الملك عبدالله يروي كيف نجى الملك حسين من موت محتم في القدس
حصاد نيوز – كان معروفآ عن جدي الاكبر، الملك عبد الله الأول ما يمتاز به من العاطفة والحنو الأبوي. واعتنى جدي الأكبر عناية خاصة بوالدي. كان جدي الاكبر يفهم الإنكليزية ولكنه لم يكن يتكلمها، وهكذا كان أحيانأ يستدعي والدي إلى مكتبه في القصر للعمل مترجمأ له٠ وفي المساء كان يبحث مجريات ذلك النهار على العشاء مع والدي ويشرح له ما انطوت عليه جولة المفاوضات الدبلوماسية التي تولى ترجمتها خلال النهار من تفاصيل ودلالات…٠
ارسل والدي إلى المدرسة الداخلية في مصر، حيث التحق بــ (فكتوريا كولدج) في الإسكندرية التي كانت على الأرجح أفضل المدارس في المنطقة. في صيف العام 1951 كان والدي قد عاد إلى الأردن حين شهد البلد مأساة كبيرة.
ففي العشرين من تموز. وخلال زيارة إلى القدس لأداء صلاة الجمعة، اغتيل جدي الأكبر على يد مسلح فلسطيني عند مدخل المسجد الأقصى. أطلق القاتل الذي كان عضوأ في منظمة الجهاد المقدس المتطرفة ، النار فأصاب جدي الآكبر إصابة قاتلة في رأسه.
كان والدي إلى جانبه وكان آنذاك فى الخامسة عشرة من عمره. طارد والدي القاتل الذي بدأ بفتح النار عليه ، لترتد الرصاصة الثانية التي اطلقها ، بأعجوبة ، عن وسام كان معلقأ على صدره ولينجو والدي من موت محتم، بينما مسحت الرصاصة الثالثة احدى أذنيه. قتل القاتل على أيدي رجال الحرس المرافقين لجدي الأكبر وفي ما بعد أوقف ستة أشخاص حوكموا وصدرت بحقهم أحكام بالاعدام على دورهم في المؤامرة. نفذ الحكم باربعة منهم، فيما استطاع اثنان اللجوء إلى مصر التي رفضت تسليمهما إلى الأردن.
نعى عديد من دول المنطقة والعالم جدي الاكبر، مستنكرأ اغتياله. ووفقأ للدستور الذي ينص على ان يخلف الملك ابنه الاكبر اعتلى العرش من بعده جدي طلال بن عبد الله الذي كان قد تخرج من الاكاديمية الملكية العسكرية في ساندهرست في المملكة المتحدة وخدم في الجيش العربي ضابطا في سلاح الفرسان. وتبعا لذلك، أصبح والدي وليأ للعهد.