شكاوى من انتشار المخدرات في الزرقاء .. وطلاب يقعون ضحية التجربة الأولى‎

20

213765_1_1478559441

حصاد نيوز -قاده حب الفضول الى متاهة كبيرة، متاهة جعلته يبقى أسيراً في وحدته، منبوذاً من الجميع، لا يستطيع الرجوع الى الخلف، مع يقينه أن تقدمه خطوة للإمام سيدفع ثمنها غالياً، فهو ابن الواحد والعشرين عاماً، عاطلٌ عن العمل، لا أخَ يقف بجانبه ولا صديق يثق به، سجن أربع مرات بتهم تعاطي وحيازة المخدرات.

أحمد، ابن مدينة الزرقاء، كان حلمه أن يكون طبيباً، يساعد الفقراء ويتلمس احتياجاتهم، كان يحمّل نفسه فوق طاقته عندما يرى والده منهكاً من التعب، يعمل على مدار الساعة كي يؤمن لهم لقمة عيش هنية، تبعدهم عن الحاجة والمسألة.

أحمد الذي انفجر باكياً ، بعد تردد من نشر قصته، إلا أن الندم الذي يحيط به دفعه أن يرمي آخر ورقة بحوزته.. يقول أحمد: كنت في الصف الاول ثانوي، ملتزما بدراستي، ومتفوقا كثيراً إلا أنني انخرطت مع رفقاء سوء، وبإحدى المرات عرض عليه احد أصدقائه ان يدخن” سيجارة حشيش” الا انه رفض طلبه، فأخذ اصدقاؤه بتناولها، فشعر انه بحاجة لتجربتها وحتى لا يقال عنه “جبان”.

لم تكن التجربة التي لم تتعد الـ 30 ثانية، الا بداية الضياع لشاب كان يرى الدنيا من زاوية إيجابية، لتنقلب حياته، ويصبح أحد المطاردين على قضايا المخدرات.

تخلى أحمد، عن مدرسته بعد الفصل الاول بالصف الثاني ثانوي، ليصبح أحد المدمنين على المخدرات، وأصبح ممن يروجون لها، ويبيعونها، وتعتبر الدخل الاول له، لكنه غير راضٍ عما يفعله، لكنه خائف من العقوبة في حال اراد التوبة والعودة لحياته الطبيعية.

خمسة اعوام، واحمد يعيش حالة ضياع، لا يعرف من الدنيا سوى الانتقام، تجربته البسيطة دفعته ان يكون احد الاشخاص الذين يروجون لهذه التجرية، انتقاماً من مجتمع لم يرحمه عندما اصبح مدمناً، ولتحقيق ربح في تجارته يستطيع ان يؤمن اسرته ايضاً ببعض مستلزماتها بعد وفاة والده.

لم يصرح احمد كثيراً عن تجربته، وسرعان ما طلب الانصراف، خاتماً اللقاء بالقول: “أرغب بعلاج مجتمعي قبل علاجي الدوائي، فالمجتمع لن يتقبلني، سأبقى كما انا حتى ولو أعلنت توبتي امام الجميع”.

قصة احمد ليست الوحيدة في المجتمع الزرقاوي، فالشكاوى العديدة التي وصلت الاجهزة الامنية وعبر الاذاعات المحلية ووسائل الاعلام للمطالبة بتنفيذ حملات امنية لالقاء القبض على المروجيبن والبائيعن، المعروفين لدى اجهزة الدولة، في ازدياد، وتدفع اجهزة الدولة للتدخل لانقاذ المجتمع في المحافظة.

ازدادت الشكاوى في الفترة الاخيرة عن اماكن معينة في الزرقاء تعد بؤراً لبيع المواد الممنوعة، واصبحت ملجأ للمروجين، حتى ان الاهالي قدموا اكثر من عريضة لدى الحكام الإداريين للمطالبة بتنفيذ حملة للمكافحة على هؤلاء الاشخاص.. دون فائدة.

