استبعاد مواجهة عسكرية بين الاردن و ” داعش “

25

120766_1_1432714541

حصاد نيوز – استبعد محللان أردنيان تورط تنظيم “داعش” في مواجهة عسكرية مع الأردن على المدى المنظور، وذلك عقب تقدم التنظيم في سوريا والعراق واقترابه من مناطق حدودية مع الأردن.

وفي تصريحات للأناضول، قال المحلل السياسي، عامر السبايلة، الخبير بالدراسات الشرق أوسطية: “بالنسبة للأردن هناك الكثير من المعطيات التي تشكل قلقًا له بلا شك، عقب اقتراب التنظيم من المناطق الحدودية الأردنية المباشرة في ظل غياب استراتيجية دولية أو إقليمية موحدة تمنع الحد من انتشاره وتوسعه وتمدده”.

وأشار إلى أن “اقتراب التنظيم من الحدود الأردنية يسقط تمامًا الفرضيات التي كان الساسة الأردنيون يتحدثون عنها، على قاعدة أن الأردن يستطيع خلق حزام أمني في منطقة الأنبار (غرب العراق) ومنطقة جنوب سوريا قوامها السكان والعشائر، ليشكلوا بالتالي خط دفاع أول عن البلاد في وجه التنظيم الأكثر تطرفا في العالم”.

وأضاف: “لا أعتقد أن داعش يستطيع في هذه المرحلة تنفيذ هجوم مباشر على الحدود الأردنية، لكن بلا شك هناك تكتيكات قد يتم اللجوء إليها لاحقا باعتباره يسيطر على منطقة التشابك الحدودية للأردن وسوريا والعراق والتي تعتبر في طبيعتها منطقة رخوة أمنيًا، وخاصرة ضعيفة، استخدمت غالبا في التهريب وكممرات لتسلل المسلحين”.

من جانبه، أيّد المحلل العسكري، فايز الدويري، وجهة نظر السبايلة التي تستبعد تورط داعش في الإقدام على التقدم باتجاه الأراضي الأردنية، معتبرًا أن التنظيم يرسّخ وجوده في سوريا والعراق، وأولوياته حاليا العراق ثم سوريا”.

وأعرب عن استبعاده لتمدد التنظيم صوب الأراضي السعودية، إلا من خلال عمليات انتحارية على غرار ما حدث في مسجد علي بن أبي طالب بالقطيف شرقي السعودية الجمعة الماضي.

وعن الإجراءات التي من المتوقع أن يتبعها الأردن،أوضح الدويري أنه “من حيث المبدأ فإن الاستراتيجية العسكرية الأردنية ستكون دفاعية عن أمنه الوطني وحدوده، وسيمضي في إحباط ومنع أي محاولات تسلل أو اقتحام، إلا أن الأردن قد يعمد إلى إعادة توزيع قواته وإعادة تموضعها وانتشارها الحدودي، وقد يرفع عديد هذه القوات مع رفع درجة التأهب والجاهزية”.

ولفت إلى أنه “إذا حصلت تجاوزات وتم حدوث اختراق حدودي وهو ما قد يحدث لأية دولة، فهنا يمكن أن يبادر الأردن بتوجيه ضربات انتقامية محدودة، لأهداف منتقاة بعناية عبر عمل استخباري مكثف، أما أن يدخل في حرب مفتوحة ويرسل قواته إلى عمق العراق وسوريا فلا أتصور حدوث ذلك”.

ويبلغ طول الحدود الأردنية العراقية قرابة 181 كم، ومع سوريا 375 كم، والتي تشهد كلاهما اضطرابات أمنية واسعة نتيجة الصراع الدائر فيهما والذي يسيطر فيه تنظيم ” داعش ” على مشهدهما العام.

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلن العراق رسمياً انطلاق عملية تحرير محافظة الأنبار (غرب) من قبضة “داعش” بعد أكثر من أسبوع على إحكام التنظيم سيطرته على مدينة الرمادي مركز المحافظة ذات الغالبية السُنية.

ورغم خسارة “داعش” للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى(شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014.

ويشارك الأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويشن غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

قد يعجبك ايضا