إعلان الحوثي.. هل يكون طوق نجاة لإيران من جحيم قادم؟
وكان من اللافت، بل “من المفاجئ”، بحسب مراقبين، إعلان ميليشيات الحوثي الإيرانية، وقف جميع هجماتها على الأراضي السعودية في ظل تصاعد التهديدات الأميركية برد عسكري على إيران، على إثر الهجمات التي استهدفت منشأتي خريص وبقيق النفطيتين شرقي المملكة.
وبدا مهدي المشاط، رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في خطاب ليلة الجمعة، “وكأنه يرمي للإيرانيين بالسلم من أجل النزول عن الشجرة”، بعد بلوغ تصعيد طهران ذروته على إثر الهجمات على منشآت أرامكو قبل أسبوع، وفق ما قال الباحث في الشأن اليمني، وديع منصور.
وأضاف منصور في تصريح خاص أن خطاب القيادي في ميليشيات الحوثي “جاء بإيعاز إيراني، بعد أن بدأ الإيرانيون يشعرون بالقلق من التحركات والتهديدات الأميركية”، معتبرا خطاب المشاط بمثابة “ورقة تقدمها إيران للسعودية من أجل وقف التصعيد”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن موافقة الرئيس دونالد ترامب، على إرسال دعم عسكري لحماية الموارد النفطية في منطقة الخليج بعد الهجمات، التي استهدفت منشآت نفطية سعودية في 14 سبتمبر الجاري.
وأكد منصور أن “خطاب إيران الذي يبدو ذو نبرة قوية في تحدي التهديدات الأميركية، موجه للاستهلاك المحلي”، متوقعا أن تزيد واشنطن من وتيرة الضغط على إيران بشكل أكبر، والتي كان آخرها فرض عقوبات جديدة على البنك المركزي الإيراني.
وأعلن ترامب فرض عقوبات جديدة على المصرف المركزي الإيراني، مما يعزز الضغط على النظام الإيراني من النواحي المالية، ويعمق أزمته الاقتصادية التي لم تتوقف عن التفاقم في الآونة الأخيرة بسبب سلوك إيران المتهور في المنطقة.
وقال منصور إن “السعودية تريد إشعار المجتمع الدولي بخطورة ما تقوم به إيران في المنطقة، وكيف أن طهران تجاوزات الخطوط الحمراء في المنطقة، سواء بتصرفاتها الذاتية أو من خلال أذرعها”، ممثلة في ميليشيات الحوثي وحزب الله اللبناني.
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي، أحمد الشهرى، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “خطاب الحوثيين ما هو إلا نقل لوجهة نظر إيران”.
وأضاف: “بدل أن يطلب الحوثيون من السعودية، التي تعمل ضمن تحالف لاستعادة الشرعية، بوقف الهجمات، عليهم هم أنفسهم أن يوقفوا اعتداءاتهم المتكررة على الأراضي السعودية”.
وأكد الشهري أن “إيران اكتشفت المأزق الذي ورطت نفسها فيه، وأرادت أن تبعث رسائل من خلال الحوثيين في محاولة لوقف التصعيد ووتخفيف الضغط الدولي الممارس عليها”.
وقال: “عندما رأت إيران الوقفة العالمية مع المملكة العربية السعودية والتخندق مع الرياض، أدركت أن التصعيد لم يعد يجدي نفعا”، معربا عن أمله في تكون هذه بداية لاستجابة طهران لدعوات الحوار من أجل حل مشكلاتها مع المجتمع الدولي.