التصعيد عبر الكيماوي السوري مثل: “العرس” في واشنطن و”الطخ” في عمّان !
حصاد نيوز – كتب: المحامي محمد احمد الروسان
إنّ تسخين وتسخين الساحة السورية كساحة حرب، من قبل العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها الدوليين والإقليميين، ووكلاء حربها من التنظيمات الإرهابية الدموية وعلى رأسها القاعدة، وأخوات وخالات وعمّات الأخيرة، وعبر مسألة استخدامات السلاح الكيماوي في الداخل السوري، وفقاً لرؤية الطرف الثالث في الحدث السوري ووكلاء هذا الطرف الثالث من بعض من هم عربا، عبر تفعيل القوام المؤسساتي للمؤامرة المخابراتية- السياسية في طور شحنها العسكري وعبر تينك أدواتها المختلفة، وخاصة البعض العربي المرتهن للغرب والخائن, من مثلث أطراف واشنطن، باريس، لندن، وبالتنسيق العميق مع الكيان الصهيوني والبعض العربي المتصهين، من شأنه تحقيق عدّة أهداف إستراتيجية هامة.
وتسخين الساحة السورية كساحة حرب أيضاً، ومحاولة إسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف قدرات الدولة السورية، وخاصة مؤسسة الجيش العربي السوري ومؤسسة الأمن السياسي العربية السورية، وتحويل سورية إلى دولة فاشلة أكثر فشلاً من دولة اليمن، وهذا الأمر تسعى له تحديداً المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والصهيونية وأجهزة أمن عربية تصهينت لشهوة الفرج والبطن.
وإشعال المسرح السياسي السوري، سوف يأخذ مزيد من طابع العنف السياسي الديني المرتفع الشدّة، ومزيد من الطابع العسكري الدموي وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه مذهبية عميقة، خاصة مع عمليات الشيطنة لحزب الله اللبناني عبر وسائل الميديا العربية والعالمية.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى مشروع قرار الرئيس أوباما المأزوم والخطير، حول مسألة احتمالية التدخل العسكري في سورية ومن خارج إطار الأمم المتحدة ومجلسها الأمني، حيث من بعض شأنه وتداعياته، أن يقود إلى حرب باردة جديدة في العالم، وهو خطوة ليس في مكانها وخطوة بلا فعل وبعيدة ومنفصلة، عن واقع المصالح الإستراتيجية المشتركة في المنطقة وتمتاز بالحمق العميق.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوّة وهو: لماذا هذا التصعيد الأمريكي الشامل إزاء سورية وحدثها الداخلي فجأةً ؟
تشير جلّ المعلومات أنّه وبعد مسألة عميل الاستخبارات الأمريكي الفار سنودون، والذي منح حق اللجوء السياسي المؤقت في موسكو، قد يكون باراك اوباما المأزوم بحاجة إلى عملية ما، ليحرف فيها أنظار الشعب الأمريكي خاصةً والعالم أجمع عن مسألة تسريبات العميل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي مسّت الأمن الإلكتروني في العلاقات الأمريكية الأمريكية الداخلية، والعلاقات الأمريكية الصينية، فكان التصعيد في ملف خارجي آخر مزمن حاجة ضرورية له، إن لجهة الداخل الأمريكي وان لجهة الخارج الأمريكي، مع وجود معلومات دقيقة وشحيحة عن شيء ما تحضّره واشنطن لمصر وساحات سياسية عربية آخرى، مع سعي أمريكي لوضع اليد على السلاح الكيماوي السوري كسلاح استراتيجي بيد النسق السياسي السوري، لحرمان النظام هناك من أي عملية انتقامية في حالة ضربه عسكرياً.
يعتقد كاتب هذه السطور، إنّ ما يفعله محور واشنطن – تل أبيب ووكلاء حربه في المنطقة، وعبر أدواته الشاملة هذا الأوان من هذا العام 2013 م ونحن نقترب بأيام من ذكرى 11 أيلول 2001 م، هو لحرف انتباه الرأي العام الأمريكي عن ما مسّ الأمن القومي الأمريكي، إن لجهة الداخل الأمريكي وان لجهة الخارج الأمريكي وخاصة إزاء الصين، هو تماماً ما فعله الرئيس الديمقراطي الأسبق كلينتون في آب عام 1998 م، حيث قام الرئيس كلينتون بإطلاق صواريخ كروز على قندهار لحرف انتباه الشعب الأمريكي والعالم، عن غريزته الجنسيّة المتدفقة مع مونيكا لوينسكي، الممتلئة القوام والمتدربة واليهودية الصهيونية، في إحدى غرف البيت الأبيض رمز السيادة والقوّة المتغطرسة الأمريكية.
