حصادنيوز-لم تكن عائلة المغدور محمد سليم المحاسنة تدري بأن القدر خبأ لابنهم المغدور هذا المصير فهم عائلة اكرمها الله قبل سنوات باستشهاد ابنها الاكبر صلاح وسار المرحوم محمد على خطى شقيقه وانضم في اول شبابه الى القوات المسلحة وخدم في صفوفها اكثر من عشرين عاما ليتقاعد وهو ما زال في سن الشباب، ولم يتعدى 42 عاما وكان ذلك قبل ثلاث سنوات وبعد التقاعد وجد المرحوم نفسه ما يزال قادرا على العمل والعطاء وتوفير دخل اضافي لعائلته بعد ان رزقه الله بولدين وبنت هما الآن في عمر الزهور ويحتاجون الى كثير من مستلزمات الحياة يمكن ان يكون الراتب التقاعدي لا يكفي في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، لذا حاول المغدور محمد سليم عيسى المحاسنة ان يجد عملا آخر ليعيل اسرته وبحث مطولا لكن في ظل هذا الوضع الصعب لم يجد امامه رحمة الله الا فرصة عمل توفرت في محطة وقود المناصير في منطقة جرش. ولأن محمد رحمه الله يؤمن ان العمل عبادة لم يكترث لمن حوله وكان همه ان لا يبقى عاطلا وان يحسن من دخله ومستوى معيشته وعمل في محطة الوقود لمدة ثلاث سنوات كان مثالا يحتذى به لكل من شاركه العمل وكل مرتادي المحطة ناهيك عن رأي اصدقائه وجيرانه واقاربه به، فهو الشاب الودود صاحب الخلق الذي لا يقطع صلاة ولا يغفل فرضا مقبل على الحياة مساندا لعائلته ووالدته التي تسكن معه في نفس المنزل
والدة المرحوم
ما بدأنا الحديث حول المرحوم كان مع والدته الحاجة ام صلاح التي كانت في حالة صعبة لهذا المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة وحرق قلب والدة مسنة على فلذة كبدها وجعلها تذرف الدمع الغزير على فقدان اعز احبابها وتتحسر وهي ترى اولاد المرحوم وهم في عمر العطاء وتتساءل كيف يمكن ان يكملوا حياتهم بعد فقدان والدهم معيلهم وسندهم في الحياة. وكان كل ما استطاعت ان تقوله الحاجة ام صلاح (حرقوا قلبي على ابني الله يحرق قلوبهم) بعدها اجهشت بالبكاء وهي تتمتم بكلمات تترحم بها على المغدور وتحتسبه عند الخالق
تفاصيل الحادثة
اما فيما يتعلق بما حدث مع المغدور محمد فهذا امر آخر ويروي تفاصيله شقيقه عمر الذي كان في حالة حزن شديدة بعد فقدانه اخيه الاصغر محمد وكان قبلها قد فقد شقيقه الاكبر صلاح واعتبر عمر ان حادثة مقتل شقيقه محمد هي شهادة حق لانه كما يقول يحب العمل والعمل في حد ذاته عبادة. عندما بدأ عمر يروي لنا تفاصيل الحادثة كان يحيط بنا كثير من اقاربه شقيقة المغدور محمد وزوجة اخيه عمر واقاربه وانسبائه وكلهم كانوا في حالة صدمة شاركوا في رواية تفاصيل الحادثة للشاهد وهم يتحسرون والنساء تذرف الدمع على فقدانه. اما زوجته فهي لم تستطع الخروج الينا او تتحدث معنا لانها ما زالت غير مصدقة لما جرى وتعتبر ان محمد في العمل وفي المساء ستراه مقبلا عليهم ليحتضن اطفاله ويشعل البيت دفئا وحنانا. يقول عمر شقيق المغدور في الساعة العاشرة ليلا من مساء يوم الاحد تلقيت اتصالا هاتفيا وكنت حينها جالسا في بيتي وكان الهاتف من احد اقاربي ليخبرني ان شقيقي المغدور محمد قد تشاجر مع خمسة شباب في موقع