أمام الديوان الملكي.. متعطلون ولكن.. لِمَ يضعون العصا في دولاب الاستجابة لهم
حصادنيوز-يبحثون عن عمل في سوق لا عمل فيه. أو ربما عليك أن تبحث بالمندل عنه. هذا صحيح.
والصحيح أيضاً أنهم كذلك يشترطون في هذه البيئة ما لا يكاد يصدق.
وسط قطاع عام يتجشأ بالموظفين ترهلاً حتى بلغ الفائضون فيه عن الحاجة أكثر من مئة ألف يشترط المتعطلون عن العمل المعتصمون أمام الديوان الملكي العمل في القطاع العام.
المشهد ملبد بالتناقضات. تناقضات صنعتها يد الحكومات المتعاقبة. لكن هذا أمر آخر.
اليوم نريد حلاً. حل يبعد المجتمع عن فوضى لا يريدها أحد، حتى وإن فعلت الحكومة كل ما يلزم لتشكيلها.
مجدداً يضع المتعطلون عن العمل عصا في دولاب الاستجابة الرسمية لمطالبهم، وهم يقولون إنهم لا يريدون العمل في القطاع الخاص.
جملة لا يستصيغها جيش من العاملين الأردنيين في السوق.
– لماذا لا تريدون العمل هناك؟ ألسنا نعمل نحن وآباؤنا منذ سنين وسنين، ومن خلالها بنينا حياة نرضاها؟
يقول موظف في شركة خاصة هو ووالده وجده.
ربما الثقافة الريعية التي أجبر عليها المجتمع سنين عديدة هي من فاضت حتى أغرقت العقول باعتبار العمل في مؤسسات الدولة هو الضامن الوحيد لحياة كريمة.
حياة يدرك الموظفون في القطاع العام أنها قد وَقَتْهُم من الجوع، لكنها منعتهم الغنى والتطور، بل والثراء.
على أن هذه الزاوية من المشهد تبدو غير مكتملة. كيف نطلب من هؤلاء الشباب ما نطلب وهم الغارقون، في بيئات منسية لا تنمية فيها.
ألم نقل سابقاً إن المشهد ملبد بالتناقضات. تناقضات صنعتها يد الحكومات المتعاقبة. لكن هذا أمر آخر.
اليوم على الشباب الباحثين عن العمل وضع يد مع الرسمي للبحث عن حل. لا ان يضع في الدولاب عصا، تذهب بالعربة إلى هاوية المجهول.