وزير الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف : من يقف ضد تغيير المناهج غير ملم بتفاصيل المشهد

26

207221_1_1475576604

حصاد نيوز -قال ساسة واكاديميون ان التعديلات التي طرأت على المناهج جاءت لتطوير عناصر العملية التعليمية، ومواكبة المستجدات التربوية، ومعالجة جوانب القصور التي اظهرتها الدراسات، بما يساعد في تحقيق الإصلاح التربوي الشامل.

واضافوا ان هذه التعديلات تتماشى مع علمية التطوير والتعديل والتنقيح والمراجعة المستمرة للمناهج الهادفة الى تعميق التفكير العلمي وتعزيز وترسيخ قيم التسامح والأخلاق في ثقافتنا العربية والإسلامية واحترام الرأي والراي الآخر، وتكريس مبدأ الحوار.

وقال وزير الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف أن الحياة تقوم على التطور والتغيير نحو الأفضل دائماً، لأن السكون والرتابة من سمات المجتمعات غير المتقدمة، وبالتالي فإن التطوير يحمل الخير للجميع بصورة عامة.

ولفت إلى أن عملية إعداد المناهج الدراسية تخضع إلى تغيير في المفاهيم والأساليب بشكل مستمر، لأن ما كان صالحاً قبل عشر سنوات لم يعد صالحاً اليوم، وبخاصة أننا نعيش في زمن تغيير عاصف في شتى المجالات، لافتا إلى أنه في مجال الإعلام، يمكن ان تملك بعض المفاهيم اليوم لكنها قد تكون غير صالحة بعد سنة، وهذا الأمر ينسحب على جميع المجالات في الحياة.

واستهجن وقوف البعض ضد مفهوم التغيير والتطوير للمناهج الدراسية، معتبرا أن من يقف هذا الموقف قد يكون غير ملم بكل تفاصيل المشهد، مشدداً في ذات الوقت على أهمية أن نكون مع القرارات التربوية التي تنبع من سيادتنا ورؤيتنا وتخدم المصلحة الوطنية.

وقال” إن هذا الأمر لا خلاف عليه في الأردن، لأن القائمين على تعديل وتطوير المناهج، هم من أبناء الوطن ومن خيرة الكفاءات في هذا المجال، لافتاً إلى أنه من حق أي شخص أن يبدي ملاحظاته حول التعديلات والتغييرات التي طالت المناهج، إلا أن التشكيك فيها أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

واشار الدكتور الشريف إلى أن تطوير المناهج عملية طبيعية يجب أن تنطلق بالدرجة الأولى من المصلحة الوطنية والمحافظة على الثوابت والقيم العربية الإسلامية، مستغربا الضجة المثارة على عملية التطوير والتمسك في الماضي، مؤكداً في الوقت ذاته أن المعادلة الصحيحة تكمن في المحافظة على الثوابت والقيم من جهة، وأخذ الأساليب الجديدة بالتعليم من جهة أخرى.

وبين أنه من القيم الثابتة في ثقافتنا العربية الإسلامية احترام الرأي الآخر، وتعزيز مبدأ الحوار، الأمر الذي يؤكد ضرورة التركيز على هذه المواضيع في مناهجنا الدراسية، وبخاصة أننا بحاجة لأدوات جديدة في التفكير والتعليم، كما أن احترام خصوصية الآخر وقيمه ومبادئه من الثوابت الأساسية التي يجب ان تتضمنها المناهج، والوقوف بقوة ضد خطاب الكراهية والعنف. وقال رئيس جمعية الحوار الديمقراطي الوطني محمد داودية ان الظاهرة المؤسفة التي نتوقف عندها، هي تحويل كل قضايا الاختصاص الى قضايا رأي عام، واستقطابات سياسية ومحاكمات على وسائل التواصل الاجتماعي، كقضية تعديل الكتب المدرسية. وكلما تقدم مختص برأيه وحجته، التي لا تطابق هوى ورأي معارضيه، إتهم بأنه “سحيج” وانه يبيع دينه بدنياه .

واضاف ان هناك مشكلة في مجتمعنا الأردني وكذلك العربي، فالعامة تفتي وتحلل وتحرم، دون العودة الى العلماء المختصين.