ويعتقد أنّ الضربة المحدودة التي تتحدث عنها واشنطن، إما أنّها تتموضع في قتل الرئيس الأسد وأركان حربه، وألوية الصواريخ السورية الثلاثة أو الأربعة الفاعلة في الجيش العربي السوري، وإما لآيجاد مخرج سياسي ما للمسألة السورية، بعد أن تكون قد فعلت فعلتها في الداخل المصري، وفي بعض الساحات العربية الأخرى تمهيداً للوصول إلى الساحة الإيرانية خاصرة موسكو الضعيفة.
وكالة المخابرات المركزيّة الأمريكية
تعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خاصة بعد إعادة هندرتها، بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا)كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة) ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية “بروبوغنديّة”مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الإرهاب المدخل إلى الداخل السوري من دول جواره العربي وغير العربي في استهداف الدولة الوطنية السورية وموردها البشري.
إنّ مسألة نشر القدرات العسكرية الأميركية الإضافية المتطورة في بعض دول الخليج ومياهه، تأتي متزامنة مع بدء عمل حكومة الرئيس حسن روحاني، ومنعها من الإعلان إلى ما توصل إليه العقل الإيراني الحر من إبداعات، اختراعات، ابتكارات، وانجازات في مختلف قطاعات الدولة الإيرانية.
وبخلفية عدائية مستحكمة رافضة، واشنطن لا تريد وبشكل قاطع للرئيس روحاني، أن يعلن مثلاً قدرة إيرانية ذاتية، ذات تقنيات جديدة على تخصيب اليورانيوم عالي الجودة والنقاء بنسبة 20 %، كما لا تريد لطهران أن تعلن أي انجازات جديدة لها في مجال ترسانتها وقوّتها العسكرية الصاروخية، وواشنطون لا تريد لروحاني والذي تعتبره أخطر من الرئيس السابق نجاد، أن يعلن مثلاً,إبداع علماء الفضاء الإيرانيون المسلمون بإطلاق قمر إيراني لغايات الاستخبار، قمر نوعي وجديد من سلسلة أقمار” تولوو” قبل نهاية العام الحالي.
تقارير المستوى الأمني – الأستخباري الأمريكي، تتحدث بأن الدولة العبرية قد اتخذت قراراً على المستويين السياسي والعسكري – الأمني، لجهة القيام بتنفيذ عملية عسكرية في الشرق الأوسط وضد إيران وحزب الله بعيداً عن واشنطن، لتبرّر الأخيرة بتقاريرها الأستخبارية” المسرّبة أمريكياً”لوسائل الميديا الأممية، نشر هذه القدرات العسكرية الإضافية في الخليج على قاعدة ردع إيران ومنعها لتقديم المساعدات لحلفائها بالمنطقة، ومن أجل شل أذرع وأدوات هجومها ودفاعاتها في حالة بدء حدوث الخيار العسكري الثنائي / الأمريكي – العبري ضدها.
ولأنّ إيران بحرسها الثوري، الجناح العسكري والأستخباري والأمني والبحري لقواتها المسلحة، على حد تبريرات CIA لنشر ما نشر من أسلحة وقطع حربية أمريكية في الخليج، قد أنهت للتو عبر قوّاتها البحرية من برنامج تدريبي تقني عملي لعناصر بحرية من حزب الله، بحيث اكتسبت علماً ومعرفةً وتقنيةً بحريةً، من أجل استهداف منشآت بحرية عبرية جاثمة على طول شواطئ فلسطين المحتلة وفي عرض البحر الأبيض المتوسط“المتعبرن” بفعلها.
وبسبب تقارير المستوى الأمني – الأستخباري لمجمّع المخابرات الأمريكية، حيث تحدثت بإسهاب عن أنّ إدارة أوباما ملامة كونها لم تتخذ إجراءات حماية كافية لمصالح الأمن القومي الأميركي، فبات ظهر أمريكا الأمني مكشوفاً للخطر، لذلك ولهذا وذاك من التبريرات المفبركة مخابراتياً، تم نشر هذه القدرات العسكرية الإضافية المتطورة في منطقة الخليج وتحديداً في أربع دول.
من ناحية ثانية أشارت بعض التقارير الأمنية الأميركية، أنّ النشر هذا جاء لتوفير الغطاء اللازم للسعودية وحلفائها في المنطقة، من أجل السعي قدماً في تصعيد الصراع في خاصرتها اليمنية، ولكي تقطع الطريق على حصول تيار سعودي نافذ تشكل كنتاج للصراع الداخلي داخل الأسرة الحاكمة مؤخراً تستطيع وصفه بالواقعي، يسعى لتفاهمات سعودية – إيرانية – مصرية لجهة عدّة ملفات ساخنة وفي كافة الاتجاهات، فجاءت هذه التبريرات الأمريكية المفبركة، ثم نشر هذه القدرات العسكرية الإضافية المتطورة، لمزيد من التأزيم للوضع الحرج ولإثارة المشاكل والعقد كأسلوب إدارة ولكن هذه المرة من منظار عسكري بحت.
