنظمة الغذائية التي تهدف لإنقاص الوزن لغناها بمضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الخلايا، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات الجاهزة والسريعة، والحرص على تناول الحبوب الكاملة والتأكد من ذلك عن طريق بطاقة البيان المثبتة عليها.
ونصحت بممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل للرياضات الهوائية كالمشي والسباحة وركوب الدراجات، بالإضافة لمرتين اسبوعيا لممارسة رياضات المقاومة المعتمدة على وزن الجسم بتكرارات محسوبة لمدة زمنية معينة، وذلك لبناء العضلات لزيادة نسبتها في الجسم وتسريع معدلات الأيض التي تعمل على رفع الاحتياج للطاقة ما يعمل على تخفيف الوزن بشكل أسرع وأسهل.
من جانبها، أكدت اختصاصية التغذية والمدربة الرياضية نسرين الطريفي أنه وخلال عمل الجسم بجدية أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية في الأجواء الباردة تحدث عملية الأيض بشكل مفرط، ما يسهم في تسريع عملية حرق السعرات الحرارية والدهون المتراكمة، وتحويلها بشكل مباشر إلى طاقة، موجهة أولئك الساعين لتنزيل أوزانهم بممارسة الرياضات الهوائية مرتفعة الشدة، مع الأخذ بعين الاعتبار فوائد أي مجهود حركي أو تمرين بسيط يستطيع الفرد القيام به. ولفتت إلى أنه من شأن ذلك مد الجسم بالقوة ورفع كفاءة جهازه المناعي، لمقاومة مختلف الأمراض، إضافة إلى آثار الرياضة الجيدة لناحية بناء العضلات، والتخلص من مشكلة تقلصها التي تعد شائعة الحدوث في الشتاء.
وأضافت الطريفي أن للرياضة منافع عدة تعود على ممارسيها لناحية تحسين المزاج، وتهدئة الأعصاب والمساعدة على النوم، ومنع الاكتئاب، والتوتر النفسي الذي من الممكن أن يصيب الأفراد بسبب ضغوطات الحياة المختلفة، لافتة إلى أن هرمون “الإندورفين” المعروف باسم هرمون السعادة يثبط انتاجه داخل الجسم في فصل الشتاء ويمكن تلافي أثر ذلك عن طريق ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية.
ونوهت إلى أن وتيرة فقدان الوزن تكون أسرع عند ممارسة الرياضة في الشتاء، حيث يحرق الجسم كمية أكبر من السعرات الحرارية، ولا يستعيدها بسهولة.
(بترا – رزان المبيضين)