وقال الاهالي ان اكثر المناطق رواجاً للمخدرات بالقرب من منطقة عوجان والرصيفة وحي معصوم، حيث ينتشر الباعة بشكل كبير هناك، مع قلة تنفيذ حملات للقبض عليهم.

مصدر في وزارة الداخلية أكد ان هناك مفاوضات تجري في الوقت الحالي لتسليم هؤلاء الاشخاص أنفسهم، والا سيكون الخيار الامني هو الحل.

وأوضح المصدر ان جميع المناطق التي توجد بها نقاط بيع معروفة لدى اجهزة الدولة، وسيتم ايجاد حلول لها في اسرع وقت، فقد صدرت تعليمات من وزارة الداخلية للحكام الاداريين بمعالجة هذه القضية.

*دورات لتوعية طلبة المدارس

وثمن أهالي في محافظة الزرقاء جهود مكتب مخدرات الزرقاء الذي يكثف جهوده باعطاء دورات وندوات في جميع مدارس المحافظة لتوعية الطلبة والشباب واليافعين من مخاطر المخدرات، وكيفة علاج المدمنين، بالإضافة الى طرق التبليغ عن متعاطي هذه المواد.

وبالرغم من نشاط المكافحة، الا ان احد مدراء المدراس أشار الى كثرة الشكاوي من قبل أولياء الامور من ظاهرة انتشار المخدرات بين الطلبة، مؤكداً ان طلبة في الصف التاسع والعاشر اصبحوا يتعاطون الحبوب، ويروجونها بين الطلبة.

وأضاف ان ادارة المدرسة خاطبت مديرية التربية والتعليم بهذا الخصوص، ولم يلحظ اي اجراء فعلي اتخذ حول الموضوع.

وكانت تصريحات رسمية أكدت ضبط 4 حالات أسبوعيا لمتعاطي المخدرات في محافظة الزرقاء، إلا أن مختصين تربويين يعتبرون ‘أن حالات الضبط التي يتم الإعلان عنها لا تعكس واقع الحال، وما يعلن عنه ما هو إلا قمة جبل الجليد وما خفي كان أعظم، إذ أن حالات التعاطي أصبحت جزءا من حياة بعض الطلبة اليومية’.

ويرى هؤلاء أن العقاقير المخدرة هي الباب الأوسع الذي يدخل منه الشباب إلى تعاطي المخدرات بأنواعها، ولها ‘سوق سوداء’ رائجة في الزرقاء، كما أن مفتاح هذا الباب معلق بيد رفاق السوء من جهة وضعف الرقابة الأسرية من جهة أخرى.

وكانت مديرية شرطة محافظة الزرقاء دقت ناقوس الخطر من تزايد مطرد في انتشار تعاطي المخدرات في المدارس والجامعات بين الجنسين؛ إذ تضبط الأجهزة الأمنية في المحافظة 4 حالات أسبوعيا، وفقا لتصريحات امنية..

كما اعلن النائب عن الدائرة الاولى في محافظة الزرقاء محمد الظهراوي عدم استقابله لاي شخص في مكتبه ممن تورطوا بقضايا مخدرات، مشيراً الى ان الذين يتاجرون بارواح المواطنين، او يتعاطون هذه المواد لن يتم الدفاع عنهم او التوسط لهم، مشيراً انه سيطالب من خلال قبة البرلمان بتغليظ العقوبات عليهم.

وكانت حملات امنية نفذها مكتب مخدرات الزرقاء خلال الاسابيع الماضية ادت لاعتقال العشرات من مروجي ومتعاطي للمخدرات، وتوديعم للجهات ذات الاختصاص لاتخاذ المقتضى القانوني.

كما جرى ضبط 7 مروجين بالسوق التجاري في محافظة الزرقاء من خلال عملية نوعية لمكتب المكافحة، وفق مصدر أمني.
وتعتبر الزرقاء من المحافظات التي تشهد أقل نسبة في معدلات الجريمة الا ان ناقوس الخطر من المخدرات بات يدق أبوابها.

قد يعجبك ايضا