الفواز: إنشاء هيئة مستقلة للأحزاب أمر هام لتفعيل دورها
حصادنيوز-دعا امين عام حزب الاصلاح الاردني كليب الفواز الى انشاء هيئة مستقلة للاحزاب للمساعدة في تفعيل الحياة الحزبية على ان تقوم الاحزاب بطرح برامجها المقنعة في كافة محافظات المملكة لتقوم بدورها المنشود في تنمية الحياة السياسية.
واضاف الفواز في اطار سلسلة اللقاءات التي تجريها لالقاء الضوء على سبل تفعيل الحياة الحزبية انه في ظل عدم استقرار التشريعات الناظمة للحياة الحزبية فان الأحزاب لن تجد فرصة تسمح بوصولها إلى مجلس الأمة لاداء دورها المنشود .
واشار الى ضرورة إشراك اكبر عدد ممكن من أبناء المحافظات في الانتساب للاحزاب كي لا تصبح الأحزاب نخبوية وأن تمول الاحزاب نفسها بخاصة وان القانون الجديد فتح المجال للاحزاب لتمول انشطتها الانتخاب وفتح المجال امام التبرعات.
وتاليا نص الحوار:
كيف تقيم مشروع قانون الانتخاب ؟
الفواز: لدينا مشكلة في عدم استقرار التشريعات الناظمة للحياة الحزبية وباتت تقر قوانين جديدة كل عامين، والعجز الواضح عن وضع قوانين تحكم العمل الحزبي وتنظم علاقته بالدولة وبممارسة الأحزاب لدورها السياسي ومشاركتها في الحياة السياسية وبالتالي استقرار هذه التشريعات وعدم الاستقرار التشريعي.
الامر الذي ينطبق على التشريعات الناظمة للعملية الانتخابية ( قانون انتخاب جديد ، قانون أحزاب جديد) هذه هي المتوالية التي عايشناها منذ 1989 ومنذ قانون الأحزاب لعام 1992 كما إننا مختلفون على من يتابع أو يطبق قانون الأحزاب هل هي وزارة الداخلية أم وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية على الرغم من موافقتي على نقله كما حدده القانون الحالي إلى وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الا ان من الأولى أن يكون هنالك هيئة مستقلة للأحزاب طالما أن الأحزاب هي التي ستقود الحياة السياسية كما هو مخطط لها في المستقبل.
لكن مشروع قانون الانتخاب الجديد افضل من سابقه على الرغم من ان ليس هنالك قوانين كاملة الا ان هنالك اطر قوانين ثابتة ومحتواها يمكن أن يعدل حسب المصلحة العامة على أن يتم المحافظة على عدد المؤسسين وتأكيده على 500 بدلا من 150 و إشراك اكبر عدد ممكن من أبناء المحافظات لكي لا تصبح الأحزاب مناطقية.
هل أنت مع نظرية عدم قوننة الحياة الحزبية؟
الفواز: ان المرحلة الحالية وبسبب النظرة السلبية التي ينظر إليها المجتمع بسبب الخلفية التاريخية لبعض الأحزاب خصوصا اليسارية والقومية فان العملية الحزبية تحتاج إلى قوانين تنظمها وتفتح لها المجال للتواصل مع المجتمعات وتعطيها حرية التحرك وللأعضاء جذب المنتسبين لتفعل الحياة الحزبية.
أؤكد بأنه ما لم تجد الأحزاب نافذة لها تسمح بوصولها إلى مجلس الأمة فلن تقوم للأحزاب قائمة فعلى المشرع أن يجد هذه الفسحة وليسميها أي اسم شاء.
كيف يمكن ان تعمل منظومة القوانين الناظمة للحياة السياسية في تعزيز برنامج الاصلاح الشامل ؟.
الفواز: عند الحديث عن نهضة أو عملية إصلاح شاملة فأن ذلك يعني المجتمع والقوانين التي تحكمه لا يعقل أن تكون دون عملية إصلاحية سياسية وبمعزل عن إصلاح الاقتصادي والقوانين والأنظمة التي تحكمه، فالعملية شاملة ومترابطة في الجوانب السياسة والاقتصادية والفنية والرياضية والثقافية ولا يمكن ان تعمل بمعزل عن غيرها وكذلك ينطبق هذا على دور المواطن سواء كان رجلا أم امرأة شابا أو فتاة ، فالمشاركة هي التي تحدد المواطنة سلبا أم إيجابا والعملية الإصلاحية بمعناها الشامل هي التي تصهر الجميع في بوتقة واحدة تعمل على تطوير التنمية السياسية وتحدد اتجاهاتها وتعطي الدور للأحزاب أو غيرها من المؤسسات للمشاركة في هذه العملية الإصلاحية.
