حراك سعودي لمنع عرض “ملك الرمال” للمخرج أنزور-صور

45

kingsand2

حصاد نيوز – أنشأ ناشطون من عدة بلدان عربية صفحة على موقع التواصل اللاجتماعي “الفيس بوك” أسموها (دعم نجدت أنزور في فيلمه ملك الرمال ضد آل سعود)، بغرض حث سلطات النظام في سوريا على الاستمرار في خططها للسماح بعرض الفيلم المثير للجدل “ملك الرمال” على شاشات دور السينما في سوريا، وعدم التجاوب مع الضغوط والوساطات والمناشدات لوقف عرضه، وقد سجلت الصفحة التي تم إنشاؤها منذ فترة قصيرة أرقاما قياسية في أعداد معجبيها ومتابعيها..

هذا ويروي فيلم “ملك الرمال” لمخرجه السوري “نجدت أنزور” قصة الملك السعودي المؤسس عبد العزيز آل سعود، وهو فيلم أثار حفيظة السلطات في السعودية؛ الأمير طلال بن عبد العزيز اضطر إلى إرسال مبعوث إلى الرئيس السوري بشار الأسد للضغط على أنزور لوقف عرض الفيلم.

وشن الأمير طلال عبر صفحته على “تويتر” هجوماً على أنزور كاشفاً أنه استعان “بصديق مشترك مع فخامة الرئيس بشار الأسد لمنع عرض الفيلم في دمشق”.تبعا لما ذكره موقع فضائية “الميادين” التي تبث من العاصمة اللبنانية “بيروت”

وكان أنزور افتتح عرض الفيلم في لندن قبل فترة، ومن المقرر أن يتم عرضه قريباً في الصالات السينمائية السورية.

ويثير عرض فيلم “ملك الرمال” جدلية لتناوله شخصية الملك عبد العزيز وتفاصيل الرحلة التي قام بها، بعد خروجه من منفاه في الكويت وسيطرته على الرياض ونجد.

ونسب الموقع لمخرج العمل نجدت أنزور قوله: “إن الفيلم يبحث في جذور فكرة الارهاب التي انتشرت في العالم والفكر الوهابي الذي ساعد على انتشار التطرف والفئات العنيفة التي توزعت في انحاء العالم” على حد قوله.

وجاء اختيار مدينة الضباب مكاناً للعرض الأول للإشارة إلى الدور الكبير الذي بذلته بريطانيا في تنصيب عبد العزيز ملكاً تمهيداً للقضاء على سلطة آل الرشيد التي حكمت الرياض آنذاك، وللتخلص من العثمانيين تمهيداً لاحتلال المنطقة وبسط نفوذ الغرب عليها.

وفي هذا السياق قال بيل فيلوز أحد الممثلين في الفيلم “الشيء الذي تعلمته من الفيلم أنه لم اكن أعرف من قبل أن الحكومة البريطانية ساعدت في تأسيس المملكة السعودية”.

أما الجمهور فتفاوتت آراؤه بين الإعجاب والدهشة بتاريخ لم يعرفوه من قبل، ويقول عضو مجلس الشعب السوري أحمد كوزبرة “إن الفيلم جرئ جداً” لافتاً إلى أن “أغلب الناس ليست لديهم فكرة كيف تأسست المملكة السعودية”، فيما وصفت مشاهدة بريطانية العمل بـ”المثير للاهتمام” قائلة “الآن فهمت لماذا أثار جدلاً كبيراً بين الناس”.

يحاول المخرج السوري إذاً من خلال فيلمه الجريء كسر محرّمات التعرض لرموز سياسية لم يجرؤ أحد على تناولها من قبل، فضلاً عن خشيته من إعادة تقسيمِ المنطقة العربية وفق مخططات استعمارية جديدة.

