الملك:حتى لو كان ابني!
حصاد نيوز – بسام الياسين
النسور: ليست هنـاك رؤوس فاسدة عصية على الكسـر!
بـينـو : مكافحـة الفسـاد ستـعلن عن قضية فسـاد كبـيرة !
لا يُلام المواطن ان خرج من جلده شاهراً سيفه على من سلبه حقوقه،ورافعاً عقيرته على مَنْ ظلمه جراء سياسات فاشلة،و سوء تخطيط ساهمت في افقاره .نُخب فاسدة مقيتة سرقت مدخراته،واستنزفت موارده،وشفطت مخزون مياهه في اكبر عملية نصب مشرعنة. مجموعة متنفذة استاجرت اراضي الدولة بالملاليم و سحبت المياه الجوفية لري مزارعها وتصدير منتجاتها،لمراكمة المزيد من الارصدة بينما نخبة اخرى باعت تراب الوطن لتبني لنفسها القصور الخرافية.فيما الثالثة سلكت اقصر الطرق للهبش من”الكاش”.
*** المشاهدة الظاهرية لإوضاع النخبة المنحرفة،بذخها الاسطوري،اساطيل سياراتها،ارصدتها المليونية، مصروفاتها اليومية،رحلاتها الاوروبية.كلها وقائع مؤكدة تؤكد ان اموالها لم تات من حلال من دون الحاجة الى الاستعانة بعقلية انشتاين،ولا فهلوة مخمن عتيق تساقطت اسنانه في دائرة الاراضي.جرائم تفصح عن ذاتها عملاً بقول المتنبي: “وهل يحتاج النهار الى دليل”.ففي الوقت الذي يعتاش المواطن على البندورة،ويشرب المياه العكرة،تُقدّر تكاليف ستائر قصر احد “الكفرة” بنحو “400”الف دينار.
*** هؤلاء “البررة المبشرين بالجنة” يرون في الوظيفة الحكومية وجاهة اجتماعية لا خدمة عامة، فالتقاعد عندهم إهانة تتحول الى مناصبة الدولة العداء.ويرى هؤلاء ان الوظيفة مشروع استثماري للكسب السريع.من هنا جاء خراب مؤسسات الدولة.
*** انقشع الضباب امام العامة و اصبحت الرؤيا اكثر وضوحاً بعد الكم الكبير قضايا الفساد المعلنة والمخبوءة ،كان آخرها ما طرحه النائب عطية حول برنامج التحول الاقتصادي والقائمين عليه،وشبهات حول بعض انسباء العائلة المالكة،ومدى صدقية قصة اعادة “50”مليون دينار من لدن قائد جيش سابق.و حصول بعض الامراء و الاشراف ورجال الاعمال،وشخصيات وازنة على الجنسية اللبنانية؟.وهل الاردن اصبح مجرد فندق للاقامة؟!.
*** ضمان كرامة الانسان،رعايته،وحمايته واجب على الدولة التي تحترم افرادها.هذه علاقة جدلية بين الفرد والدولة.فكما خدمته صحياً في طفولته،وساهمت في تعليمه شاباً،وهيأت له فرصة عمل بعد تخرجه،يكون المواطن شديد التعلق بوطنه،عميق الانتماء له،مغواراً في الدفاع عنه.عوامل ينبع منها الاستقرار، يكون الوطن للجميع وفوق الجميع.و ليس صنيعة نخبة مقيتة فاسدة ومفسدة هيمنت فيه على السياسة لسرقة السلطة والثروة.
*** صحونا على وطن يعج باللصوص،ومسلسل لم ينقطع من قضايا فساد رغم كثرتها هو راس جبل الجليد،اما ما بطن فهو الادهى،بينما مكافحة الفساد تبحث عن اكباش فداء بين فترة و اخرى لاسكات العامة،لكن الاهم فتح قضايا اصحاب السلطة والسطوة ممن لا يجرؤ احد على الاقتراب منهم واختراق حصونهم المسورة بالاسلاك الشائكة.الاكثر اهمية فتح ملفات الاراضي من شواطىء العقبة حتى جامعة العلوم والتكنولوجيا على مشارف الرمثا،التهرب الضريبي،العطاءات التلزيمية،النفط،منحة النفط الكويتية المغدورة،الشركات الكبرى لابناء المسؤوليين وزوجاتهم،برنامج التحول الاقتصادي،الرواتب الخرافية…؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.
