‘‘حجاج فرادى‘‘ يدفعون مبالغ طائلة لتأشيرة لا تخولهم أداء الفريضة

26

204141_1_1474148714

حصاد نيوز – لم تقتصر إشكالية الحجاج الأردنيين الفرادى، لهذا العام على “حصول بعضهم على شهادت تطعيم تبين فيما بعد أنها مزورة، توعد وزير الصحة محمود الشياب أن “وزارته ستفتح تحقيقا موسعا حولها وأن الحادثة لن تمر دون محاسبة”، بل تعدت المسألة أن معظم هؤلاء “أجبروا على خلع ملابس الإحرام لأن التأشيرات التي بحوزتهم لا تخولهم أداء مناسك الحج”.

حجاجا حصلوا على شهادات تطعيم ضد (الحمى الشوكية – السحايا بالمطعوم الرباعي) بتاريخ 20 آب (أغسطس) الماضي، أي قبل حصولهم على فيزا الحج الصادرة عن السفارة السعودية بنحو عشرة أيام، “دون خضوعهم للتطعيم”، فيما حصل حجاج آخرون على شهادتي مطعوم، الأولى بنفس التاريخ السابق صادرة عن مديرية صحة العاصمة فيما الثانية “الحقيقية” صادرة عن مديرية صحة شرق عمان بتاريخ 3 ايلول (سبتمبر) الحالي.

وشدد الشياب أمس لـ “الغد”، على أن وزارة الصحة “تحترم اشتراطات السلطات السعودية بضرورة حصول حجاج بيت الله الحرام على المطاعيم حفاظا على صحتهم”، لافتا إلى أن المطاعيم تقدم للحجاج مجانا ومن خلال مديريات الصحة المنتشرة في المملكة.

إلى ذلك، تعرض حجاج “فرادى” لما وصفوه بـ “عمليات غبن وضحك على اللحى” من قبل العديد من مكاتب الحج والعمرة، التي أوهمتهم بحسب ما قالوا لـ”الغد” أنهم “حجاج نظاميون” مقابل مبالغ مالية طائلة دفعوها لهذه الشركات وصلت في حدها الأعلى لأكثر من ثلاثة آلاف دينار، لكن اتضح فيما بعد ان “تأشيراتهم” كانت لفئة “خدمات للحجاج” التي يندرج تحتها إداري ومساعد سائق وميكانيكي وكهربائي سيارات ومساعدين، وهذه “التأشيرات” لا يحق للحاصلين عليها أداء الفريضة.

سائد (اسم مستعار) لحاج من الفرادى أدى الفريضة هذا العام روى قصته لـ “الغد” قائلا، “التقيت بأحد مالكي مكاتب الحج والعمرة في مناسبة عامة، وقلت لهم بدي احج السنة، فقال لي أبشر، لكن عليك أن تدفع ألفي دينار لقاء الفريضة وتم الاتفاق ودفعت له 200 دينار عربونا وسلمته جواز سفري”.

وبعد شهر تقريبا اتصل معي وأخبرني أن “الفيزا طلعت”.. وبدأت تحضير نفسي للحج لابسا ثوب الفرح، وغادرت مع “الحجاج الفرادى”.. ومضت رحلتي على خير وسلامة حتى وصلت لمنطقة آبار علي حيث ميقات الإحرام لحجاج بلاد الشام”.

ويضيف، وعند أول نقطة تفتيش سعودية “أطل علينا رجل أمن سعودي للتفتيش على الباص، وفجأة نودي على اسمي مع خمسة آخرين كانوا معي على متن الحافلة وطلب منا النزول”، وتم إبلاغنا “بأننا لسنا حجاجا بل قائمون على خدمة الحجاج، وأن التأشيرات التي حصلنا عليها لا تؤهلنا للحج وطلب منا خلع ملابس الإحرام”، وعندها “فرت الدمعة من عيني” وشعرت بأن حلم الحج في داخلي تبدد بـ “غبن وخديعة” صاحب المكتب، الذي باع الفيزا التي حصل عليها بالمجان لي ولغيري من طالبي “الحج”، وهذا ما أكده غيره من حجاج “الخدمات” لـ”الغد” الذين أمضوا رحلتهم بالبحث عن فتوى لجبر حجتهم جراء “نزع الإحرام” عنهم.

سناء، هي الأخرى من “الحجاج الفرادى لكنها ليست من حجاج الخدمات”، تؤكد أنها قامت بشراء “الفيزا من أحد المواطنين بثلاثة آلاف دينار، رغم علمها بأنها صرفت مجانا من السفارة السعودية بعمان”.

وتضيف، “لا حول ولا قوة إلا بالله.. أعلم أنها مجانية لكن أريد أن أحج.. يبدو أن هناك سماسرة حج”.

وعانى حجاج “الفرادى” الذين سجلوا مع شركات “الحج والعمرة” من مشاكل كثيرة في الموسم الحالي من بينها “الحمولة الزائدة للباصات” و”التأخير المتعمد للرحلة لقضم عدد أيامها”، عدا عن “مخيمات عرفات” التي كانت تخلو من الكهرباء والمكيفات في ظل ارتفاع درجات الحرارة ما ضاعف من معاناتهم.

وقال بعض هؤلاء لـ”الغد” ان رحلتهم من عمان حتى المدينة المنورة “استمرت اربعة أيام، لعدم وجود سكن في المدينة في حين ان الرحلة تستمر في الظروف الطبيعية 24 ساعة فقط”. ومن جهته أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وائل عربيات لـ “الغد”، أن وزارته غير مسؤولة عن الحجاج “الفرادى” لكنها ستستقبل شكاوى الحجاج على شركات الحج والعمرة وستحقق فيها في حال وجود خروقات. وبحسب وسائل إعلام سعودية بلغ عدد حجاج “الفرادى” من الأردنيين في الموسم الحالي نحو 3200 حاج وحاجة حصلوا على “فيزا الحج” عبر السفارة السعودية بعمان.

قد يعجبك ايضا