الأول بالشرق الأوسط .. فريق نسائي أردني لإزالة الألغام

26

120028_1_1432366334

حصاد نيوز – ينزلن إلى ميدان العمل التطوعي يوماً واحداً من كل أسبوع، عُدتهن الدعاء إلى الله لحمايتهن من أي مكروه، وبعض المعدات الخاصة بالعمل، لكنه عملٌ ليس كأي عملٍ تطوعي آخر، إذ يتطلب من “عرين حسين”، وزميلاتها المتطوعات العشر، نزع الألغام من الأرض، شعوراً منهن بمسؤوليتهن تجاه مجتمعهن الذي يعشن فيه، وتحديداً في محافظة المفرق.

ومع الصباح الباكر، تتأهب الفتيات الأردنيات، كفريق عمل تطوعي لنزع الألغام من أحد الحقول القريبة شرقي المملكة، مع وجود مشرف خاص عليهن، بالإضافة إلى مسعف خاص.

وتؤكد الفتيات، من خلال ما أوضحن ، أن “النساء لسن عاجزات عن القيام بأية مهمات جسدية شاقة من تلك الأعمال الخاصة بالرجال”.

وينشط الأردن منذ 15 عاماً، في عمليات إزالة آلاف الألغام المزروعة في مناطق شمالي وشرقي المملكة، حيث تعمل منظمات ناشطة في مجال إزالة الألغام على تطهير حقول ممتلئة بالألغام هناك

– قصة وإرادة
ودون أدنى اهتمام بمصيرها الذي قد ينتظرها أثناء عملها في نزع الألغام، تقول عرين حسين، وهي أم لثلاثة أبناء، وتعيش في محافظة المفرق شرقي العاصمة عمان: “أعترف أنني أخاف في بعض الأحيان، لكن هذا لن يمنعني عن مواصلة عملي”.

وتضيف: “أخي فقد قدمه، نتيجة لغم أرضي قبل نحو 10 أعوام، ومنذ تلك الحادثة قررت العمل بشكلٍ تطوعي لنزعها”.

وتواصل معبرة عن سعادتها: “أكون في غاية السعادة حينما أكتشف لغماً هنا أو هناك ثم أقوم بإبطاله؛ لأنني بذلك أكون قد أنقذت إنساناً أو حيواناً من الموت”.

– الأول في منطقة الشرق الأوسط
الفريق النسائي الأردني يعتبر أول فريق للنساء المتطوعات في منطقة الشرق الأوسط. وحول طبيعة عملها، تبيّن عرين: “من خلال الماسحات الخاصة التي تتوفر بين أيدينا، نستطيع الكشف عن أماكن الألغام، خاصة تلك المضادة للأفراد، والمضادة للمدرعات، ونقوم بإزالتها”.

ويبدأ عمل مزيلي الألغام المتطوعين، البالغ عددهم 165 عاملاً، من الذكور والإناث، عند الساعة السابعة صباحاً وينتهي الواحدة بعد الظهر، ويستعملون أدوات الإزالة التي تسبقهم بمسافة مترين لإزالة التراب حول اللغم؛ تمهيداً لإخراجه باليدين ووضعه في صندوق مخصص له.

– دعم دولي
ويرتدي مزيل الألغام ملابس خاصة لحماية المناطق الحساسة من جسمه؛ وهي الرأس والصدر والبطن والفخذان، أما القدمان فالحذاء المخصص يحميهما في حال حدوث انفجار بنسبة 70%.

الاتحاد الأوروبي الذي مول مشروع إزالة الألغام، يرى أن هذا المشروع يسهم في تحسين حياة أهل المنطقة، سواء من ناحية إيجاد فرص عمل لهم في المشروع، أو تطهير أراضيهم الزراعية الخصبة من الألغام؛ ليعودوا لزراعتها، أسوةً بجيرانهم على الجانب الشمالي من السياج.

– حصاد الأرواح
وأعلنت الهيئة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل، تطهير منطقة وادي عربة، التي وصلت أعداد الألغام فيها إلى ما يربو على 51 ألف لغم أرضي، وفق تقديرات الهيئة، التي تؤكد أن عدد الضحايا منذ زرع الألغام بعد الحرب العربية الإسرائيلية، وصل إلى 670 شخصاً ما بين قتيل وجريح.

وتقول الهيئة الوطنية الأردنية لإزالة الألغام، إنها “تمكنت من إزالة حوالي 170 ألف لغم، معظمها من الألغام التي قامت إسرائيل والأردن بزرعها في مناطق مثل وادي عربة، ومعظم العمل تم خلال السنتين الماضيتين بمساعدة الدول المانحة مثل النرويج وكندا”.

وتقوم الهيئة الوطنية بالمهمة، بدعم من “سلاح الهندسة الملكي، وبتمويل من حلف شمال الأطلسي، ويهدف إلى البحث عن مخلفات الحرب على الأراضي الأردنية، بمساعدة الدفاع المدني ووزارة التربية والتعليم والهلال الأحمر والصليب الأحمر واليونيسف”.

قد يعجبك ايضا