جرّاح الأطفال الدكتور “محمد أبو ريشة” ترك أسرة مكلومة تنتظر العدالة
حصاد نيوز – تركت الطعنة القاتلة التي تلقاها جراح الأطفال الدكتور المرحوم محمد أبو ريشة في صدره، عائلة مكلومة وطفلاً لن يراه، وسجلاً طبياً حافلاً بالعطاء وراءه، بعدما “أدخل السعادة إلى مئات المنازل الأردنية” على حد وصف المسؤولين عنه.
وقتل طبيب جراحة الأطفال أبو ريشة 44 عاما، طعناً أمام منزله في شفا بدران وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق الجاني الذي تقول عائلة المغدور بأنه متعاط للمخدرات قتله دون وجه حق وتطالب بإعدامه.
ولطبيب الأطفال أبو ريشة 5 بنات أكبرهن ياسمين وعمرها 10 سنوات وسدين وأفنان وتقى وإسلام، وزوجته حامل في شهرها الأخير.
وبحسب سجلات مستشفى البشير، أجرى المرحوم نحو 1035 عملية جراحية لأطفال، في آخر عامين ونصف فقط، أي بما يعادل 414 عملية سنويا.
بدأ الدكتور محمد زايد سليمان أبو ريشة، عمله يوم 16-8-1999، وأصبح أخصائياً مساعداً بجراحة الأطفال اعتبارا من 1-5-2008، والتحق بكوادر المدينة الطبية للتدريب عام 2010 ولغاية 2013.
وفي آذار 2013 باشر المرحوم عمله في مستشفى البشير كاختصاصي جراحة أطفال بعد نقله من مستشفى الشونة الجنوبية، وفي تاريخ 9/9/2014، أصبح المرحوم ضمن أربعة أطباء مختصين بجراحة الأطفال فقط يعملون في مستشفى البشير.
وبحسب السجلات كلف المرحوم بالعمل أكثر من مرة في مستشفى الأميرة رحمة التعليمي بإربد، وكان آخرها انتدابه مطلع الشهر الحالي لمدة شهر واحد هناك.
ويصف مدير مستشفى البشير الدكتور احمد قطيطات جريمة قتل الطبيب أبو ريشة، بالفاجعة التي ألمت بالقطاع الطبي بفقدان زميل وجندي كرس كل وقته من أجل خدمة الوطن”.
ويوضح ” ما حصل يصعب الحديث عنه، كلنا مصدومون، وما حصل هو بالتأكيد ناجم عن بعض مفرزات المجتمع التي
باتت تغذي مثل هذه العقليات الإجرامية التي تتنافى مع قيمنا وديننا ومعتقداتنا”.
ويقول ” هذا هو جوهر الموضوع، القاتل الذي أدمى قلوبنا جميعا بفقدان جندي من جنود هذا الوطن، أخصائي جراحة الأطفال”.
ويتابع ” فقد مستشفى البشير على وجه الخصوص طبيباً صاحب اختصاص نادر خلال السنوات الأخيرة، خدم أطفال المملكة في أكثر من محافظة، وأدخل السعادة إلى مئات المنازل الأردنية”.
“ليس من المعقول أن ينتهي أمره وعائلته بهذا الشكل المروع الذي حتى في قانون الغاب لا يحدث مثل هذا الجنوح واستسهال الجريمة” يقول قطيطات.
وكان مجلس نقابة الأطباء أعلن الحداد العام والتوقف عن العمل باستثناء الحالات الطارئة في أعقاب مقتل أبو ريشة.
ويعلق الدكتور قطيطات بقوله ” رغم الحداد والفاجعة التي ألمت بزملائه إلا أنهم أجروا عملية زراعة كلية لأحد المرضى ونجحوا في ذلك، رغم كل ما يعتريهم من أسى وحزن”.
ويضيف ” هناك عشرات المرضى الأطفال سينتظرون طويلا حتى الحصول على موعد، بعد النقص الذي أحدثه مقتل الطبيب كونه ضمن أربعة أطباء اختصاص جراحة أطفال يعملون في أكبر مستشفيات الأردن الحكومية”.
وينهي حديثه بالقول ” مثل هذه الفئة المجرمة، لا يمكن أن تعكس صورة مجتمعنا، إلا أن الأمر يتطلب جهدا كبيرا على كل المستويات لاجتثاث مثل هذه الغرائب، وإلا فإن الأمور ذاهبة لمنحى لا أحد يقوى على تفسيره”.