5 دول عربية تغيـر منـاهجها بينهـا الأردن.. لمـاذا؟

57

205316_1_1474713227

حصاد نيوز –  في الأردن كما في مصر؛ وفي الجزائر كما هو الحال في المغرب وفلسطين؛ تفاجأ المجتمعات العربية وعلى راسها شريحة المعلمين واولياء الامور بالتغيرات المثيرة للريبة والشك في مناهج التعليم.

ففي مناهج التعليم الفلسطينية تراجعت مكانة القدس في النصوص وفقدت نصوص قرانية بشكل غريب ؛ في الاردن تلاشت الكثير من النصوص القرانية والاحاديث والاهم من ذلك ظهور نصوص قال عنها ناشطون ومراقبون بانها تحوي اشارات الى “عشتروت” الالهة الوثنية التي ادعي في التوارة ان سيدنا سليمان افتتن بها والى الهيكل الصهيوني المزعوم.

في الجزائر ظهر اسم الكيان الصهيوني على خرائط كتاب الجغرافيا واندلعت معركة بين معلمة عبرت عن اعتزازها باللغة العربية ووزارة التربية الجزائرية ؛ في مصر اختفت نصوص قرانية وفي المغرب كذلك وهي الاكثر شبها بمناهج التعليم الاردنية.

ردود الفعل الرسمية كانت متشابه ففي الجزائر اعلنت وزارة التربية عن عدم علمها بالتغيرات وظهرت دعوات لمقاطعة وزيرة التربية في الشارع الجزائري؛ في الاردن اعلن وزير التربية عن عدم علمه بالتغيرات وشكل لجان للمتابعة وبرز حراك في الشارع قاده المعلمون ونشطاء التواصل الاجتماعي وظهرت حالة استهجان واسعة في الشارع الاردني والمترافقة مع مزيد من الاكتشافات المثيرة للاهتمام بين الحين والاخر؛ لم يختلف المشهد في المغرب اذ خرج وزير التربية والتعليم منكرا معرفته بالتغيرات وفي فلسطين الحال ذاته .

ما الذي يحدث؟ ومن هم ابطال هذا المشهد؟ ام انه اللهو الخفي !؛ والى من تعود اليد الخفية التي تتمتع بكل هذه القوة والقدرة على الوصول الى خمس دول عربية بيسر وسهولة ؟ ؛ هل هي قوى اقليمية ام دولية؟ هل هم الممولون الدوليون والاقليمون ؟ ام ان هناك اختراق صهيوني مختبئ خلف دخان الاشتباك مع العلمانين في العالم العربي؟.

الاسئلة مشروعة فالظاهرة لم تعد خاصة ببلد عربي بعينه بل هي جهد منسق ومدروس والظاهرة اخذة بالتمدد على مساحة واسعة في العالم العربي؛ لتنضم الى شعارات باقية وتتمدد؛ فالتغيرات بلغت حد التطابق في الدول المذكورة اعلاه باستهداف القران الكريم والهوية العربية الاسلامية الحضارية؛ مع مسحة من التطبيع مع الكيان الصهيوني تحتاج الى خبراء ومتخصصين لاكتشافها.

البعض يقول انها اليد الخفية للراسمالية المتوحشة؛ واخرون يعتقدون انه اختراق صهيوني وطرف ثالث يتهم الليبراليون والعلمانيون الذين اصبحت المعركة معهم سببا في قنبلة الدخان التي افقدت المراقبيين والمتخصصين البوصلة في فهم حقيقة ما يحدث .

لا يعول على نظرية المؤمراة مطلقا في تفسير ما يحدث فهي نظرية تشجع على الكسل والخمول وتمنع الباحثين والمراقبين من البحث الدؤوب والمنهجي لفهم الروابط والعلاقات التي تجمع بين هذه التغيرات والجهات التي تقف ورائها وطبيعة الاهداف الحقيقية والاجندة المراد تحقيقها؛ فهل المراد منها اثارة الفوضى وخلق الشروخ ووتوسيع الفجوة بين السلطات والمواطنين؛ ام انها نتيجة طبيعة لتسلل عناصر متصهينة في الدول العربية؛ ام نتيجة لصراع يقوده العلمانيون والراسماليون للسيطرة على واحدة من اهم القطاعات المربحة والمؤثرة فكريا في هندسة المجتمعات وهويتها السياسية والاجتماعي ونشاطها الاقتصادي؛ ام انها خليط من كل ما ذكر.

انتشار الظاهرة يحتاج الى مزيد من التعمق في البحث كما يحتاج الى التنسيق بين الهيئات الاهلية والشعبية والنقابات في العالم العربي لتعريف ما يحدث وتحديد سبل التعامل معه؛ سواء كان استهدافا تطبيعيا ام استهدافا للهوية ام نتاج لتدخلات خارجية ترغب في ثارة الفوضى؛ ام نتاج لتطور طبيعي داخل المجتمعات؛ الامر المستبعد بسبب طبيعة التغيرات وسريتها وحجم الظاهرة واتساعها؛ ما يشير الى احتمال وجود اطراف اقليمية ودولية تلعب دورا في ذلك على الارجحح ويسهم بعض السذج في العلمانين في الانخراط فيها كمعركة تنوير لا كمعركة تطبيع واستهداف للهوية.

النقاش لازال مفتوحا واكتشاف الحقيقية بات ايضا مسالة وقت بسبب طبيعة الحملة التي تفتقد الى الذكاء وتمتاز بالتسرع والفوقيه؛ والاهم من ذلك اكتشاف البصمات التطبيعية الصهيونية التي سترفع من مستوى اليقظة لدى النخب والجمهور العربي ؛ فما يحدث ابتعد كثيرا عن فكرة اصلاح التعليم والذي هو حاجة وضرورة في العالم العربي تم استغلالها من قبل فئة مجهولة الهوية.

قد يعجبك ايضا