*** محاربة الفساد لا تكون بالقطعة او بنظام الفزعة حسب الطقس السياسي،كذلك لا تكون بالبحث عن خراف صغيرة لتقديمها اضاحي لرشوة الجماهير و اسكات الحراكات.فالبلد غارق بالفساد حتى ارنبة انفه.جرائم اقتصادية اقترفت في وضح النهار،ومبالغ ضخمة هُربت تحت بصر الاجهزة المختصة،مما هددت امن الدولة الاقتصادي و السلمي الامر الذي يستدعي تفعيل قانون من اين لك هذا باثر رجعي.فسرقة لص واحد لـ ( 300) مليون دينار كافية لاعمار الجنوب،ما يعني ان سرقات اربعة لصوص كفيلة باصلاح الجهات الاربع.
*** العملية التطهرية للفساد يجب ان يرافقها عملية تثقيفية باعادة صياغة الفكر الجمعي وتحريره من ثقافة الفساد والرشوة والمحسوبية،ورواسب الدولة الريعية القائمة على الكسل والتواكل وانتظار المنح والمكرمات والعطايا.و لتجاوز هذه السلبيات القاتلة، المطلوب بناء قاعدة اقتصادية انتاجية لا تقوم على الخدمات وبيع الموارد و اصول الدولة بل على ادرار دخل للميزانية حتى تملك قرارها السيادي بعيدا عن ضغوطات صندوق النقد الدولي،والتوسل للاصدقاء والتسول من الاشقاء.
*** في زيارة تاريخية ملكية لهيئة مكافحة الفساد قال الملك حرفياً لإعضائها:لا تهاون مع فاسد حتى لو كان ابني.و قال الرئيس النسور اكثر من مرة :ليست هناك رؤوس فاسدة عصية على التكسير..فمادام الامر كذلك لماذا يدفع الشعب فاتورة فساد النخبة الفاسدة ورفاهيتها وفجورها؟!.ولماذا لا تُتسرد الاموال المنهوبة من الكبار ذوي السلطة والسطوة؟!.فسكوت الدولة عليهم يعني فتح جبهة عداء مجانية مع الناس.الاصوب كشف المستور و الاعلان عن المسكوت عنه لاقناع الناس بما هو مُقنع.الاقناع العقلي العملي يبدأ بتكسير رؤوس الحرامية الكبار وفرم اصابعهم ،فعندما سرقت المخزومية ذات الحسب والنسب ،تدخل الصحابي زيد بن حارثة للتوسط لها عند النبي صلوات الله عليه فغضب عليه السلام و قال قولته التي ما زالت ترن في ضمير التاريخ:”والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.
*** يُروى في ـ سالف الزمان ـ عن جابر بن الازدي الزاهد الورع انه انتزع قصبة “عوداُ” من حائط قوم ليطرد بها الكلاب عن نفسة.فلما اتى البيت امر اهله بالاحتفاظ بها.فقالوا له:يا سبحان الله حتى القصبة تريد ان تردها.فقال لهم: لو ان كل واحد مر بذلك الحائط وانتزع قصبة من الحائط لم يبق منه شيء.فلما اصبح الصبح ردها لمكانها،اما لصوصنا فقد انتزعوا وطننا، ولم يبق منه شيء،لهذا سنقاتلهم حتى يعيدوه لنا.
*** ويُروى ـ حديثاً ـ ان مصر العظيمة ادارت معركة اعلامية ودبلوماسية مع فرنسا لاسترداد خصلة شعر انتزعها خبير فرنسي من راس مومياء الملك رمسيس الثاني لدرجة ان الصحف المصرية عنونت صفحاتها الاولى :العلاقات المصرية الفرنسية معلقة بشعرة.و انتصر المصريون باستعادة الخصلة و الصقوها بقرعة الملك المكشوفة.
*** ما يلمع ـ اليوم ـ في أُفقنا ليس برقاً يٌبشر بموسم خير،لكنه نذير قيامة لا تُبقي ولا تذر ستنفجر فوق رؤوس النخبة الفاسدة التي اهلكت الزرع والضرع.فهذا زمن الشعوب المقهورة التي انتفضت لتسترد اوطانها، لا زمن الفرد الواحد،ولا النخبة “المعصومة”،ومن كان عنده ذرة شك واحدة فلينظر الى الشوارع العربية وما يحدث فيها،والى الميادين العامة ومَنْ يحتشد بها؟!.