نائب أردني: هنالك قرار سياسي دولي بالتغطية على جريمة ’قتل عرفات‘

32

حصاد نيوز – “كل الدلائل تشير إلى العدو الصهيوني”؛ بهذا يجزم عضو مجلس النواب الأردني المتخصص في القانون السياسي منصور مراد، بشأن استشهاد الرئيس ياسر عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، لكنه يعتقد أن هناك “غيابًا للإرادة الحقيقية” لكشف ملابسات هذه الجريمة.

ويقول مراد : إن الزمن يمثل عاملا مهما في كشف هذه الجريمة، مضيفا: “لم يشعر أي عربي بأن لجنة التحقيق المشكلة (في قضية رحيل عرفات) سوف تصل إلى نتيجة”.
وشدد على وجود قرار “سياسي دولي بالتغطية على هذه الجريمة النكراء (قتل عرفات)”، معتقدا أن ذلك سيعرقل الوصول إلى نتيجة في التحقيق.
ويوضح أن أصابع الاتهام موجهة “للعدو الصهيوني” وليس ذلك فحسب، بل إن كل الدلائل تشير إلى ضلوع الأخير في جريمة قتل عرفات.
ويضيف في حديث مع صحيفة “فلسطين”، أن قوات الاحتلال حاصرت عرفات قبيل مرضه، ومنعته من السفر خارج فلسطين لحضور مؤتمر قمة انعقد في بيروت، وتم منع خطاباته والحد من وصولها للشارع العربي.
وكان عرفات أصيب في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2004، بمرض غامض في أثناء حصار قوات الاحتلال لمقره في رام الله، على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى. ولم ينجح أطباء مصريون وتونسيون في وقف تدهور الوضع الصحي، ما تطلب نقله إلى مستشفى “بيرسي” العسكري في باريس، حيث توفي لاحقا، دون أن يفصح أطباء المستشفى عن السبب الحقيقي لرحيله.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013م، كشف علماء سويسريون وجود بولونيوم مشع في رفات عرفات، في ظل تقديرات بأنه مات مقتولاً بهذا السم، لا سيما أن العلماء المكلفين بفحص العينات عثروا على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من البولونيوم.
ويؤكد مراد على أن “كل الدلائل تشير إلى قتله”، مشيرًا إلى “تلاعب في مسألة قتل عرفات”.
ويفسر بأنه ليس من مصلحة أمريكا أو (إسرائيل) أو الغرب الوصول إلى نتائج التحقيق في قتل عرفات، “لكن نحن كأمة وشعوب وكل مناضل في فلسطين يعرف أن العدو الصهيوني هو الذي صفى هذا القائد”.
ويُبين مراد، أن “العدو الصهيوني كدولة وظيفية وجدت لتكون مركزا وقاعدة متقدمة لتحقيق أهداف ومصالح إمبريالية في المنطقة، وعلى رأسها الولايات المتحدة”.
ويعتقد أن من أهداف الولايات المتحدة و(إسرائيل)، إضافة لاحتلال فلسطين وتصفية ما يمكن تصفيته من الشعب الفلسطيني ومنع قيام حركة تحرر عربية أو تحقيق وحدة الأمة العربية.
كما أن من الأهداف –بحسب مراد- نهب الثروات الوطنية للأمة بمجملها والتحكم بها، قائلا: “هذا هو المشروع والدور الوظيفي بالتالي أيضًا ضرب الهوية الوطنية للأمة”.
وبناء على “كل هذه الدلائل والمعطيات والدور الوظيفي من الطبيعي أن يتعرض رمز فلسطيني كعرفات للقتل على أيديهم (في إشارة لقوات الاحتلال)”، والكلام لا يزال لمراد.
ويشير إلى أن 13 سنة مرت على رحيل عرفات، بينما الغرب والولايات المتحدة يدعيان الديمقراطية ويلبسان ثوب الإنسانية.
ويرى أن “الغرب بقيادة أمريكا دمر وقتل في أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية والآن يقود تدمير الدول وتفكيكها وتفتيت الشعوب ونشر العنصرية والطائفية والأحقاد ويدعم العدو الصهيوني في كل جرائمه على امتداد كل فلسطين وخارجها”، منوهًا إلى أن واشنطن تغطي على “جرائم العدو وتحميه”.
الدور العربي
ويقول مراد، إنه إذا كانت لجنة التحقيق الرسمية الفلسطينية، تنتظر دعمًا من المجتمع الدولي، فإن الأخير “ليس فقط غطى على جريمة عرفات بل يغطي على جرائم ذبح الشعب الفلسطيني كله”.
ويضيف أن عرفات عولج في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، واصفا الأخيرة بأنها “أداة من أدوات الولايات المتحدة، وهي تشارك في تسليح العدو وتعزيز أمنه وتغطية جرائمه”، كما يصف الغرب بأنه “مزيف، ويكيل بمكيالين، وظالم”.
وينوه عضو مجلس النواب الأردني، إلى ضرورة تأدية القوى السياسية على الساحة العربية في تحريك الجماهير والمؤسسات النقابية العربية، ونقابات المحامين في الوطن العربي، دورا للمساهمة في كشف ملابسات قتل عرفات.
لكنه يعتبر أن “الجماهير واقعة بين نارين: ضعف الأحزاب (العربية) والتنسيق والإرادة، والأنظمة التي تتسارع ليل نهار في التطبيع مع العدو إما من فوق الطاولة أو من تحتها”.
ويتابع: “حتى الشرفاء الفلسطينيون وأبناء الأمة العربية في أوروبا يتعرضون لملاحقة وحصار تحت حجة مكافحة (ما يسمى) الإرهاب. أعتقد أن الوضع وموازين القوى كلها لصالح الغرب”.
وفي الوقت نفسه، يبدي مراد ثقته بقدرة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية على “أن نحرر كل فلسطين وأن نزيل هذا العدو (الإسرائيلي) وليس فقط أن نكشف هذه الجريمة (قتل عرفات)”.
ويقول: “فلسطين دائما وأبدا جزء من الأمة العربية، وهي وقف عربي ونحن كرموز وطنية نحاول دائما أن نقيم اتصالات على امتداد الساحة في الجزائر وتونس وسوريا ولبنان لننادي بتوحيد الجهود والتنسيق فيما بيننا لإعادة وضع خطط استراتيجية لنهضة هذه الأمة”.
ويضيف: “نحن نستطيع، لكن لا توجد إرادة لغاية الآن”، مؤكدا أهمية تنسيق الفصائل الفلسطينية مع القوى الفاعلة العربية لإعادة الاعتبار للعمل العربي والفلسطيني كواجب على امتداد الأمة العربية.
ويتمم مراد بالتشديد على أن “ترك الشعب الفلسطيني جريمة سوف ندفع ثمنها”.
ويشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس أكد في 10 نوفمبر/كانون الأول 2016 خلال كلمته في مهرجان لإحياء الذكرى الـ12 لرحيل عرفات، في رام الله، أنه يعرف الجهة التي تقف وراء رحيل عرفات، قائلا: “ما زال التحقيق في استشهاد الأخ أبو عمار مستمرا، سنظل وراءهم لنعرف من الذي فعل ذلك، ولو سألتموني أنا أعرف لكن لا تكفي شهادتي”.
قد يعجبك ايضا