إصابة بالسل لطفل من مخالطي طالبة مصابة.. وتساؤلات حول مصدر العدوى

42

حصاد نيوز -تسود حالة من الإرباك أروقة وزارة الصحة إثر اكتشاف حالة سل ثانية من مخالطي الطالبة بمدرسة الشيماء بعمان، والتي سبق اكتشاف إصابتها بالمرض، وسبب هذا الإرباك عدم نجاح الاستقصاء الوبائي بمعرفة سبب ومصدر العدوى التي انتقلت الى الطالبة.

ووفقا لمصادر بوزارة الصحة، فإن العدوى انتقلت إلى ابن شقيق المصابة والبالغ من العمر عامين، بعد أن تم إجراء فحص المخالطين من أسرتها اضافة الى إجراء فحوصات للمخالطين في مدرستها من زملائها.
غير أن الحالة المصابة، وفقا لمصدر في وزارة الصحة، “تؤشر على ضعف الرقابة الصحية في المدارس والتي تتولاها مديرية الصحة المدرسية من جهة ويلح في اعادة النظر في نظام الرصد النشط للبحث عن المرض الذي يبدو أنه اصبح ضعيفا في طريقة البحث والتحري وإعادة النظر في منظومة البحث عن التدرن (السل) بشكل عام”.
ويؤكد الناطق الاعلامي باسم الوزارة حاتم الازرعي ان “الوزارة قامت بالإجراءات الاحترازية، فيما لم يُحدد بعد سبب الاصابة بجرثومة السل الا ان العمل مستمر بهذا الشأن”، مشيرا الى ان الوزارة “اجرت فحوصا على المخالطين للطالبة من محيطها المدرسي والعائلي وتتابع عمليات الاستقصاء للبحث عن المصدر”.
وتعتبر الاجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة في ظاهرها ايجابية من خلال برامج التوعية التي قدمتها للمخالطين في مدرسة الطالبة المصابة، لكن في باطن الامر تحتاج الى مزيد من النظر في منظومة برنامج السل، الذي كان من المزمع الانتهاء منه نهائيا في الاردن مع العام 2025 لغايات تنشيط نظام الرصد عن جرثومة السل في المملكة ومصادر الاصابة فيها.
والتدرن الرئوي او (السل) بين الاردنيين بالعادة يكون من خلال المخالطين للوافدين أو عاملات المنازل أو العاملين الأجانب في مناطق المدن الصناعية بحيث يحتاج الى فترة لظهور أعراضه.
فظهور حالة في مدرسة يستدعي بيان المصدر، وتنفيذ برامج توعية تكون بلا قيمة دون البحث عن المصدر، أي من أين وكيف أصيبت الطالبة بالمرض، كما أن ليس من المهم أن تطمئن الناس دون أن تعرف أين المصدر.
ولفت مصدر طبي إلى أن الأردن وصل لمرحلة متقدمة في مكافحة السل خلال الاعوام 2011 و2012، فضلا عن وجود أجهزة حديثة تتمكن من اظهار النتيجة خلال ساعات.
واعتبر المصدر انه كان على وزارة الصحة “التعامل مع مرض السل بكل شفافية واعلان الحالات المصابة والمشتبه بها والاعلان كذلك عن الاجراءات الاحترازية في الحالات التي يشتبه بوجود حالات بها”.
وكانت الوزارة كشفت العام الماضي عن تسجيل 120 إصابة بالتدرن الرئوي (السل)، وغير الرئوي بواقع 33 إصابة بين وافدين، ونسبت بتسفيرهم الى بلدانهم بعد اجراء المعالجات اللازمة لهم، وبعد تحسن حالتهم الى الدرجة السلبية (غير قابلة للعدوى المباشرة).
ويشترط قانون الصحة العامة؛ حصول العامل المستقدم على شهادة طبية تؤكد خلوه من الأمراض من بلده الاصلي، وتجرى له الفحوصات اللازمة حال دخوله للمملكة، كما اعتمدت آلية جديدة للفحوصات الطبية للعمال الوافدين، تم بموجبها تشكيل لجنة مختصة لدراسة فحصهم، كالكبد الوبائي (ب) و (ج) وفقا لمهنة العامل. كما فرضت الآلية الجديدة؛ فحص التهاب الكبد الوبائي (ج) على جدول فحوصات عاملات المنازل، وتعميمها على مديريات الصحة ومراكز الأمراض الصدرية في المحافظات.
