الحلف السوري الروسي الإيراني سيفاوض على الحل السياسي بالنار إلى جانب الدبلوماسية
بهذا المعنى كان لا بد للاختراق الإستراتيجي في نبل والزهراء أن يهزّ الدول المنخرِطة في الحرب على سوريا. إذا ما أضفنا هذا الإنجاز في الريف الشمالي لمدينة حلب إلى التطورات الكبيرة في الريف الجنوبي وما سبقها من ضرب وفكفكة البنية العسكرية للمجموعات المسلّحة في منطقة اللاذقية كلها تقريباً، يمكن فهم الوضع الدراماتيكي الذي عصف بجنيف 3 ومسارعة معارضة الرياض إلى الإنسحاب. صحيح أن ستيفان دي ميستورا لم ينعَ المباحثات السياسية ، لكن من اطّلع على ما حلّ بممثلي مؤتمر الرياض وهم يتلقون أنباء الجبهة في منطقة حلب يستنتج أن هؤلاء أحسّوا بهزيمة نفسية رفعت من درجة الإحتقان الذي ميّز مواقفهم قبيل اللقاءات التمهيدية مع دي ميستورا .
لماذا إذاً سيبقى وفد الرياض في جنيف إذا كانت أوهامه بمكاسب سياسية من المحادثات قد أُسقطت ، وسقطت معها معاقل ومشاريع عسكرية في غير منطقة من الجنوب إلى الشمال؟ وهل يمكن المراهنة على انتظام مؤتمر من جديد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بعد كل ما جرى؟
من الطبيعي أن ينكفئ وفد معارضة الرياض عن مسرح جنيف. يجب العودة إلى الرعاة لتقييم الموقف الخطير الذي أفرزه الميدان. حملة تحميل سوريا مسؤولية وقف المحادثات بدأت من باريس وواشنطن وستتصاعد من الرياض وتركيا وغيرها من دول ترعى الحرب على سوريا، وربما سيشهد مسرح العمليات العسكرية ردات فعل عنيفة.
اعتاد السوريون أن يتلقوا أعتى العمليات الإرهابية بالتفجيرات والتفخيخ العشوائي بعد كل هزيمة يتلقاها المسلّحون. هذه المرة الهزيمة مدوّية وردّة الفعل ستكون كذلك، ما يوجب برأي الخبراء عدم الاكتفاء بما تحقّق من إنجازات والاستمرار في ضرب الحديد الحامي ففي بعض التصريحات الأميركية إيحاءات بتحريك جبهات على الحدود السورية.. من الجنوب إلى الشمال.