زيارة جودة لطهران… مفاجأة للمراقبين ورهان على تعزيز مصالح الأردن
حصاد نيوز – فيما شكل إعلان خبر زيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية ناصر جودة، الى طهران اول من امس الجمعة، مفاجأة للمراقبين، اتفق سياسيون، على الأهمية الكبيرة، لهذه الزيارة، في الوقت الحالي، لا سيما وان ايران، هي قوة محورية في المنطقة، ولاعب أساسي فيها، كما أنها “شريك” في محاربة “داعش”.
واعتبر سياسيون،أن دور إيران وأهميتها المتزايدة في المنطقة، يجعل العلاقات الجيدة معها “مصلحة أردنية”، فهي إلى جانب دورها المهم، في محاربة “داعش” بالعراق، فان من مصلحة الأردن ايضا، ان يفهم ما يجري “بخصوص التفاوض بينها وبين أميركا والغرب”.
الوزير الأسبق، وسفير الأردن السابق لدى طهران، بسام العموش، يعتقد ان الأردن مدرك لدور ايران المتزايد، رغم أن علاقة المملكة حذرة بهذا البلد، بسبب الخلاف حول الملف السوري، الا ان هذا لا يمنع اللقاءات بين المسؤولين.
ويشير هنا الى زيارة وزير الخارجية الإيراني السابق الى الأردن، بينما تأتي زيارة جودة، الان، في ظروف مختلفة، في ظل التحالف الدولي، ومقاتلة “داعش” التي تتم من قبل “الأردن وايران”.
ويعتقد العموش ان الزيارة تعد مصلحة اردنية، مع الأخذ بالاعتبار النقاط، التي سيتم بحثها، وعلى ماذا سيتفق الجانبان، فـ”ايران تفاوض اميركا والغرب الآن، ومن مصلحة الأردن أن يفهم ما يجري، وكذلك من مصلحته تحييد الأذى الذي يمكن ان يلحق بالأردن في هذه الظروف”.
ويوضح أهمية الزيارة بقوله “عندما تريد تحقيق مكاسب، فعليك معرفة اللاعبين الأساسيين في المنطقة، وهم اميركا واسرائيل وايران”.
العين والدبلوماسي السابق حسن ابو نعمة، يرى انه من المفترض، ان تكون علاقاتنا مع ايران طبيعية، فـ”لدينا سفير في طهران، يقابله سفير لدينا في عمان”.
ويرى ابو نعمة ان زيارة جودة، هي بلا شك “حدث مهم” في هذا الوقت بالتحديد، ونحن نخوض “معركة ضد الارهاب والتطرف، بينما ايران تملك دورا مهما على هذا الصعيد، فهي تشارك بالعملية في العراق”.
ويؤكد ابونعمة، مبعوث الأردن الأسبق لدى الأمم المتحدة، انه “ضد معاداة ايران في هذه الظروف، وانه لو كان لدينا قضايا اردنية او عربية (عالقة) معها، فيجب حلها”، لأن ما نواجهه، يتعدّى بالأولوية أمورا أخرى.
وتعد زيارة مسؤول، بحجم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية “مهمة جدا”، وهي أمر ايجابي، وفقا لأبي نعمة، سواء اكانت الزيارة “ستخفف من حدة الخلاف مع دول عربية، أو أنها ستنسّق لمعركة تهددنا جميعا”.
الوزير الأسبق بسام حدادين، يعتبر ان دولة مثل الأردن، “باتت بحكم تطورات الاقليم محط اهتمام كل دول المنطقة، وانه من الصحيح ان ينفتح الأردن على كل دول المنطقة، ويتبادل الرأي والمشورة معها، ويبحث عن مصالحه، ومصالح السلم في المنطقة”.
ويعتقد حدادين ان الزيارة تأتي في هذا السياق، الا ان هذا لا يعني “اننا نوافق على سياسات ايران في الإقليم”، بحسب عباراته.
وكان الأردن عيّن السفير عبدالله أبو رمان، ممثلا للمملكة لدى طهران، قبل اشهر، بعد 12 عاما من غياب السفير الاردني عن إيران، واقتصار تمثيل المملكة على القائم بالأعمال نصار حباشنة “حينها” في السفارة الأردنية.
الأكاديمي والباحث المختص في الشؤون الايرانية الدكتور ايمن الشريدة، أبدى تفاجأه بالزيارة، الا انه أكد أن توقيتها الآن يأتي وسط تحولات دولية واقليمية، خاصة في الشرق الأوسط..
اما دوليا، فهناك تحولات تشمل ايران، وهي الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، وانعكاساته على المنطقة العربية، وكذلك على الصعيد الاقليمي، فهناك “محاربة الارهاب و”داعش” بالدرجة الأولى”.
ويشير الشريدة الى ان ايران تعتبر الان “الدولة الشرق اوسطية الاستراتيجية، واللاعب الأهم، والمسيطر على مفاصل اللعبة في المنطقة”، وانه “بدون ايران، فلن يكون هناك حل لجميع القضايا الأساسية في المنطقة، وبالتالي فان ايران هي اقوى من اي وقت مضى الان”.
ويرى ان قوة ايران تتأتى من أنها “تملك امكانيات اقتصادية هائلة، وبعدا استراتيجيا عميقا، لتفرض حلولها على كل قضايا المنطقة، ولا يمكن القضاء على “داعش” والمجموعات التكفيرية الارهابية، الا بالتنسيق الدبلوماسي والأمني مع ايران وغيرها من الدول الفاعلة”، كما ان هناك توجهات دولية، لاعادة زخم العلاقة بين ايران وبعض الدول، المحسوبة على المعسكر الغربي، وفقا له.
وفيما كان بيان صدر عن وزارة الخارجية عصر الجمعة، قال ان جودة سيجري خلال الزيارة، مباحثات مع كبار المسؤولين في ايران، فان هذه هي اول زيارة، لمسؤول أردني رفيع، منذ سنوات طويلة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قام بزيارة تاريخية إلى إيران، العام 2003، استجابة لدعوة من الرئيس الإيراني، حينها، محمد خاتمي.