ويجري العمال القادمون للعمل الى المملكة؛ عدة فحوصات، منها صورة أشعة لفحص السل والبلغم، وتحسس الجلد والإيدز.
وكانت الوزارة، وضعت خطة وطنية شاملة لمكافحة مرض السل للأعوام 2008 – 2015 بهدف إنهاء السل كمشكلة صحية اجتماعية بحلول العام 2025، وهو الهدف الذي تنشده منظمة الصحة العالمية.
وفي السياق، كشفت الأرقام الاخيرة للبرنامج الوطني لمكافحة السل تسجيل 460 إصابة جديدة بمرض السل الرئوي وغير الرئوي منها 182 اصابة بين أردنيين و 278 بين وافدين من جنسيات مختلفة.
ويتحمل الأردن عبء علاج حالات الإصابة الوافدة ويقدم لها العلاج والرعاية الطبية المثلى بالمجان.
وتسعى منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض السل بحلول العام 2030 في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة واستراتيجية المنظمة بشأن دحر السل حيث يعتبر الأردن من الدول الأقل نسبة بالإصابة بالسل إذ يصل المعدل حاليا الى 4.4 إصابة لكل 100 ألف مواطن، فيما كان المعدل 7 إصابات لكل 100 ألف مواطن في العام 2015.
وتعالج وزارة الصحة 170 إصابة بالسل للاجئين سوريين وتصل كلفة علاج الحالة الواحدة لمريض السل إلى حوالي 50 ألف دينار سنويا.
ويسعى الأردن للتخلص من مرض السل الرئوي بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية قبل حلول عام 2025، متوقعاً أن يتم القضاء على المرض في العام 2020.
كما تم إرجاء ما كان مقرراً سابقاً للتخلص من مرض السل الرئوي في العام 2015، بسبب تداعيات وآثار الأزمة السورية على المملكة؛ وذلك جراء تدفق اللاجئين إليها، إضافة إلى الحروب في ليبيا واليمن، وفي دول مجاورةٍ للأردن.
ويبلغ معدل الإصابة بمرض السل في الأردن حالياً نحو 4 إصابات لكل 100 ألف نسمة، فيما معدل الوفاة بالمرض حالة واحدة لكل 100 ألف نسمة، ويجري العمل على خفض معدل الإصابة بالمرض الى “إصابتين” لكل 100 ألف نسمةٍ.
وصنفت منظمة الصحة العالمية الأردن من بين أنجح دول إقليم شرق المتوسط في مكافحة مرض السل، والحد من انتشاره، بعد أن حقق أعلى معدل شفاء بين المصابين، وأقل معدل إصابة بلغت 5 إصابات لكل مائة ألف نسمة عام 2011.
ووفق المنظمة ذاتها، فإن مرض السل تسببه “البكتريا المتفطّرة السليّة” التي تصيب الرئتين في أغلب الحالات.
وتتمثل أعراض الإصابة بالمرض بالسعال مع خروج البلغم والدم أحياناً، والشعور بآلام في الصدر والوهن، وفقدان الوزن والحمى وإفراز العرق ليلاً.
وينتقل السل من الشخص المصاب بالمرض إلى آخر بالعدوى عن طريق الهواء، وتحديدا في حال السعال أو العطس وكذلك البصق.
وحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن علاج مرض السل والشفاء منه، إذ يُعالج السل النشط الحساس للأدوية بمقرر علاجي معياري يدوم ستة أشهر، ويشمل أربعة أدوية مضادة للميكروبات تقدم للمريض مصحوبة بالمعلومات والإشراف والدعم من جانب عامل صحي أو متطوع مدرب.
قد يعجبك ايضا