تأخر إعلان نتائج الفرز يربك الأحزاب
حصاد نيوز – على الرغم من إشادة أحزاب سياسية بالعملية الإجرائية للانتخابات التشريعية، التي جرت أول من أمس لانتخاب مجلس النواب الثامن عشر، إلا أن تأخر إعلان النتائج النهائية دفع ببعضها إلى إرجاء إعلان حجم خسارته بين صفوف المرشحين، مفضلا انتظار نتائج بعض المرشحين المستقلين المتحالفين معه.
وأظهرت النتائج التي أكدتها مصادر حزبية، حصول حزب جبهة العمل الإسلامي وحلفائه في التحالف الوطني للإصلاح على 14 مقعدا كحد أدنى، في وقت لم تكن قد أعلنت فيه مساء أمس النتائج الأولية لدائرة عمان الخامسة والثالثة وإربد ودوائر أخرى.
وجدد الناطق الإعلامي باسم التحالف علي أبو السكر، انتقاده لتأخر الهيئة المستقلة بإعلان النتائج الأولية، معتبرا أن ذلك “ليس مفهوما” خاصة في الدوائر التي لم تشهد نسب تصويت كبيرة، فيما قال إن ذلك “لا يبعث على الاطمئنان”.
وتحفظ أبو السكر على تقييم العملية الانتخابية برمتها، مؤكدا أن ذلك سيأتي في وقت لاحق لإعلان النتائج، فيما أكد أن التحالف حصد حتى الساعة السادسة من مساء أمس الاربعاء، “14 مقعدا في مختلف الدوائر الانتخابية”، وأن العدد مرشح للزيادة مع تقدم عمليات الفرز.
ولفت إلى أن عدد السيدات الفائزات من الحزب حتى الآن (مساء أمس)، 3 سيدات، هن حياة المسيمي وكفاح القناص وهدى العتوم، فيما كانت الفائزة الرابعة لم تعلن نتيجتها رسميا بعد في ثالثة عمان.
وعن تقديرات النتيجة المرتقبة بالنسبة للتحالف، قال أبو السكر: “قد تكون قريبة أو أقل قليلا لكن النتائج تعتبر إنجازا، في ظل حالة الإحباط في الشارع الأردني، والعزوف عن المشاركة في الانتخابات، ونسبة إلى بعض الممارسات التي تعرضنا لها خلال الفترة الماضية”.
وتقدر نسبة الحاصلين على مقاعد نيابية في التحالف من أعضاء الحزب بالثلثين، قياسا على عدد الترشيحات الأصلي، البالغ 118 مرشحا، من بينهم 70 عضوا من الحزب.
وعلى وجه العموم، حافظ الحزب على تواجده في الدوائر الانتخابية التي اعتبرت معاقل رئيسية له خلال مواسم انتخابية سابقة، كما في دوائر عمان الثالثة والرابعة والخامسة، ودائرة الزرقاء الأولى والبلقاء.
في المقابل، لم تعلن الأحزاب اليسارية والقومية الستة التي خاضت الانتخابات فرادى، عن فوز أي من مرشحيها، وسط ترجيح حصول الدكتور نضال الطعاني بمقعد نيابي عن حزب البعث العربي التقدمي عن دائرة إربد الأولى، حيث كانت تقارير إحصائية سابقة كشفت عن ترشيح الأحزاب القومية واليسارية لنحو 12 مرشحا خاضوا الانتخابات في إطار تحالفات وطنية.
ولم تحظ القيادية الحزبية البارزة أمين عام حزب الشعب الديمقراطي حشد النائب السابق عبلة أبو علبة بالمقعد النيابي عن الكوتا النسائية، كما لم تحظ أمين عام حزب أردن أقوى الدكتورة رلى الحروب بمقعد نيابي، بينما رجحت التقديرات الأولية حتى مساء أمس فوز القيادية في جبهة العمل الإسلامي الدكتور ديمة طهبوب بمقعد الكوتا النسائية عن دوائر عمان الخمسة.
ولم يحظ القيادي في حزب الوحدة الشعبية عماد المالحي بمقعد نيابي عن الزرقاء الأولى، كما لم يفلح 3 مرشحي الحزب الشيوعي في الكرك والزرقاء بالفوز.
من جهته، انتقد الأمين العام للحزب الشيوعي فرج طميزة بشدة، تدني مستوى التصويت في الانتخابات عموما، قائلا إن “المشاركة الشعبية جاءت متدنية جدا”، فيما أرجع ذلك إلى “عدم ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية”.
