تفاصيل صادمة يرويها الشاب احمد عن قصته مع ”الجوكر”

26

حصاد نيوز – أحمد شاب في مقتبل العمر، دفعه الفضول وأوهام الهروب من الهموم لتجربة المخدرات، الا أنه وكما يقول، “وقعت ضحية المخدرات، وغرقت في الإدمان عليها، حتى وصلت الى ما يعرف بسجائر الجوكر، أي الحشيش الاصطناعي”، وبسببها يفقد القدرة أحيانا على التمييز بين الخطأ والصحيح.

يقول احمد، الذي يبلغ من العمر 27 عاماً: “عندما بدأت في تعاطي المخدرات كان عمري 19 عاماً، والجرعة الأولى اقترحها علي صديقي، فكان يسرقها من أخيه المعروف بترويجه للمخدرات، أقنعني أن الحشيش سيمنحني شعورا لم أشعره من قبل، وأنه غير ضار”.

ومنذ السيجارة الاولى، انقلبت حياة احمد رأسا على عقب، كما يقول، ولم يكتف بالحشيش بل بدأ بتعاطي (الجوكر)، “لأن مفعولها أقوى” كما وصفها له احد اصحابه، وسعرها في متناول الجميع، فأصبح مدمناً للجوكر.

و (الجوكر)، مادة قاتلة تهدد صحة متعاطيها، وتؤدي الى الموت المفاجئ نتيجة نزيف الدماغ او سكتة قلبية مفاجئة، وهلوسات شديدة سمعية وبصرية، وتغير مفاجئ بوظائف الدماغ، وتؤدي بالمتعاطي الى ارتكاب جرائم، بحسب خبراء ومختصين التقت بهم وكالة الانباء الاردنية (بترا).

رئيس قسم التوعية والتثقيف في ادارة مكافحة المخدرات الرائد انس الطنطاوي يقول “ان الحشيش الصناعي (الجوكر)، عبارة عن مادة عشبية أو تبغية تحمل رائحة قذرة وتتم معالجتها بواسطة مواد كيماوية سامة وخطرة، إذ انها من المخدرات التخليقية، والادمان أسرع من غيرها جسديا ونفسيا، وتؤدي إلى الانفصال عن الواقع وأغلب الحالات إلى الجنون المطبق”.

ويضيف، ان هذه المادة “تحدث تغيرا مفاجئا بوظائف الدماغ، وقد يؤدي تعاطيها الى الموت المفاجئ”، مشيرا الى ان مروج المادة يعمل على تغيير مسميات المادة هذه المخدرة من باب خداع الشباب، كـ “سبايس، دريم أو “بونزاين” وغيرها من المسميات.

ومن الأساليب الترويجية الخادعة للجوكر أنه “يقدّم بطرق إغرائية تجذب الشباب، كمادة عشبية أو تبغية محفزة للذاكرة أو انها منشط جنسي، وأنها أمنة بدون أية أضرار جانبية”، كما يوضح الطنطاوي، الذي ينصح الاهالي في حال ملاحظة وجود أية مادة تبغية او عشبية او بودرة او حبوب غريبة بحوزة ابنهم، بـ “عدم التردد في اللجوء الى الجهات المعنية لفحص المادة والتعرف عليها”.

ويشير الطنطاوي الى أن القانون يعاقب على تعاطي الجوكر، لكن القانون الاردني “يعفي من تقدّم للعلاج من تلقاء نفسه او بواسطة اسرته للعلاج من العقوبة، إذ يتم التعامل معه بسرية تامة ودون تكاليف مادية”.

ويلاحظ المنحى التصاعدي في أعداد الأحداث المضبوطين على خلفية قضايا تتعلق بالمخدرات، بحسب أرقام مديرية مكافحة المخدرات، حيث ارتفع عدد المضبوطين الى 235 حدثا في العام 2015 مقابل 135 في العام 2014، ليرتفع الى 249 حتى نهاية تشرين الثاني من العام 2015.

