الاميرة دانا فراس تفتتح معرض “المخطوطات الإسلامية” باليرموك

26

208243_1_1476018688

حصادنيوز-رعت الأميرة دانا فراس افتتاح معرض “المخطوطات الإسلامية من مجموعة ليدن” الذي نظمته كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك بالتعاون مع السفارة الهولندية بعمان، بحضور رئيس الجامعة الدكتور رفعت الفاعوري، والسفير الهولندي بعمان بول فان دن ايجسيل.

وأشادت سموها في كلمتها بالمستوى العلمي لجامعة اليرموك التي لطالما تميزت بتقدمها الفكري والبحثي، ووفرت مساحة لتعزيز وتطوير النقاش والتبادل الفكري، لافتة إن هذا المعرض يجسد معنى التبادل الثقافي والسعي نحو العلوم والمعارف، التي تشكل حجر الأساس لبناء المجتمعات، والسياسات، والاقتصاد والتنمية، والثقافة.

وأشارت إلى ان الوثائق المعروضة في هذا المعرض تعود إلى أكثر من أربعمائة عام حيث تم تأسيس قسم الدراسات العربية في جامعة ليدن الهولندية عام 1613، لافتة إلى أن مكتبة ليدن تضم حاليا أكثر من 4000 وثيقة هامة عن العالم العربي والإسلامي، حيث تتضمن موضوعاتها الخط العربي، والبحث الإسلامي، والعلوم، والفلك، والطب، والاعشاب، والفروسية، والعمارة، والثقافة.

وأضافت سموها أن لهذا المعرض دور هام في توثيق ونشر مساهمات العرب والمسلمين في مختلف العلوم والفنون، بالإضافة إلى أنا توضح دور العرب والمسلمين في بناء جسر بين الحضارات القديمة والجديدة، الأمر الذي مكّنهم من ترجمة العديد من الكتب الفارسية واليونانية العلمية والأدبية ونشرها في الشرق، والغرب الذي بنى نهضته الأوروبية عليها.

وقالت إن هذا المعرض يشكل مثالا يحتذى للتعاون بين مؤسسات الشرق والغرب للمحافظة على جزء من تراثنا الإسلامي، فالأردن كان وما زال منارة للإعتدال والوسطية في المنطقة، مشددة على ضرورة قيام المختصين والباحثين وأصحاب القرار ببناء بيتا للعلم والبحث والدراسة يضم كافة الآراء، ويقدم منبرا آمنا للاختلاف والنقاش والحوار، ومركزا لاستقبال ما يقدمه لنا الغرب من العلوم والمعارف لتسخيرها في تطوير مجتمعاتنا.

وثمنت سموها دور جامعة ليدن في دراستها ومحافظتها ونشرها لهذه الوثائق التي لها دور نموذجي في دعم الدراسات والمحافظة على الإرث الثقافي العربي والإسلامي، واللغة العربية، موضحة ان هذه الوثائق تقدم جمال اللغة العربية ودورها في توثيق وتوصيل ثقافة وتاريخ وعلم الأمة العربية إلى العالم.

وأكدت على اهمية دور المؤسسات التعليمية في تطوير برامج تحث الاطفال والشباب على القراءة، وتبين متعة وجمال الكتاب والقصة، لافتة إلى دور الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء التي تقوم وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص على المحافظة على التراث الأثري والثقافي والبيئي لمدينة البتراء والمناطق المحيطة بها، وتقوم بنشر الوعي لأهمية المحافظة على التراث، وربط الهوية الوطنية بالتراث والتاريخ من خلال برامج تعليمية وثقافية لأطفال وشباب المدارس ومعلميهم.

