المشهد الانتخابي يتجه نحو وضوح معالمه بإغلاق باب الترشح اليوم
حصاد نيوز – تنتهي اليوم مرحلة الترشح لعضوية مجلس النواب الثامن عشر، والتي تجري انتخاباته في العشرين من ايلول (سبتمبر) المقبل، ومن المتوقع ان يشهد اليوم الاخير زخما في الترشح، يفوق ما سجل في اليوم الثاني امس، الذي ترشح فيه حتى نهاية دوامه 193 قائمة بعضوية 1053 مرشحا ومترشحة.
حسب التوقعات، سيصل عدد المترشحين عند نهاية دوام اليوم الى ما يقارب من 1300 مترشح ومرشحة، وربما يزيد العدد قليلا او يقل، فيما من غير المستبعد أن يشهد اليوم الأخير زخما في الترشح بشكل غير مسبوق، لدرجة أن يفوق زخم اليوم الأول الذي سجلت فيه 147 قائمة.
المشهد الانتخابي بات أكثر وضوحا، ويمكن منذ السبت المقبل قراءة حجم التنافس في كل دائرة انتخابية، ومعرفة قوة القائمة هذه او تلك، وقراءة المشهد الانتخابي في المملكة بشكل عام.
ويشير مراقبون الى إن الساعات القليلة الماضية شهدت تسارعا في عقد اللقاءات بين المترشحين والمتنافسين، كما شهدت ارتفاعا في عدد المترشحين الذين يعرضون خدماتهم في الدخول في هذه الكتلة او تلك.
وفق ما تسرب من معطيات خلال الساعات الماضية فان انسحابات و”خربطات” شهدتها بعض القوائم، أدت لتعطل تسجيل بعضها، وانسحاب مترشحين من قوائم ودخولهم في قوائم أخرى منافسة.
بحسب مترشحين ومقربين من حملات انتخابية هنا وهناك، فان مرشحين ما زالوا حائرين في القائمة التي سيخوضون الانتخابات من خلالها، وهؤلاء يعرضون خدماتهم هنا وهناك، الأمر الذي دفع مراقبين للمشهد للتخوف من امكانية وجود مال أسود في بعض المطارح، ودفعهم للمطالبة بتشديد الرقابة على بعض التحركات في الفترة التي بقيت من وقت تسجيل المترشحين.
اليوم وبعد الساعة الثالثة عصرا، سنعرف بشكل نهائي عدد القوائم المترشحة، وعدد المترشحين بشكل كامل، ومن هناك سنعرف اعداد المترشحات وأعداد المتنافسين على المقعد الشركسي والشيشاني، وكذلك المتنافسين على المقعد المسيحي في كل دائرة انتخابية.
منذ اليوم سيكون بمقدور المراقبين قراءة المشهد بشكل اوسع، وقياس مدى تأثير الأحزاب السياسية وقوتها وقدرتها على تشكيل قوائم انتخابية في بعض الدوائر، وعدد المترشحين المتحزبين في كل دائرة، وكيف شكلت الأحزاب تحالفتها وعلى أي قاعدة تم تشكيل تلك التحالفات، وسنعرف ايضا إن تمسكت تلك الأحزاب ببرامجها السياسية، أم أنها كانت مطواعة في التعامل مع البرامج تلك.
خلال أيام الترشح الثلاثة كانت الساحة السياسية كثيرة التعقيد حينا، ومريحة حينا آخر لدرجة السهولة، وقد كشفت في بعض الأحيان عن مشاهد معقدة لدرجة أجبرت بعض الشخصيات السياسية على الانسحاب من معمعة الانتخابات والاكتفاء بالتفرج على المشهد من بعيد لمراقبته بشكل كامل.
الواضح أن انتخابات 20 أيلول (سبتمبر) ستكون مختلفة بالكامل عن انتخابات 21 كانون الثاني (يناير) 2013 سواء من حيث طريقة الترشح أو المترشحين، فالانتخابات الماضية جرت وفق قانون انتخاب مختلف بالكامل عن القانون الحالي، حيث بات الجديد يعتمد على القائمة النسبية المفتوحة، ويوسع الدوائر الانتخابية فضلا عن تخفيض عدد أعضاء مجلس النواب إلى 130 مقعدا نيابيا بعد أن كان عدد أعضاء المجلس الماضي 150.
بالمجمل فإن الساعات المقبلة ستكون أكثر سخونة، ومن المؤكد أن ليلة أمس، لم ينم فيها مرشحون مفترضون كثر، بعضهم كان قلقا خوفا من فرط عقد تحالفه، وبعضهم الآخر كان حريصا على عرض خدماته على قوائم في طور التشكيل، وما زالت بعض القوائم تخشى من انفراط عقدها قبل انتهاء التسجيل بساعات، وبالتالي ذهاب فرصة المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو الأمر الذي يراه مراقبون ممكن الحدوث، وهو الأمر الذي قد يبعد لاعبين أساسيين عن الساحة وقد نفاجأ بأن بعض الأسماء الرنانة لم تستطع التسجيل في الانتخابات، لأنها لم تكن قادرة على تشكيل قائمة انتخابية.