حرائق ضانا .. اغتيال للثروة الزراعية وحلول تنتظر التنفيذ

27

حصاد نيوز – أشار مدير دفاع مدني الطفيلة المقدم علي الصرايرة أن رجال الإطفاء في مركز دفاع مدني القادسية تعاملوا مع حريق أتى على قرابة ٥ الآف متر من الأشجار والأعشاب في منطقة ضانا.

وأضاف الصرايرة أنه وبالرغم من وعورة الطريق وتشابك الأشجار سريعة الإشتعال وعدم وجود طريق إلى موقع الحريق إلا أن نشامى فرق الإطفاء سيطروا على الحريق في وقت قياسي دون وقوع خسائر بشرية.

هذا الحريق الذي تم إخماده هو الخامس من نوعه خلال الأعوام الخمسة الأخيرة في منطقة ضانا تحديدا والذي اغتال آلاف الأشجار الحرجية والمعمرة والمثمرة والتي كان أخرها حريق الإثنين الماضي.

مدير زراعة بصيرا المهندس بلال الهلول، أشار أن تكرار هذه الحرائق بات أمرا مقلقا على الثروة الحرجية والأشجار المعمرة والمثمرة في منطقة ضانا، خصوصا وأن تلك الحرائق أصبحت تتكرر سنويا وتساعد في انتشارها الأعشاب الجافة وطوبوغرافية المنطقة المفتوحة أمام الرياح والتي تسهم في التهامها للأشجار في وقت قياسي.

وأضاف الهلول أن أحد أهم أسباب حرائق ضانا هو شجر التوت البري « العليق « الذي يتميز بجذوعه الجافة وسرعة الإشتعال والمتشابك مع بعضه البعض مما يسهل عملية انتشار ألهبة النيران ضمن نطاق تواجده، حيث يتواجد بكثرة في منطقة ضانا، وهو بحاجة إلى طرح عطاء لإزالته.

رئيس وحدة دعم المجتمعات المحلية في مديرية زراعة الطفيلة المهندس زياد الحوامدة أوضح أن العطاءات التي نفذتها وزارة الزراعة خلال العقد الأخير في منطقة ضانا لم تتضمن إزالة أشجار التوت البري أو الأعشاب الجافة نهائيا.

وأضاف الحوامدة أن بعض العطاءات كانت تتضمن في طياتها إزالة العوائق الشجرية فقط كشجر التوت «العليق» وذلك لتسهيل عمل المتعهدين خلال تنفيذ عطاءاتهم المشتملة على صيانة قنوات المياه أو تركيب انابيب بلاستيكية.

وأوضح مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس عامر الرفوع أن تكرار هذه الحرائق في البساتين الملتصقة بالمحمية يتسبب بهروب الحيوانات من المنطقة المحاذية لها ويهدد بعض أنواع النباتات النادرة والأشجار المعمرة التي تحتضنها المحمية بالإحتراق.

وطالب الرفوع بضرورة وجود ممرات منظمة بين بساتين ضانا التي تكثر فيها الحرائق وذلك لتسهيل مهمة رجال الإطفاء للوصول إلى موقع الحريق والحد من انتشار هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الجميع.

رئيس بلدية القادسية الدكتور سليمان الخوالدة أوضح أن بلدية القادسية غير قادرة على تقديم الدعم الحقيقي لمنطقة ضانا من خلال فتح الطرق أو إيجاد حلول فنية لها للحد من ظاهرة الحرائق المتكررة التي تشهدها المنطقة لأنها لا تقع ضمن حدودها الإدارية وإنما ضمن حدود مديرية الشؤون البلدية في محافظة الطفيلة.

وأضاف الخوالدة أن هذا السبب يجمد رؤية بلدية القادسية في تنظيم أراضي ضانا وتقديم الدعم الفني والإرشادي لمزارعي المنطقة والتدخل المباشر لإزالة الأعشاب الجافة والنباتات سريعة الإشتعال للحد من ظاهرة احتراق بساتينها وأشجارها المعمرة بين حين وآخر.

مدير الشؤون البلدية في محافظة الطفيلة المهندس حمد البدور أكد أنه لا يوجد أي طرق تقع ضمن اختصاصهم في منطقة ضانا وأن أي اعتماد لرسم طريق في المنطقة لتسهيل وصول رجال الدفاع المدني إلى موقع الحريق بحاجة إلى مخاطبتهم رسميا من قبل الجهات الرسمية ليصار إلى تنظيمها.

وأوضح المواطن محمد الخصبة -مالك بستان في ضانا- أن سبب حرائق ضانا المتكررة بحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية وذلك من خلال تكثيف حملات التوعية للمواطنين والبدء بفتح طرق بين بساتين ضانا والممتدة على طول مئات الأمتار لتسهيل عملية وصول رجال الإطفاء إليها.

وأضاف سليمان النعانعة أنه لا بد من إزالة نبات «العليق» المنتشر على نطاق واسع في منطقة ضانا إضافة إلى تنظيم وزارة الزراعة مبادرات لإزالة الأعشاب الجافة التي تسهم بانتشار ألهبة الحرائق في وقت قياسي.

وما زالت منطقة ضانا تنتظر حتى هذه اللحظة قرارا مشتركا بين جهات رسمية للحد من ظاهرة حرائق بساتينها واغتيال المئات من الأشجار الحرجية والمثمرة والمعمرة التي تعتبر ثروة زراعية وتاريخية في محافظة الطفيلة.

قد يعجبك ايضا