وفي السياق ذاته نشر موقع “الأخبار” اللبناني تقريرا عن تدوينة الأمير طلال جاء فيه :(شنّ الأمير طلال هجوماً كاسحاً على مخرج الفيلم الذي يروي سيرة والده عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة الوهابية. الهجوم بدأ بعنوان البيان المقتضب: «مخرج جهاد النكاح يواصل مشوار الهبوط»، وتابع أنّ أنزور «أوّل من بشّر بجهاد النكاح من خلال مسلسله «ما ملكت أيمانكم» (2010)»، موضحاً أنّ الفيلم «لم يترك إلا الألم والأسى في نفوس الجماهير، وصاحبه يصمّم على الاستمرار في مشوار الهبوط، حيث سبق عرضه في لندن ولم يلق أي نجاح». وذكر البيان أيضاً بأن «المملكة (السعودية) تعرضت للعديد من الحملات الإعلامية المغرضة، ولم تكن السينما بعيدة عنها، ولم تستطع كلّها النيل من شموخها ومكانتها الإسلامية والعربية والعالمية المرموقة. وبالتأكيد سوف يلقى هذا الفيلم المصير نفسه». وقبل أن يختم البيان، فجّر والد الملياردير السعودي الوليد من طلال مفاجأة بكشفه أنّه توسط لدى صديق مشترك مع «فخامة الرئيس بشار الأسد بهدف منع عرض هذا الفيلم في دمشق»، قبل أن يتمنى استجابة الأسد «إكراماً لشخص الملك عبد العزيز الذي لا يمكن سوريا الشقيقة وشعبها الوفي نسيان أعماله الخيّرة ودعمه الدائم»، علماً بأنّ أنزور تمكن أخيراً من عرض فيلمه «ملك الرمال» عرضاً خاصاً في لندن في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي. يومها، تعمّد أنزور اختيار هذا الموعد لربطه بتاريخ الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الولايات المتحدة، ثم عاد إلى سوريا ماراً من بيروت التي أجرى فيها بعض اللقاءات الإعلامية وتحدث عن الفيلم، ليقرر أن يكون العرض الجماهيري في صالات دمشق متحدياً بذلك الدعوات التي رفعت ضده واتهمته بـ«التشهير والإساءة إلى شخصية وعائلة ملكية». وقد رصدت للفيلم ميزانية ضخمة، ولعب الممثلان الإيطاليان ماركو فوشي وفابيو تستي دور الملك عبد العزيز؛ الأول في شبابه والثاني في كهولته، إضافة إلى ممثلين أتراك وسوريين ولبنانيين. وبهذا، يكون هذا الفيلم الأوّل الذي يتحدث بصراحة مطلقة عن ملك عربي بعيداً عن سياسة التطبيل والتزمير التي اتبعتها غالبية مسلسلات السيرة التي قدمتها الدراما العربية.
في اتصال مع «الأخبار»، رفض أنزور التعليق على التجريح الذي استهدفه في البيان، مؤكداً أنّ الفيلم «مجيّر لمصلحة سوريا، وضد من دمّروا بلدنا»، مشدداً على أنّ سوريا هي «رقم واحد بالنسبة إليّ»، وأنّ «ثمن الفيلم غال، لا يستطيعون دفعه. هو دم شهدائنا، ودمار بلدنا وعتاد جيشنا». ورأى مخرج «نهاية رجل شجاع» (1993) أنّ هذا الشريط «موقف سياسي، لأنّي لا أملك سوى كاميراتي. إنّها سلاحي الوحيد»، مضيفاً أنّه «لو استطاعوا إسكاتي اليوم، فغداً سيولد 100 نجدت أنزور». وبغض النظر عمّا إذا كان الفيلم سيعرض في سوريا أو لا، يبدو أن أنزور عازم على عرضه في «مكان آخر، لأنّ الفن يصل أينما كان»، معتبراً أنّ القرار الأخير يعود إلى «أصحاب الشأن». فهل تستجيب القيادة السورية للطلب السعودي وتظهر ملامح صفقة ما، ويبقى نجدت أنزور في معركته وحيداً؟

 

kingsand4

kingsand3

قد يعجبك ايضا