عشائر الأنبار حائط الصدّ الأخير للأردن في مواجهة “داعش”

30

114466_1_1429463979

حصاد نيوز – وكأن المعركة تجري داخل حدوده الجغرافية، وعلى أراضيه يتابع الأردن باهتمام بالغ تطورات المعارك الدائرة في محافظة الأنبار، المحاذية للحدود الشرقية للمملكة، بين الجيش العراقي وعناصر تنظيم “الدولة” المعروف إعلامياً بـ”داعش”.

دعم أردني بلا حدود
ووفق مصدر رفيع المستوى وقريب من مطبخ القرار الأردني، فإن المملكة قامت مؤخراً باستحداث ما يشبه غرفة عمليات مشتركة بين القيادتين الأردنية والعراقية، لمتابعة تفاصيل المعارك بالأنبار.

في حين أكد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مطبخ القرار الأردني أعلن عن دعمه المطلق لجهود الحكومة العراقية والتحالف الدولي؛ لإعادة محافظة الأنبار لحكومة العراق، ووضع كل الخبرات الأردنية، على جميع المستويات العسكرية والاستراتيجية والأمنية، تحت تصرف التحالف؛ لإنهاء المعركة لصالح الحكومة العراقية، مع الإشارة إلى أن معركة الأنبار تمثل بالنسبة للأردن “أهمية بالغة”.

وتتابع الجهات الرسمية الأردنية، “بعناية شديدة” آخر المستجدات على الساحة العراقية، في ما يتعلق بالحرب على تنظيم “الدولة” في الأنبار وغيرها من المدن العراقية؛ لارتباطها مباشرة بمصالحه الاستراتيجية وأمنه الوطني.

حالة تأهب قصوى
على المستوى العسكري، بدت أجهزة الدولة من قوات مسلحة وحرس حدود “في حالة تأهب شديد” على الحدود الأردنية العراقية، للرد على أية محاولات محتملة لاختراقها والمس بالأمن الأردني، في حين يعول الأردن بشكلٍ مباشر على دور العشائر السنية في الأنبار في طرد عناصر “التنظيم” من المدينة، لا سيما أن الأردن مرتبط بعلاقات جيدة مع المكون العشائري في الأنبار.

إلى ذلك نشرت مديرية الأمن العام الأردنية بتنسيق مع بقية أجهزة الدولة، المئات من دوريات الشرطة على جميع الطرق الرئيسية لخطوط النقل البرية الواصلة من العراق وإليه، بعد أن سرت معلومات عن محاولة مئات المصريين الذين يعملون في العراق، دخول الحدود الأردنية مع العراق؛ هرباً من المعارك المحتملة بين “التنظيم” والحكومة العراقية.

تحذير من نزوح جماعي
أوساط نيابية أردنية رجحت نزوح آلاف العراقيين، لا سيما من النساء والأطفال من محافظة الأنبار باتجاه نقطة حدود “طريبيل” مع الأردن؛ بسبب اشتداد المعارك العسكرية بين الجيش العراقي النظامي وقوات الحشد الشعبي، وبين مقاتلي تنظيم “الدولة”.

خلافات استراتيجية
نزوح العائلات العراقية المحتمل تجاه الأراضي الأردنية، وليس إلى أي مكان آخر داخل العراق، يأتي في ظل ما تقوم به الحكومة العراقية من طلب “كفلاء” للمواطنين النازحين من محافظة الأنبار تجاه بغداد، وهو الأمر الذي أغضب السلطات الأردنية، لا سيما أن هذا يأتي مع إعطاء حكومة العبادي الغطاء الشرعي لعناصر الحشد الشعبي، للقيام بعمليات تطهير عرقي تجاه المواطنين “السُّنة” في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وهو الأمر الذي أحرج الأردن الرسمي، الذي يرى في الحكومة العراقية امتداداً استراتيجياً له.

وعلم بأن المؤسسات السيادية الأردنية اتخذت قراراً قطعياً، وأبلغت المجتمع الدولي بأن الأردن لن يكون بحال من الأحوال على استعداد لاستقبال أية موجات من اللاجئين العراقيين داخل الأراضي الأردنية.

لقاء سيادي
إلى ذلك رجحت مصادر حكومية ، أن يجتمع العاهل الأردني، عبد الله الثاني، في عمان خلال الساعات القادمة ببعض القيادات السنية العراقية؛ لبحث التطورات الأمنية والميدانية في محافظة الأنبار، والتي تضم منفذ طريبيل الحدودي وهو المنفذ الوحيد بين العراق والأردن.

وكان وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، قد صرح خلال زيارته لعمان في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حين استقبله العاهل الأردني بالزي العسكري، أن بلاده تتطلع لبناء جيش مهني، وتريد الاستفادة من الخبرات الأردنية في مجال تدريب القوات العراقية.

أما وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، فأكد في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، أن بلاده على استعداد لمساعدة القوات العراقية “تدريباً وتسليحاً، ضمن إمكانيات مصانعنا العسكرية؛ كي تنجح في حربها ضد الإرهاب”.

مواجهة مباشرة
وبات لا يفصل الجنود الأردنيين عن مقاتلي تنظيم “الدولة” سوى بضعة كيلومترات من الأراضي الصحراوية، ما يشكّل مصدر قلق للأردنيين، الذين قاموا أخيراً بتجهيز نحو 2400 من أبناء العشائر السنية، ومن عشائر الأنبار على وجه الحصر، والتي من المقرر أن تغادر الأراضي الأردنية تجاه العراق لقتال “داعش”، بعد أن استعدت للمعركة القادمة من خلال استخدام أسلحة متوسطة وخفيفة.

قد يعجبك ايضا