الاستاذ المشارك في علم الاجتماع والجريمة بجامعة مؤتة الدكتور حسين محادين يقول، “إن الشباب يشعرون أنهم مغتربون عن مجتمعهم بسبب استبعادهم من المشاركة بالسياسة والاحزاب والعمل العام على وجه التحديد بدليل تدني نسب مشاركتهم في الاعمال والانشطة التطوعية وتراجع قيم الحوار داخل الاسر بحيث يشعر الشباب انهم “عبثيون” بوجودهم ويلجأون الى ما يعوض ذلك، بإثبات وجودهم في الحياة”.

ويرى ان البعض من الشباب “يلجأ بسبب الضغوطات إلى تعاطي أنواع المخدرات او الكحول للهروب من هذا الواقع الغريب، اضافة الى اعتقادهم الواهم ان من شأن هذه الوسائل ان تساعدهم على التغلب على التحديات خصوصا ان المجتمع وجراء تأثره بالثقافة المعولمة، اصبح اسيرا للثقافة الرقمية، وفي حال التوقف عن الثقافة يرتد الشباب الى واقعهم الذي حاولوا الهرب منه”.

ويوضح ان المروجين “يستغلون مثل هذه الاحاسيس لدى الشباب كونهم يمتلكون ثقافة فرعية خاصة بهم، حيث تقوم هذه الثقافة على المغامرة والجرأة والاستهلاك المبالغ وكلها عوامل تشجع على استهدافهم للفئات المروجة سواء أكانت مخدرات أم ارهابا”، مشيرا الى ان غموض مكونات مادة (الجوكر) “جعلته اكثر انتشارا من قبل الناس لغرابته وغياب الدقة العلمية التي تحدد مكوناته”.

ويؤكد الدكتور محادين دور المؤسسات المرجعية مثل الاسرة ودور العبادة والجامعة ووسائل الاعلام في التوعية، مشيرا الى أهمية القيام بحملات اعلامية تعرض مواد تحترم العقل والوعي بطريقة منطقية مقنعة لدى الشباب واسرهم بما يؤدي الى انجاح هذه الحملات.

وشدد على ضرورة الابتعاد عن المبالغة التي لا تحترم العقل والوعظ والارشاد الاصم الذي لا يستند الى المعرفة العلمية، “لأن ذلك يقلل من مساحة الانتشار واستهداف الشباب الذين هم قاعدة الهرم السكاني بالمجتمع، اضافة الى دور القيادات المحلية من التحذير من هذه المادة الخطرة التي انجبت جرائم لم يألفها المجتمع”.

مدير مديرية تربية لواء ماركا الدكتور عبد الكريم اليماني يقول، إن من “أسباب تعاطي الجوكر غياب القيم الدينية والفقر والجوع والتفكك الاسري الذي ينتج أمراضا اجتماعية نتيجة لابتعاد الام والأب عن رعاية أطفالهم ومتابعة مشاكلهم وقضاياهم، ما يؤثر على سلوكياتهم وتصرفاتهم”.

واكد أهمية دور المدرسة في التصدي لخطر الجوكر من خلال برامج التوعية، والتشديد على أضراره، إذ انه “سام ويتلف المال والدماغ والصحة، وسبب للتشرد وقتل أعز الناس مثلما حدث في الآونة الاخيرة من جرائم قتل نتيجة تناول الجوكر”، مشيرا الى أهمية الانشطة اللامنهجية في “تعزيز القيم الايجابية لدى الطلبة وتفريغ الطاقة السلبية لديهم”.

ودعا الى “تغليظ العقوبات على تجار ومروجي الجوكر”، مبينا أهمية إشراك الجهات المختصة في تكثيف الجهود لدحر سم الجوكر ومروجيه، كي يبقى المجتمع الاردني بخير معافى من الجرائم التي يكون الجوكر سببا فيها.

قد يعجبك ايضا