وهذا ما أكد عليه جلالة الملك من أهمية الترابط بين قانون الأحزاب والانتخاب واللامركزية والبلديات ونحن مع هذا التوجه الواضح لتعزيز المشاركة الديمقراطية بمعناها الشامل.
ماهي برأيكم المعايير التي يجب تفعيلها لاسناد العملية الديمقراطية وتجذيرها ؟
الفواز: ان الديمقراطية هي فكر وممارسة ، فكر القياس بالنسبة له، المجتمع الأردني ككل يفتح المجال لمكونات المجتمع الأردني ويأخذ بالحسبان عاداته وتقاليده ونظمه الاجتماعية ويلبي تطلعاته السياسية وطريقة إدارة السلطة والحكومة .
ولا تعد المعيار الوحيد بظل وجود معايير أخرى للديمقراطية أهمها تغليب المصلحة العامة على الخاصة وحرية التعبير ومدى اقتناع الناس بالحكومات واليات تغيير الحكومات فيما إذا فشلت في تطبيق برامجها التي اتت على اساسها.
ما هي رؤية الحزب تجاه القضايا الحزبية والشؤون السياسية بشكلها العام؟
الفواز: ان حزب الاصلاح وطني أردني يعمل من اجل الإصلاح والتطوير نحو الحياة الأفضل ويعمل على تعزيز المواطنة الصادقة والمخلصة والمنتمية للبلاد والمؤمنة بوحدته الوطنية وقيادته الهاشمية، خاصة وان اهدافنا تشجع على تحقيق التنمية الشاملة وتعميق مفهوم دولة القانون والمؤسسات، ونسعى ان نمثل مكونات مجتمعنا الديموغرافية والثقافية ، لدينا إيمانا بقدرتنا على حل مشاكلنا والمحافظة على استقرارنا وتميزنا.
ونؤمن بأن لدينا تحديات داخلية أهمها مواجهة المشكل الاقتصادي ,الا ان الاردن يمتلك خبرة تراكمية في مواجهة هذه المشكلة المقلقة بخاصة وان الأردنيين يمتلكون القدرة على تشخيص الاختلالات والتحديات.
ويمتلك الحزب رؤية تجاه التحديات التي تواجهنا في أكثر من مجال كالاقتصاد كما أسلفت وفي التعليم ودور المرأة التي أعطاها حزب الإصلاح مساحة في المشاركة في هيئاته ولجانه وتشكل نسبة عالية مقارنة ببقية الأحزاب.
رأيك بنظام تمويل الأحزاب؟
الفواز: تكمن رؤية الحزب تجاه الية تمويل الأحزاب في بداية تشكلها أي لفترة محددة وحتى تستطيع الأحزاب أن تمول نفسها بنفسها واعتقد بان القانون الجديد قد فتح المجال لكي يكون للاحزاب مصادر تمويل خاصة بها كما فتح المجال لزيادة التبرعات وهي خطوات ايجابية على الأحزاب أن تستغلها وتعمل على تطوير مصادرها الذاتية.
ما رأيك بالأحزاب اليسارية والقومية في المرحلة الحالية ومايمر به الإقليم من صراع؟
الفواز: أن مشكلة الأحزاب اليسارية والقومية هي ان هذه الأحزاب هي أسيرة موروثها التاريخي, فلا اليسار بقي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ( النموذج ) ولا التيار القومي بقي بعد أن تشتت بين قطري وقومي وبعد فشل تجاربه في بعض البلدان العربية وجره الويلات على مواطنيها .
كيف ينظر الحزب الى التحديات الإقليمية الخطيرة التي تمزق العديد من دول المنطقة والأردن تجاوزها بحكمة قيادة جلالة الملك ووعي أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ؟
الفواز: إن ما يجري أو يحدث بالإقليم لا يبشر بالخير ولا يضع بداية لفكر يمكن الاحتكام اليه في المستقبل, فكر يوحدنا وينشلنا من حالة الضياع التي يعيشها الوطن العربي عموما وتمزق بالحروب الداخلية عدد من الدول العربية.
لكننا في الاردن تجاوزنا كل هذه الحرائق بفضل رؤية وحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ووعي ابناء الاسرة الاردنية الواحدة في ثباتها وحمايتها للجبهة الداخلية رغم الظروف القاسية التي مرت بها دول الجوار العربي من نزاعات وحروب طائفية وتشريد وقتل لمئات الالاف منهم.
ولا بد لنا ان نفخر جميعا ان الاردن ارسى قواعد السلم والامن والاستقرار رغم كل تلك الاحداث، بل وقدم نموذجا للشعوب المجاورة نموذجا اصلاحيا شاملا.