أين يعمل حرامي شنط المسافرين ؟في مطار دبي أم مطار الملكة علياء الدولي في عمان
حصاد نيوز – إكرام فهيدات – مساء يوم السبت وصلت الطائرة التي تُقل شقيقتي وأطفالها في موعدها على خطوط فلاي دبي 13 /6/2015 فقد اعتادت أسرتها على السفر مع فلاي دبي منذ بضع سنوات لما لها من سمعة طيبة وما تقدمه من خدمة مميزة وبأسعار للتذاكر اقتصادية وتنافسية .. وصلت البيت بوقت متأخر ليلا .. وضعت حقائبها جانبا وذهبوا للنوم ..في صباح يوم الأحد فتحت إحدى حقائبها فوجدتها على غير هيئتها وبعد تفقد محتوياتها اكتشفت أن اشياء ثمينة فُقدت منها .
قررت شقيقتي بعد تجاوز الصدمة بالذهاب لمطار الملكة علياء لتقديم بلاغ بالمفقودات فاصطحبتها في رحلة كان يرافقنا فيها الأمل بأن الثقة والسمعة الطيبة والانجازات والإجراءات المشددة التي ترتبط بمطار الملكة علياء سنجد عندهم حلا ونعرف مصير المفقودات بكل يسر ..بدأت الرحلة عند الاستعلامات بعد السؤال عن الجهة المعنية لتقديم البلاغ طلب منا التوجه للأمن العسكري الذي قام بدوره بعد إجراء اتصال بتوجيهنا للبحث الجنائي.. فانطلقنا نسعى ووصلنا للشباب هناك استمعوا للقصة وقالوا بأنه من المستحيل أن تكون الحقيبة فُتحت بمطار الملكة علياء بسبب الإجراءات حيث يتواجد مندوب من الأمن الوقائي ومندوب من البحث الجنائي مع العمال عند تنزيل الشحن عدا عن مراقبة الكاميرات وقاموا بتوجيهنا إلى مركز أمن المطار .. تحملنا المعاناة لنتابع خيط الامل الذي صار يتلاشى من مكتب لآخر خرجنا من مبنى المطار سيرا على الأقدام باتجاه مبنى مركز أمن المطار .. تم التحقق من الهوية على المدخل وتسجيل الاسم وسُمح لنا بالدخول للقسم القضائي كنا نظن بأن الفرج قريب وسننتهي من تقديم الشكوى بالمركز الأمني ولكن النشامى هناك وبعد إجراء اتصال وجهونا للذهاب لمدعي عام الجيزة لتقديم دعوة ضد شركة فلاي دبي ونقدمها لهم ليقوموا بدورهم باستدعاء مندوب الشركة للذهاب للمحكمة لعل الشركة تدفع لها تعويضا بالمسروقات..
تناقشت مع شقيقتي بعد مغادرة المركز الأمني بخصوص تقديم دعوى ضد الشركة واستغربنا هذا الإجراء النهائي الذي يتجاوز خطوات أساسية كتقديم بلاغ لدى الجهات الأمنية أو لدى الجهات المسؤولة بالمطار أو لدى مندوب الشركة للعلم بالقضية وعند عدم اتخاذ أي إجراء نلجأ للقضاء ثم أن صاحبة العلاقة ليست مقيمة هنا ولن تتمكن من متابعة الجلسات والمحاكم .. اتصلت بزوجها بدبي ولخصت له ما جرى بمطار عمان وطلبت منه تقديم بلاغ في مطار دبي وعند شركة فلاي دبي وعدنا أدراجنا لمبنى المطار ثانية ورجعنا للاستعلامات فقام الموظف بالاتصال مع مندوب شركة فلاي دبي المتواجد بالمطار وتحدثت معه شقيقتي من موبايل فتى الاستعلامات فقال أنهم غير مسؤولين عن فقدان الأغراض الشخصية وأنها لم تتفقد حقائبها قبل مغادرتها المطار وبهذه الاجابة تلاشى خيط الأمل نهائيا بعد ساعتين من الطواف على المكاتب والموظفين وكاميرات المطار التي يتغنون بها من المؤكد أنها وثّقت الحدث.. غادرنا المطار بخفي حنين بعد أن تجرعنا مرارة البيروقراطية .. الجهات التي طرقنا بابها عجزت عن حل قضية نظنها سهلة ويمكن حلها ومتابعتها .
شقيقتي احتسبت ما فقدته عند الله ولا تسعى وراء التعويضات فما فقدته قيمته المعنوية كبيرة وعند مرافقتها في دوامة المطار اليوم رفضت أن أكون شاهدا مستسلما لما شعرنا به من خيبة .. نحن لا ننكر بأن شقيقتي عليها بعض العتب لتركها مصاغها بحقيبة الأمتعة لتذهب مع الوزن وأن هناك بعض الإهمال غير المتعمد ولكنه بدافع من الثقة الكبيرة بالشركة وبالإجراءات الأمنية بكلا المطارين.. ثم أن المفقودات لم تفقدها في قاعات المطارين بل داخل حقيبة تم تسليمها للشركة وتحمل رقم الرحلة ووجهتها وفي كلا المطارين عملية التحميل والتنزيل تمر بمراحل محددة ويقوم بها أشخاص معروفون وخاضعون لمراقبة الكاميرات كما أخبرونا ومتابعة تلك العملية بالمطارين ممكنة والغريب أن لا أحد من الجهات الأمنية أبدى اهتماما أو قلقا بأن هناك ثغرة أمنية مكنت السارق من العبث بأمتعة المسافرين وهذا يعود بالضرر الكبير على ما تتمتع به الأطراف الثلاث من سمعة حسنة وثقة بين العملاء..فنرجو أن يكون التعامل مع القضايا المشابهة على درجة أعلى من المسؤولية حرصا على ما حققته جميع الأطراف من انجازات طيبة.
نهاية القول كل التملص من تحمل المسؤولية لا يمنعنا من القول بأن ما بين مطار دبي ومطار الملكة علياء هناك حرامي