بن علي ومبارك والقذافي.. واختلفت النهاية
حصادنيوز-قبل خمس سنوات، سقط رؤساء تونس ومصر وليبيا، خلال ثورات ‘الربيع العربي’ التي ضربت هذه الدول، ولكن بعد هذه السنين، كيف أصبح هؤلاء اﻵن؟.
تحت هذه السطور نشرت صحيفة ‘ويست فرانس’ تقريرا عن الوضع الحالي لكل من الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ونظيره المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي، وما آلت إليه اﻷمور في بلادهم بعد إجبارهم على ترك السلطة،
بن علي.. يعيش حياة هادئة
بعد ثلاثة وعشرين عاما قضاها في السلطة، غادر الرئيس زين السابق العابدين بن علي تراب تونس، يوم 14 يناير 2011. عقب شهر من المظاهرات التي قمعت بعنف، مع زوجته واثنين من أولاده، تجاه مدينة جدة السعودية.
ومنذ ذلك الحين، صدر بحقه عدد من طلبات تسليم المجرمين ومذكرة توقيف دولية، كما صدر أيضا ضد الديكتاتور السابق أحكام مختلفة غيابيا بالسجن (35 عاما بتهمة الاختلاس، السجن مدى الحياة لقمع الاحتجاجات).
لكن تحت اسم الضيافة ورحمة الإسلام وعلاقاته الجيدة بالعائلة المالكة في السعودية أيام حكمه، يعيش زين العابدين بن علي في هدوء نسبي داخل المملكة العربية.
في مقابل استضافته، طلبت السعودية من عشيرة بن علي بأن يكونوا حذرين جدا. ولذلك لم يظهر رئيس الدولة السابق بشكل علني أو الإدلاء بأي بيان. فخلال الخمس سنوات، سمح فقط لمحاميه يالتحدث باسمه، من أجل دحض أو الطعن في التهم الموجهة ضده.
زوجته، أصدرت عام 2012، كتابا بعنوان ‘حقيقتي’ للرد على الحملة الإعلامية ‘المضللة” التي ادعت أنهم كانوا ضحيتها في تونس. وأيضا دحض “الشائعات” التي دارت حول صحة زوجها أو انفصالهما.
في 2013، ظهرت صورة لزين العابدين بن علي، في الخلفية مرتديا بيجامة مخططة، وذلك على حساب ابنه بإنستجرام. ولكن سرعان ما تم إغلاق الحساب،
واليوم هل نعرف بدقة كيف يعيش بن علي حياته في السعودية؟ ليس الكثير، لكن ما هو مؤكد أن ابن علي لا يزال يعيش في المملكة ويمكنه كتابة مذكراته.
مبارك.. في المستشفى
عقب أقل من شهر على مغادرة بن على الحكم، سقط حسني مبارك في مصر وتحديدا في 11 فبراير 2011 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في سدة الحكم. وفرضت عليه اﻹقامة الجبرية في مدينة شرم الشيخ وسريعا مثل أمام القضاء. لكنه أصيب بنوبة قلبية في أبريل 2011، ونُقل إلى مستشفى عسكري بالقاهرة.
ومنذ ذلك الحين حكم عليه بالسجن مدى الحياة لضلوعه في مقتل المئات من المتظاهرين … قبل أن تخفف المحكمة التهم الموجهة إليه. وبعدها أمرت محكمة النقض بإعادة التحقيق في القضية، ولكن بسبب سوء حالته الصحية، لم تنعقد ويتم تأجيلها مرة تلو اﻷخرى.
بعد خمس سنوات من رحيله، حسني مبارك لا يزال يعيش اليوم في جناح بالمستشفى العسكري بالقاهرة. هل هذه فقط تهمته؟ بالطبع لا، هناك قضية متهم فيها باختلاس أموال عامة (أكثر من 10 مليون يورو)، والتي حكم فيها عليه بالسجن ثلاث سنوات جنبا إلى جنب مع ابنيه علاء وجمال اللذان أفرج عنهما في أكتوبر 2015 بعد أن قالت المحكمة إنهما قضا العقوبة خلال فترة احتجازهما.
مثل هؤلاء، كثير من رجال نظام مبارك، الذين بدأوا يردون اعتبارهم شيئا فشيئا، في ظل الدعم المتصاعد من قبل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد.
في الخارج، أموال حسني مبارك جمدت من قبل القضاء . ففي سويسرا، السلطات جمدت بالفعل 640 مليون في عدة حسابات. لكن ما مصير هذه الأموال؟ حتى الآن، لم تقرر العدالة. ناهيك عن أن مسألة الوضع الحقيقي لصحة مبارك (87 عاما) لا يزال من الصعب معرفته بوضوح، إلى حد أن البعض يزعم أنه يموت، فيما يقول آخرون إنها مجرد مسرحية كوميدية للهرب من محاكمته.
القذافي.. وفاة لا تزال غامضة
في صيف 2011 وبعد سة أشهر من العنف، سقطت العاصمة اللبيبية في أيدي المتمردين، واضطر العقيد معمر القذافي إلى الهروب بعد أربعين عاما في الحكم.
يوم 9 سبتمبر، أصدر الإنتربول مذكرة توقيف دولية ضد الديكتاتور الليبي. وفي الوقت نفسه تقريبا، أعلن رجال الأعمال مكافأة مليون دينار ليبي لمن يجلب معمر القذافي، حيا أو ميتا. وكان علينا أن ننتظر حتى 20 اكتوبر لرؤية وجه الطاغية السابق.
حوصر القذافي وألقي القبض عليه ثم قتل في ظروف لا تزال غير واضحة حتى اليوم. وبعد خمس سنوات، ما زالت ليبيا بعيدا عن الإلتئام. بل أصبحت واحدة من البؤر الجديدة لـ’الإرهاب