انضمام 60 مخبزا إلى حملة خبز للجميع
في مخبز “خلدا الآلي” الواقع في شارع مكة ما يزال القائمون على المخبز يعلقون على إحدى الرفوف التي وضع عليها أنواع مختلفة من الخبز والحلويات لافتة كتب عليها” هذا الخبز مجاني لمن لا يستطيع شراءه- حملة خبز للجميع”.
60 مخبزا انضم الى هذه الحملة من جميع أنحاء المملكة، بعدما كانت مبادرة شخصية أطلقها مجموعة من الشباب في 23 تشرين الأول (اكتوبر) العام الماضي.
وهي حملة تقوم فكرتها على أن كل شخص عضو بالحملة أو غير عضو يقوم بالالتزام مع مخبز لتأمينه بكمية من مادة الخبز توزع على “من لا يستطيع شراءه” من خلال وضعه على رف مخصص لهذا ومكتوب عليه بطريقة واضحة أنه غير مخصص للبيع وأنه لمن لا يستطيع شراءه”.
“الناس الذين يأخذون من هذه الرفوف بازدياد مستمر، كما أنّ المساهمين بازدياد أيضا”، بحسب القائم على مخبز خلدا الآلي مصطفى الجلب.
ويروي الجلب، لـ”الغد”، “أنّ المبلغ الذي كان قد تعهد به شباب ضمن حملة خبز للجميع كان حوالي 20 دينارا في بداية انضمام المخبز للحملة، إلا أنه تضاعف الآن من خلال تقديم مواطنين شاهدوا اللافتة وقاموا بالمساهمة سواء بدفع مبلغ للمخبز لوضع خبز بقيمته أو من خلال شراء خبز ووضعه على الرف المخصص، ناهيك عن مساهمة المخبز ذاته.
ويشير الى أنّ مساهمات المتبرعين لهذه الحملة تطورت؛ حيث باتوا يضعون على الرف “أنواعا من الحلويات والكعك”، مشيرا الى أنّ ما يميز هذه الحملة هو أنها تتيح للمحتاج أن يأخذ حاجته من الخبز “دون إحراج” ودون أن يشعر بأنّ هناك “منّا أو أذى” من أي شخص، “فهناك من ينحرج من وضع اسمه في الجمعيات الخيرية مثلا”.
وتحرص هذه الحملة على أن تكون علاقة المتبرع بالمحتاج بشكل مباشر، بدون أن يكون هناك وسيط لإيصال المساعدة، فأي شخص “مقتدر” يقوم بدفع قيمة كمية من الخبز توضع على رف مخصص في المخبز الذي ينضم للحملة، وترفع على هذا الرف لافتة مكتوب عليها “هذا الخبز مجاني لمن لا يستطيع شراءه”.
القائمة على حملة خبز للجميع واحدى مؤسسيها، نادين معايعة، أكدت لـ “الغد” أنّ الحملة خلال العام الماضي انتشرت بشكل واضح لكنّ القائمين على الحملة حريصون على أن يكون هناك توازن في الحملة وأن لا يتم انتشارها بشكل غير منظم وعشوائي بحيث يتم ضمان “التزام المخابز والمتبرعين في هذه المخابز” بوضع الخبز على الرفوف المخصصة. وعادت معايعة لتؤكد على أنّ الحملة تركت الباب مفتوحا بين المتبرع والمحتاج لتكون العلاقة بينهما مباشرة، فيما تضمن صورة المساعدة التي يتلقاها المحتاج له الكرامة وعدم الإحراج، فيكون تقديم المساعدة بصورة “تلقائية وعفوية”.
وأضافت أن الحملة تقوم بمتابعة المخابز أولا بأول ويتم الاتصال مع كل مخبز بشكل دوري لمعرفة ما إذا كان هناك متبرعون دائمون أم لا، وتتم متابعة أي مخبز تتوقف لديه المساعدات والتبرعات من الخبز الذي يضعه على الرفوف المخصصة.
وكان القائمون على الحملة أنشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تحت اسم “حملة خبز للجميع”؛ حيث وصل حتى الآن عدد معجبي هذه الصفحة 926 معجبا.
كما كانوا قد قاموا بعمل موقع إلكتروني خاص بالحملة عنوانه www.bread4all.com، وخصصوا رقما مباشرا للرد على أي استفسار وهو 0797533901.
وتصر معايعة على أنّ الحملة كانت وستبقى مبادرة ذاتية تلقائية خارج الأطر الإدارية والمؤسسية والهيكلية فكل فرد يتكفل من خلال تحديد مبلغ معين لشراء خبز يوميا أو أسبوعيا أو شهريا ووضعه على رف خاص لهذه الغاية دون أي أنظمة وتعليمات وأشياء قد “تؤخر أحيانا وتمنع وصول المساعدة لمستحقيها”.