الفلسطينيون يؤكدون: لا صلاة في المسجد عبر بوابات الاحتلال

29

حصادنيوز-مضى الفلسطينيون أمس في مواجهة المخطط الإسرائيلي للأقصى، مؤكدين انهم لن يدخلوه للصلاة عبر بوابات الاحتلال الإلكترونية، ولجأوا مستنفرين للصلاة جوار المسجد الذي يمثل لهم جوهر الهوية الوطنية المقاومة.
واستعان الاحتلال بالمستوطنين اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى باعداد كبيرة، مؤمنا لهم الحماية العسكرية، من جهة “باب المغاربة”، إذ قاموا بجولات استفزازية داخل باحات المسجد، استجابة لدعوات ما يسمى اتحاد “منظمات الهيكل”، المزعوم إلى اقتحامات واسعة خلال الفترة القادمة.
واعتصم الفلسطينيون، وبينهم موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد، عند بوابات الأقصى احتجاجا ضد إجراءات حكومة الاحتلال، التي أعادت فتح المسجد بصورة مقيدة وشروط صعبة، كما واصلوا خطواتهم التصعيدية بأداء صلواتهم في الشوارع والطرقات القريبة من المسجد.
واعتدت قوات الاحتلال على الشبان الفلسطينيين الذين كانوا يهتفون أمام المسجد، ضد إجراءاتها العدوانية بحقه، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين، استمرارا للمواجهات التي وقعت الليلة قبل الفائتة عند باب الأسباط، وفي العديد من أحياء وبلدات القدس المحتلة رفضا لانتهاكات الاحتلال ضد الأقصى.
وأكد مسؤول الإعلام في الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، فراس الدبس، أن “موظفي الأوقاف بجميع أقسامها، بمن فيهم حراس المسجد الأقصى المبارك، يرفضون الدخول إلى المسجد عبر البوابات الإلكترونية لليوم الثاني على التوالي”.
كما رفض المجلس الإسلامي الأعلى في القدس المحتلة فتح المكان بأنفسهم احتجاجا على تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، تزامنا مع مطلب مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، من المصلين عدم الدخول حتى إزالة البوابات الإلكترونية.
فيما حذر القائم بأعمال قاضي القضاة، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية بالقدس المحتلة، الشيخ واصف البكري، في تصريحات صحفية، من إجراءات الاحتلال والاخلال الكبير في الوضع القائم، مؤكدا “رفض الهيئات الدينية الشرعية استلام المسجد الأقصى قبل إزالة كافة القيود الجديدة التي فرضت على بواباته”.
وقال الشيخ البكري “نحن دعاة سلام وعبادة، وللمسلم حق دخول مسجده لأداء صلواته بحرية وبدون أي عائق، ولن نقبل مطلقا هذا التقييد على بوابات الأقصى”، منوها بأنه “عند محاولة الجمهور الدخول فقد أمرهم الاحتلال بالدخول عبر البوابات الإلكترونية وهو ما رفضناه ونرفضه، فلنا الحق بالدخول إلى مسجدنا وأداء الصلوات بأمن وأمان”.
يأتي ذلك بينما سلمت سلطات الاحتلال مسؤولية إدارة ساحات المسجد الأقصى إلى ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس، والتي باشرت بتنظيف وتصليح الساحات، والتموضع في المسجد من خلال اتخاذ بعض الغرف مقرا لها، بعيدا عن صلاحيات الأوقاف الإسلامية، وذلك لأول مرة منذ العام 1967.
وشرعت قوات الاحتلال بحملات واسعة لتفتيش وتمشيط المسجد الاقصى كاملا، بما يشمل الساحات، والغرف والآبار، والمتحف الإسلامي، والمكتبة، في حين تم تركيب أجهزة مراقبة ومجسات إلكترونية في جميع أرجاء المسجد.
بدوره، حمل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، “الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أعمالها في مدينة القدس المحتلة”.
واعتبر أن “إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين ومنع المسلمين من الصلاة في المسجد يعد سابقة خطيرة واعتداء على حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية تحت كل الظروف وفي جميع الأوقات ودون تدخل من شرطة وقوات وسلطات الاحتلال”
وحذر من “مخطط الاحتلال لخلق وقائع جديدة من شأنها تزوير التاريخ العربي والإسلامي للمدينة”، داعيا “المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال ودفعها إلى احترام مكانة القدس المحتلة باعتبارها مدينة مقدسة وعاصمة لدولة فلسطين”.
كما دعا “الدول العربية والإسلامية وجميع الدول الصديقة للرد على المحاولات الإسرائيلية لإستهداف عروبة المدينة المقدسة والمس بمكانتها الدينية ومكانتها السياسية في العالمين العربي والإسلامي”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قرر إغلاق المسجد الأقصى، وحظر إقامة الصلاة فيه، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1969 على اثر حرق الأقصى آنذاك، عقب العملية الاستشهادية التي نفذها ثلاثة فلسطينيين وأدت إلى استشهادهم، ومقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
واعتبر منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ المسجد الأقصى المبارك تأتي “استكمالا للاعتداءات على حرية العبادة في المدينة المقدسة وعموم المقدسات الإسلامية فيها، وكجزء من المخططات “المبيتة” لدى الاحتلال لفرض سياسته التصعيدية ضد المسجد، لوضع يده عليه بشكل كامل”.
وقال إن “تجرؤ الاحتلال على إغلاق المسجد ومنع الأذان والصلاة فيه، يعد سابقة خطيرة يجب التوقف عندها، حيث لم يقم بتلك الخطوة منذ احتلال القدس سوى لدى إحراق المسجد العام 1969، ويومها صرحت رئيسة وزراء الاحتلال في حينه، غولدا مائير، على الموقف قائلة: “عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن “إسرائيل” ستسحق، لكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق”، بحسب ما ورد في تصريح المنتدى.
قد يعجبك ايضا