والد الشهيد يكتب… يامعاذ .. اهنأ بالشهادة الكاملة عند ربك

حصاد نيوز – كتب صافي الكساسبة والد الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة :

يامعاذ.. لست الاخير في سجل قوافل شهداء الحق .. فستتلوك ارتال … وارقام من الشهداء.. فالسلام عليك في الخالدين .. وارفع رأسك .. لانك من دون شهداء الاردن انت الوحيد الذي ذاق الشهادة بطريقة لم تشهدها البشرية من قبل الا عند قوم عاد .. الذين حفروا الاخاديد .. واضرموها نيرانا .. ثم القوا فيها المؤمنين بالله ليلقوا ربهم محرقين كما فعلت بك عصابة داعش .

يامعاذ .. لم يكتف الداعشييون بحرق جسدك بل تمادوا بالتمثيل بجسدك قبل الحرق .. واثناء الحرق .. وبعد الحرق … والفيديو الذي شاهده العالم اجمع ولم اشاهده ولن اشاهده مطلقا هو شاهد على فضاعة مالقيت من صنوف التنكيل بك ..حقدا عليك وعلى الاردن شعبا وحكومة وخوفا من جرئتك .. فان هم قتلوك .. اسيرا .. غريبا .. اعزل من سلاحك .. اعزل من اهلك .. اعزل من رفاق سلاحك .. وحيدا بين صفوفهم المصوبه عليك بنادقهم .. مكشوف الوجه .. شامخا .. تتفحصهم .. وكأنك قائدا يتفقد حرس الشرف .. اما هم فسواد وجوههم خافوا بسالتك وهيبتك .. مرتجفين من وهج شموخك .. فان قتلوك وحيدا فقد قتلتهم مجموعين خائفين .

يذكرون الرقم (154) رقم طيارتك الf16 وانت تقرأ في نفسك الاية رقم 154 من سورة البقرة ‘ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات , بل احياء ولكن لاتشعرون ‘ وحين دخلت قفص الحرق .. وراسك الى السماء مرفوع . تقرأ وانا والدك اعرف ماذا كنت تقرأ .. كنت تقرأ. سورة الفاتحة .. واية الكرسي.. والسورة التي كنت توصينا كثيرا ان نكرر قراءتها ‘تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير’ .. سورة الملك … حتى لقيت ربك راضيا عنك .. ان شاء الله .

يامعاذ .. اهنأ بالشهادة الكاملة عند ربك .. فقد فزت بالشهادة كاملة وفي اعلى مراتبها .. فقد استشهدت نائلا اياها بمراتبها العشر .. مقاتلا في سبيل الله .. مقتولا صابرا فانك اسير مقيد .. لانك المرتث .. والمرتث الذي يقتل بعد اسره … لانك خررت عن مطيتك .. اسقطت طائرتك وهي مطيتك … يامعاذ وهؤلاء الخوارج حربٌ على الإسلامِ وَأهلِه؛ فقد قال عليه الصّلاة وَالسّلام: يقتلون أهلَ الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم؛ فطُوبى لمن قتلهم وَطُوبى لمن قتلوه ‘.والطوبى اعلى مراتب الجنة .

قتلوك غريبا والغريب شهيد .. قتلوك حريقا والمحروق شهيد .. قتلوك جائعا اسيرا … ورموك في الردم .. قتلوك بعيدا عن مالك وعرضك .. فانت شهيد لانك كنت الشاهد على جرائمهم .. والسبب في تجميع الاردنيين على قلب رجل واحد .. وانك يامعاذ السبب في منع الفتنة التي ارادوها طريقا لتمرير مخططاتهم .. وانك احييت ركنا اسلاميا كاد ان يطمس وهو الشهادة .. وانت نبراس للشباب فكلهم قالوا (كلنا معاذ ) وتمنوا ان ينالوا الشهادة مثلك .. ‘ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ‘صدق الله العظيم .