نريد مناهج تثري التعليم وتوسع آفاق المعرفة

26

206920_1_1475443247

حصاد نيوز – تساؤلات عديدة تطرحها سلسلة الاعتراضات التي تبرز بين الفينة والاخرى على ما قيل انه تغيير في المناهج الدراسية «لا تتماشى مع عقيدتنا وتقاليدنا» على ما يقول المعترضون والذين في معظمهم وكما اثبتت الوقائع والأمثلة التي اوردتها وسائل الاعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومقروءة واليكترونية، لم يطّلعوا بالفعل على ما طرأ من تعديلات على تلك المناهج والتي استهدفت ضمن امور اخرى تطوير قدرات الطلبة وتفجير طاقاتهم الابداعية ودفعهم للأخذ بأسباب العلوم التطبيقية وبما يتلاءم ومتطلبات العصر فضلاً عن تزويدهم بثقافة أصيلة تنهل من كتاب الله وسنة رسوله الكريم وتستند الى عيون الادب والثقافة العربية الاسلامية وحضارتها المجيدة، والانطلاق نحو فضاءات الابتكار والتطبيقات التكنولوجية والعلمية والمعرفية الحديثة.

لهؤلاء وغيرهم يمكن الإتكاء على ما ورد في كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تمت بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني، في الخامس من الشهر الماضي عندما تحدثت جلالتها بكل وضوح وصراحة وبمفردات نكاد ان نصفها بأنها غاضبة وعاتبة وتركيزها على ان أقصر السبل لحل المشكلات: هي المواجهة لا التجاهل بمعنى ان نرى الأمور على حقيقتها، لأن تجميل المشاكل يأتي في المحصلة على حساب أجيال الاردن وتأكيدها ان المطلوب هو ان نرى بوضوح الفرص التي غالباً ما تختبئ في طيات التحديات.
في اطار هذا المفهوم المتكامل، بدأ العمل على تطوير المناهج والتي هي جزء أصيل من الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، حيث خرجت بمجموعة من التوصيات من شأنها ان تترجم منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية تؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم.
في هذا الشأن فإن الاستراتيجية تضمنت ثلاثة قطاعات رئيسية اولها قطاع التعليم العام حيث محاوره هي: التعليم المبكر للاطفال، محور تطوير المناهج الدراسية، محور امتحان التوجيهي، محور تدريب المعلمين واساليب التدريس ومحور ادماج التكنولوجيا في التعليم، ومن اراد المزيد من الاضاءات على تلك المحاور وما شرحته الاستراتيجية حولها يمكنه العودة الى الارشيف والاطلاع على المزيد، الاّ ان الامر يعنينا هنا هو الاشارة الى محور تطوير المناهج الدراسية حيث أوصت اللجنة بتشكيل هيئة عليا شبه مستقلة لتطوير المناهج الدراسية، بحيث تتم على مرحلتين المدى القريب والبعيد ويكون للهيئة صفة تشريعية واستقلالية، تمكنها من وضع سياسات محددة للمناهج ومتابعة تأليفها وتدريسها والتأكد من مطابقتها للسياسات الموضوعة.
اما هدف الهيئة فهو تنقية المناهج من بعض الافكار مع التأكيد على مفاهيم التسامح والتعايش والتعاون واحترام الآخر وترسيخ الوحدة الوطنية والقيم الانسانية والتركيز على المهارات اللغوية ومهارات التفكير النقدي البنّاء والاستنباط والاستكشاف، بدلاً من اسلوب التلقين والحفظ، بالاضافة الى مواكبة المستجدات التعليمية والتربوية الحديثة وتوظيف تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية.
مَنْ يختلف حول نبل وسمو هذه الاهداف الواضحة والدقيقة؟
يمكننا ايضاً العودة الى كلمة جلالة الملكة في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية عندما تقول: ان اصلاح التعليم عملية متداخلة ومتشعبة وتتطلب منا جهداً غير مسبوق، لتحقيق نتائج غير مسبوقة، علينا – تواصل جلالتها – اعادة النظر في القضايا الهيكلية، مثل ادارة التعليم ووضع سياسات تجلب الكفاءات العالية لمهنة التعليم وتحافظ على مستواهم، وبنفس الاهمية المساءلة وتحمل مسؤولية ضعف مخرجات التعليم وأسبابه.
في عبارة أكثر صراحة تقول جلالتها: نريد مناهج تثري التعليم وتفتح آفاق المعرفة ما يستدعي انشاء مركز مختص بمتابعة احدث الاساليب التربوية وتطوير المناهج وتحديثها وهو نموذج تبنته كثير من الدول المتقدمة في التحصيل العلمي.
بقيت الاشارة الى ان الدول التي قطعت شوطاً متقدماً وكبيراً وملحوظاً في مختلف المجالات، بدأت مسيرتها هذه اولاً وأساساً بخطوة اصلاح التعليم وتحديث مناهجه، ما يعني ان اصلاح التعليم يجب ان يكون لدينا في الاردن اولوية وطنية ومطلبية شعبية اليوم قبل الغد.
قد يعجبك ايضا