وكما قلت آنفاً، لإعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد، لكي تشهد المنطقة الشرق الأوسطية سلسلة لا متناهية من عمليات سباق التسلح، مما يمنح الشركات الأمريكية ومجمّع صناعاتها العسكرية الحربية، تحقيق المزيد من الأرباح والعائدات المالية الإضافية، للتغلّب على ضغوط الأزمة المالية الأميركية.
كما تسعى واشنطن بثبات إلى حرب ما أو حتّى حرب باردة بين إيران ودول جوارها بما فيها إسرائيل، كي تشعل من جديد ارتفاع أسعار الذهب الأسود عالميّاً، حيث الارتفاع بسعر النفط يمنح أمريكا فرصاً ذهبية وفضية وبرونزية وحديديّة، لزيادة مستوى الإيداعات الأممية وخاصةً العربية الخليجية في خزائن البنك المركزي الأمريكي، ليقود هذا السيناريو إلى زيادة الاحتياجات النقدية الأميركية، مما يوفر للدولار$ الأميركي من مكانة مرموقة كعملة أممية صعبة بين أقرانه من العملات الصعبة الأخرى، وخاصةً اليورو والجنيه الإسترليني وغيرهما، وليعيد أيضاً إلى الدولار الأميركي $ قيمته ويخفّف من ضغوط الأزمة المالية على البنوك والمصارف الأميركية.
إذا الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى حرب ما و/ أو حرب باردة بين دول المنطقة من أجل ذاتها ومصلحتها، وليس من أجل السلم والأمن الدوليين وحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية، كما تقول وتدعي وتسوّق ذلك عبر وسائل الميديا العالمية.
إن التساوق العبري مع هذه اللحظة الأميركية متفق عليه مسبقاً,حيث تعمل تل أبيب على “شيطنة”قطاع غزّة المنكوب بفعل حصار إسرائيلي وعربي ,وتخلق ذرائع عديدة من نشر تقارير مخابراتية مفبركة تضخم من وجود عناصر الجهادية السلفية التكفيرية,وعناصر من القاعدة,لدفع دول جوارها العربي لكي تنخرط معها في جهود ما يسمّى بمكافحة الإرهاب الأممي, ولتشكل رأي عام إقليمي ودولي بضرورة شن حرب أخرى عليه.
قد تقوم إسرائيل نفسها بعملية تفجيرية ضد أبنائها أو مصالحها في الداخل الفلسطيني المحتل أو في أي بقعة من العالم، ليظهر من خلالها أن ورائها حماس – بجناحها العسكري أو الجهاد أو حتّى حزب الله بنسخه المتعددة, لجهة استهداف قطاع غزّة المنكوب وبعمق الآن, بسبب الجدار الفولاذي المصري العربي المسلم المزروع بأحشاء أرض عربية ومنذ عهد مبارك وحتّى اللحظة المصرية الحالية.
واشنطن تعلم أنّ إسرائيل هي أول من أدخل السلاح النووي والكيماوي إلى الشرق الأوسط، وهي من أدخلت وتدخل دول المنطقة في سباق تسلح نووي وكيماوي وتقليدي وليس إيران، وما زالت هذه الدولة ” المسخ والمشوّهة” ترفض توقيع معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، وبصوت ونفس أمريكي “كح”خالص.
والمفارقة إنّ كل شيء يتم تحت عباءة جون كيري الخرقاء ومساعي إحلال ما يسمّى بالسلام، الذي صار شبه مستحيل بوجود انحياز أميركي سافر لإسرائيل، مع وجود حكومة يمينية متطرفة تشي باستحالة وجود شريك إسرائيلي حقيقي قد نقبل به لحين على مضض وعلى غير إرادتنا!.
ويبدو أنّ الصرح الأخلاقي القيمي الذي بنى عليه أوباما رئاسته الأولى والثانية، ها هو يقف عليه اليوم عارياً ووحيداً، بصفته كومة من الدجل والكذب الرخيص، فلا جرأة على الأمل كما كان يقول، ولا شفافية ولا حماسة ولا شرعية، ولا قرارات جماعية ولا إجماع …. وفي النهاية سيرحلون جميعاً وتبقى سورية بنسقها السياسي وعنوانه، ويبقى شعب سورية واحد واحد… إنّها سورية أيّها الحمقى قلب الشرق ومركز المسيحية العالمية، وموطن الإسلام المحمدي المتنوّر.
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
www.roussanlegal.0pi.com