وقال طميزة: “لم تتجدد الثقة بعد بالسلطة التشريعية، فلقد اعتدنا على أن هناك تغولا من السلطة التنفيذية على التشريعية، وانعكست النتيجة سلبا على حجم المشاركة، وبالنسبة للعملية الإجرائية لا أستطيع القول بأن هناك خللا كبيرا جدا، ما عدا ما جرى في دائرة بدو الوسط وقد عولج بطريقة قانونية، وأتوقع أن يصدر تقييمنا خلال يومين للعملية الانتخابية”.
أما حزب المؤتمر الوطني “زمزم” حديث التأسيس، فأكد رئيس اللجنة العليا التحضيرية فيه الدكتور ارحيل الغرايبة لـ”الغد”، فوز 5 من أعضاء الحزب المؤسسين، لافتا في الوقت ذاته إلى أن بعضهم خاض الانتخابات دون تبني اسم الحزب الذي لم يكن مرخصا بعد.
واعتبر الغرايبة أن العملية الانتخابية برمتها “أعادت بقدر جيد الثقة في العملية الانتخابية في البلاد”.
وأكد أن مرشحي “زمزم” الفائزين عن دوائر مختلفة، سواء عبر تحالفات أو قوائم متعددة، هم من الأعضاء المؤسسين للحزب.
وعن تداخل عضوية بعضهم بجمعية جماعة الإخوان المسلمين أو ترشحهم بشكل مستقل، أكد الغرايبة أن هناك “تفاهما في توزيع الأدوار بين الجمعية وزمزم، على أن يكون لزمزم العمل السياسي”.
ومن بين مرشحي زمزم الفائزين بحسب النتائج الأولية، إبراهيم أبو العز في العقبة، والدكتور إبراهيم البدور عن معان، والدكتور نبيل الكوفحي عن قصبة إربد.
وعن العملية الاجرائية للانتخابات قال الغرايبة، إن النتائج الأولية تشير إلى “قدر كبير من النزاهة، وغياب التدخل الرسمي على مستوى ابعاد أو إقصاء أحد”، معتبرا أن ذلك يعد “مؤشرا على طريق إعادة بناء الثقة في العملية الانتخابية”. وقال: “الانتقاص من سمعة المجلس لا تعود بالنفع على أحد، هناك بعض الثغرات ولا بد أن يسمعها أصحاب القرار لتحسين العملية في المرات القادمة ….”.
وأشاد بتعدد الطيف السياسي في المجلس المقبل، خاصة مشاركة الإسلاميين، حيث قال: “أن يكون هناك تمثيل للطيف الإسلامي في جزء من تشكيلة المجلس شيء إيجابي رغم التباين والاختلاف في الرأي السياسي”.
وحاولت مصادر معرفة حجم المقاعد لعدد من ائتلافات أحزاب الوسط، إلا أن النتائج الأولية لم تظهر أية نتائج إيجابية حتى مساء أمس، إضافة إلى عدد من الأحزاب الوسطية، كالجبهة الأردنية الموحدة، والتيار الوطني، وائتلاف تيار التجديد، حيث من المتوقع أن تعلن نتائجهم بشكل حاسم اليوم. وفيما أعلن حزب الوسط الإسلامي، ترشيح 23 مرشحا في وقت سابق، رجح الأمين العام للحزب الدكتور مد الله الطراونة، حصول مرشحي الحزب على 5 – 7 مقاعد نيابية سيصار إلى إعلان أسمائهم في وقت لاحق.
ولم تحظ قيادات بارزة في الحزب بالفوز، حسب النتائج الأولية، من بينهم الدكتور محمد الحاج وهيثم العبادي وتيسير العساف ومصطفى العماوي وآخرون.
لكن الدكتور الطراونة، أكد أن الانتخابات “كانت يوما وطنيا بامتياز، وإنجازا للدولة الأردنية وللهيئة المستقلة للانتخاب”.
وقال: “التحاور في الأردن تم عبر صنايق الاقتراع، بخلاف ما يجري في دول الإقليم، وهذا النجاح للأردن وللهيئة المستقلة، ونتائج قوائم الوسط الإسلامي ستتضح أكثر خلال اليومين القادمين، لكننا نتحدث عن 5 – 7 نواب ضمن قوائمنا”.
أما بالنسبة لقائمة “معا” التي تزعمها منسق التيار القومي التقدمي المهندس خالد رمضان، فأظهرت النتائج الأولية حصولها على مقعدين نيابيين، وهي القائمة التي حظيت بدعم من الحزب الشيوعي الأردني، ومثلت القوى السياسية القومية اليسارية غير المؤطرة حزبيا.