الساحة الهاشمية احتلها المجرمون لاقتراف أعمال الرذيلة ،ومرتعا لتوزيع المخدرات
غابت الإجراءات الأمنية عن منطقة الساحة الهاشمية والمدرج الروماني ،وأصبحت ملاذا آمنا لاقتراف أعمال الرذيلة ،ومرتعا لموزعي المخدرات ،وممارسة القوادة ،وضرب الأمواس والقمار ،وكل أنواع الجريمة والانحراف، وعادت سيئة السمعة كما كانت قبل عشرات السنين.
قبل عشرات السنين سيطر عليها المجرمون، وكان الذين تقتضي ظروفهم المرور بالمنطقة يمرون مسرعين ،ويحمدون الله على اجتيازها سالمين ،وبلغ حينها السيل الزبى ،ودفع أصحاب المحلات التجارية المجاورة الخاوة للسرسرية ،وتكسرت محلاتهم ،وتعرض المارة لقطع الطريق والتهديد ومضايقات الزعران ،وبلغت رداءة الأحوال ذروتها وانتهت بجرائم القتل.
حتى إذا طفح الكيل، تضافرت الجهود الأمنية وتكاثفت ،وقطعت دابر المجرمين وشتتت شملهم ،وأصبحت المنطقة محرمة على ذوي الأسبقيات والمكررين ،فاستقرت واطمأنت ، وأصبحت أفئدة الناس تهوي اليها .
الآن بدأت طلائع اللصوص وجموع القوادين والمنحرفين بالتوافد عليها من جديد ،وعادت منطقة رعب كما كانت ،ومرتعا للبلطجية والمكررين ، وخاب ظن الذين اعتقدوا إن الساحة آمنة بعد إعادة تأهيلها وافتتاحها مؤخرا ،وولوا منها فرارا ،وملئوا رعبا من المجرمين .
شهود عيان أكدوا ان الساحة غادرها المواطنون، وتكاد تخلوا من جلسات العائلات وتواجد الأطفال ، ومن كل صنوف الزائرين ،وان التفاوض على البغاء والعياذ بالله يجري علانية وعلى قدم وساق ، فيما يجتاحها يوميا أبناء منطقة ملاصقة شرسة ويعكرون صفوها على مرأى من رجال الشرطة .
المؤسف ان الشرطة مرعوبة هذه الأيام ،ومصابة بفوبيا الربيع… والإفراط بإصدار الأوامر والتعليمات المشددة بعدم التدخل لمعالجة اختلالات الأمن إلا بناء على شكوى أضعف رجال الأمن العام وأحبط معنوياتهم ،والأكثر أسفا ان القيادات ترفض كالعادة الاعتراف بالواقع ،وتبرئ نفسها من المسؤولية وتنفي عنها أي قصور ، وتصر رغم كل هذا الذي يجري على ان الأوضاع آمنة ومستقرة ومسيطر عليها، وتتهم من يثير المشكلة بالمبالغة او سوء النوايا والتضليل .
من أولها أسهلها ،فالحقيقة المؤكدة ان الأوضاع الأمنية في الساحة الهاشمية والمدرج الروماني سيئة شاء من شاء وأبى من أبى ، والموقع معلم سياحي هام ،والتسمية الهاشمية وقربه من قصر رغدان العامر تفرض المصارحة والاعتراف بالواقع ،والى تدخل فوري وإنقاذ عاجل حتى لا يعيد التاريخ نفسه وتتعقد الأمور