واشار الى ان الظاهرة المؤلمة الأخرى، هي زج الطلبة في الخلافات والاستقواء بهم والتهديد بتعطيل دراستهم، اذ يجب ان تكون علمية التعديل بين أهل الاختصاص، الذين ننتظر منهم رأيا وازنا نعتمده وقد تفاقم الامر الى حدود غير قانونية، تمس هيبة النظام العام، والقانون، بدفع الطلاب الى حرق كتبهم المدرسية، التي تمتلىء بالآيات القرانية، بحجة حذف الآيات القرانية من تلك الكتب.

واوضح داوديه أن حرق الكتب سلوك لجأت إليه الأنظمة المستبدة الشمولية، في حروبها لمحو آثار خصومها وتأثيرهم العلمي أو العقائدي أو الديني، كما فعلوا مع كتب ابن رشد وكما فعل الستالينيون في الاتحاد السوفياتي والمتعصبون ابان الثورة الثقافية في الصين، و”الخمير الحمر” في كمبوديا، والنازيون الهتلريون تمهيدا للحرب العالمية الثانية، والدواعش المتعصبون الذين اتلفوا أشرطة الموسيقى واقراصها المدمجة وكتب التاريخ الإسلامي التي لا توافق اهواءهم.

واكد اهمية تطوير وتعديل وتنقيح ومراجعة المناهج بصورة مستمرة، بحيث تكفل التفكير العلمي والتسامح والأخلاق والمحبة، لافتا الى ان القائمين على عملية تطوير المناهج من مؤسسات وافراد مشهود لهم بالنزاهة والعلم والمعرفة، متسائلا فيما إذا كان الذين يشككون بهم أكثر حرصا على الدين والاخلاق منهم؟.

وقال ان جميع اعضاء لجنة تطوير المناهج هم قامات وطنية ودينية وتربوية مشهود لهم بالأمانة والإخلاص والوطنية والاستقامة.

وطالب باجراء تعديلات اشمل تتضمن تدريس الأخلاق والإنضباط والإحترام والنظام، وتجاوز الهويات الفرعية، لتخريج اجيال قادرة على الحوار وتقبل الآخر.

وقال استاذ الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور محمد الزغول ان المناهج بحاجة لتطوير مستمر، للارتقاء بالعملية التعليمية والثقافة المجتمعية، معتبرا ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد تشويش يسيء للعملية التربوية.

واكد ضرورة توفير خطة عملية منهجية لتطوير وتحديث المناهج، بحيث تعكس ايجابا على تفكير النشء ، داعيا المجتمع الى الحوار والتعاون والتكاثف ضمن فريق واحد لتقوية نقاط الضعف وتجاوزها .

وقال عضو الهية الادارية في جمعية الحوار الديمقراطي الوطني المحامي الدكتور ابراهيم الطهراوي أن لغة الخطاب في الشارع الاردني لا تفرق بين المنهج والدرس فهناك بعض الدروس تم تغييرها بما لا يخالف الشريعة او العقيدة الاسلامية واحترام الاسلام مشيرا الى ان مالا يتطور ينقرض .

واشار الى اهمية اصلاح وتاهيل المعلم والمدرسة والكتاب كون الاصلاح يتم من خلال التربية والتعليم لافتا الى ان الخوارج القاعدية عملت على احداث خلل وفقدان الثقة بالمؤسسة التعليمية .

واوضح ان اساءة استخدام المواقع الاجتماعية وعدم الوعي الكامل لدى المواطن اثار تلك الموضوعات مشيرا الى انه لا بد من وجود حلقات متخصصة لارشاد الناس وتوعويتهم ضمن اسلوب حضاري اضافة الى وجود جمعيات سياسية تعمل على تطوير وتنمية مواهب الشباب واستغلال طاقاتهم.

ويشار الى ان وزير التربية والتعليم عرض خلال فعاليات المؤتمر التربوي السنوي الثالث بعنوان” التخطيط الاستراتيجي التربوي/ ارتقاءً في الممارسات التعليمية…جودةً في المخرجات” العام الماضي محاور خطة الوزارة وفي مقدمتها خطة الاصلاح التربوي للأعوام 2015- 2020 والتي تشتمل على ثلاثة محاور رئيسية: هي محور التعليم والتعلم الذي يشمل تطوير المناهج والكتب المدرسية، وتطوير امتحان الثانوية العامة، وتدريب المعلمين وتكنولوجيا التعليم والمعلومات والاتصال، ومحور الابنية المدرسية والتجهيزات، ومحور الادارة والتشريعات والتوجه نحو اللامركزية وبنية السلم التعليمي وتطوير معايير المساءلة ومعايير جودة التعليم.

قد يعجبك ايضا