من جانبه شكر الدكتور الفاعوري جامعة ليدن لتعاونها مع كلية الآثار باليرموك وإقامتها لهذا المعرض الغني بمحتوى ثقافي وحضاري عربي اسلامي، ويشكل انموذجا في تلاقي الحضارات والثقافات التي استوعبت بعضها البعض، واستفادت من الاختلافات الدينية والعرقية والثقافية والحضارية التي بينها، مثمنا جهود جامعة ليدن لحفاظها على هذا الموروث الحضاري الإسلامي لسنوات طويلة.

وأشاد بالدور الفاعل لأعضاء هيئة التدريس في كلية الآثار والأنثروبولوجيا في الجامعة الذين لم يألوا جهدا في فتح قنوات التواصل ومد جسور التعاون مع مختلف الثقافات والحضارات مما انعكس ايجابا على المسيرة التعليمية في الكلية.

وأكد على حاجة الشرق والغرب لتلاقي حضاراتهم وثقافاتهم لتشكيل نقطة للسلام، ومحاربة النزاعات والاختلافات التي تفتك بمجتمعاتنا في وقتنا الحالي، فالصراعات لا تصدر للشعوب إلا الفرقة والدمار.

بدوره قال السفير الهولندي إن جامعة ليدن الهولندية تضم أقدم مجموعة من مخطوطات الفن الإسلامي، مؤكدا إيمان جامعة ليدن بضرورة الاهتمام بالثقافة العربية والإسلامية لتأسيس الخطاب البنّاء بين الحضارات الشرقية والغربية.

وشدد على ضرورة فهم اوحترام الاختلاف بين الثقافات والشعوب المختلفة مما يشكل نقطة للالتقاء بيها، وذلك من خلال التواصل والانفتاح الدائم على بعضها البعض.

وثمن جهود جامعة اليرموك ممثلة بكلية الآثار التي تعاونت مع جامعة ليدن لإقامة هذا المعرض الذي يحتوي العديد من المخطوطات الإسلامية التي تبين جمال المخطوطات الشرقية.

من جانبه أشار عميد كلية الآثار والانثروبولوجيا بالجامعة الدكتور عبدالحكيم الحسبان في كلمته إلى أن النهضة الأوروبية قامت على العلوم والفلسفة الاغريقية التي وفرت منصة للانطلاقها، لكن المفارقة أن الغرب لم يأخذوا التراث والحضارة الإغريقية عن الأغريق أنفسهم وإنما عن العرب الذين قاموا بترجمة معظم التراث الاغريقي من الفلسفة والطب والعلوم والآداب، فكان العرب هم الجسر الذي أمن للغرب إمكانية الوصول لتراث الإغريق.

ولفت إلى أننا نمر اليوم بالحالة ذاتها فحين يتعرض تراثنا الاسلامي والعربي للتدمير تقوم متاحف الغرب وجامعاته بالحفاظ على الكثير من عناصره، مشيرا إلى ان هذا المعرض يشكل دليلا واضح لتضامن الثقافات والحضارات والتكافل فيما بينها.

واستعرضت الدكتورة لوتي مولس من جامعة ليدن تاريخ حفظ وجمع المخطوطات الإسلامية في جامعة ليدن من قبل رجل يدعى ليفينتوس الذي ترك عند وفاته مجموعته الكاملة المكونة من حوالي 1000 مخطوطة من الشرق الأوسط لدى جامعة ليدن، لافتة إلى أن هذه المجموعة تنامت على مر القرون لتضم ما يقارب 4000 مخطوطة باللغة العربية، و2000 مخطوطة باللغة الفارسية، والتركية، والعثمانية.

وتضمن المعرض الذي يستمر اسبوعين عرض ل 41 نسخة من مقتنيات مجموعة جامعة ليدن من المخطوطات الإسلامية التي تكشف مجموعات الخط والصور المصغرة فيها عن الأنماط التاريخية والزخرفية وتنوعها في العالم الإسلامي.

وحضر افتتاح المعرض نائبا رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، والإدارية، الدكتور زياد السعد، والدكتور جمال أبو دولة، وعمداء الكليات، وعدد من المسؤولين بالجامعة.

قد يعجبك ايضا