عمله وتم نقله الى مستشفى جرش الحكومي ولكننا عندما وصلنا انا واقاربي وجدنا ان المرحوم محمد قد فارق الحياة وعرفنا من الاطباء ان وفاته جاءت بسبب تلقيه ثلاثة طعنات بواسطة سكين وجاءت الطعنة في منطقة القلب وعلى الرئتين وادت الى الوفاة مباشرة. ومن قتله هم خمسة شباب لا يردعهم اي شيء عن ارتكاب جريمتهم حضروا الى المحطة لتعبئة الوقود وهذا حسب ما رصدته الكاميرا الموجودة في المحطة والذي شاهدناه مع الاجهزة الامنية وكان الجميع اي خمس اشخاص كلهم مشتركون في ضرب شقيقي وهم من اربع عشائر مختلفة من منطقة جرش. ولم يكن سبب المشاجرة يتطلب ردة الفعل هذه التي حدثت عند مرتكبي الجريمة ومهما كان ما قاله شقيق المرحوم للشباب الخمسة مرتكبي الجريمة وطلب منهم اطفاء المركبة لتعبئة الوقود او اطفاء سجائرهم فهذا امر لا يمكن ان يؤدي الى ارتكاب جريمة وقتل روح بريئة. ولا يوجد سبب مقنع لهذه المشاجرة فهم اخذوا شقيقي في حالة غدر وطعنوه ونحن لغاية الان لا نعرف سبب المشاجرة ولم نشاهد امام الكاميرا الا عملية مشاجرة دون ان نعرف اسبابها وماذا يريد الجناة من شقيقي والامر لغاية هذه اللحظة قيد التحقيق وفي ايدي الاجهزة الامنية وهم انفسهم لم يستطيعوا اعطاء سبب واضح لهذه المشكلة واقوالهم كانت متضاربة لدى الاجهزة الامنية، وكانوا بكامل وعيهم لانهم بعد الحادثة قام مالك السيارة التي تواجدت في المحطة مكان الحادثة بايصال كل واحد نهم الى بيته بعد ان هربوا من مكان الحادثة وتأخر ايصال المرحوم الى المستشفى لحين حضور الدفاع المدني بعد اتصال المتواجدين في المحطة وكان المرحوم يطلب منهم ان يأخذوا مفتاح سيارته ويقوموا بنقله الى المستشفى وكان يصرخ (مشان الله انا بموت خذوا مفتاح سيارتي واسعفوني) لكن الحاضرين انتظروا الدفاع لمدني لكنه فارق الحياة قبل وصولهم. واضاف شقيق المغدور للشاهد ان المرحوم محمد لديه ولدان وبنت وعمره اثنان واربعون عاما وعمل في المحطة من اجل تحسين وضعه فكانت هناك نهايته. وقال عمر شقيق المغدور ان محمد كان لطيف المعاملة محسن لوالدته واشقائه وليس لديه اي اسبقيات وكل حياته لم يدخل مركزا امنيا. وكان دائم الحديث حول ما يحدث في المحطة ليلا خلال دوامه حيث انه يداوم في الفترة المسائية وكانت والدتي دائما تنصحه بان يبتعد عن المخاطر ولا يختلط باحد خاصة المشبوهين واصحاب السوابق. وثمن عمر شقيق المرحوم محمد موقف الاجهزة الامنية ممثلة بمدير شرطة جرش والمحافظ الذين بذلوا كل جهد في سبيل احقاق الحق وتطويق الازمة واخذوا عطوة امنية اولى وثانية ونحن ننتظر تقريرهم بالحادثة وانا ابلغتهم بأنني اريد حق شقيقي ولا اريد الا احقاق الحق ونحن نحافظ ونحترم كافة الجهات الامنية ولن نخل بالامن مهما حصل لكننا نطلب القصاص من مرتكبي الحادثة وخاصة من طعن شقيقي لانه معروف لدى الاجهزة الامنية. وقال شقيقه ان حق ولدنا المغدور لا يقدر ونحن نطالب باعدام القاتل لانه ارتكب جرم شنيع وفاحش
اولاد المرحوم
عبدالله الابن الاكبر للمرحوم طالب بمعاقبة من حرمه من والده هو واشقاؤه محتسبا روحه شهيدا في الجنة .الشاهد