“العضَّاضة الداعشية” الإرهابية.. ترعب النساء في شوارع الموصل

21

103193_1_1422786146

حصاد نيوز – “العض”.. أسلوب جديد يتّبعه تنظيم “الدولة الإسلامية” لفرض بعضٍ مما يُطلِق عليها تسمية “تعاليمه الشرعية”، ويتجسد هذا الأسلوب بقيام عضوة “متخصصة” في التنظيم بـ”عض” من يخالفن ارتداء النقاب أو اللباس الشرعي المحدد.

ففي مدينة الموصل المعقل الرئيس لتنظيم “الدولة” في العراق، قد تتعرض من تخالف بعدم ارتداء النقاب لأخطر “عضة” قد تواجهها في حياتها من قبل سيدة روسية الجنسية، استعان بها التنظيم مؤخراً لتطبيق تشريعاته بخصوص تطبيق ارتداء “اللباس الشرعي” للنساء.

وأثارت في الآونة الأخيرة هذه المرأة الروسية التي تنتمي لـ”التنظيم” مخاوف نساء الموصل (شمال) ثاني كبريات مدن العراق، بعد أن فرض التنظيم مؤخراً “العضة” عقوبة على المخالفات منهن بعدم ارتداء كامل اللباس الشرعي.

“العضاضة”، كما يسميها سكان الموصل، تجوب شوارع المدينة ذات الغالبية السنية برفقة أفراد مما يسمى بجهاز “الحسبة” المسؤول عن تطبيق تشريعات “التنظيم”، وتقوم بتطبيق عقوبة “العض” بحق النساء اللاتي قد تكون إحداهن نسيت أو سهت عن ارتداء النقاب، أو انكشف جزء صغير من جسدها من تحت الملابس، ما يعرضها للعقوبة.

ووفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول، تواظب نساء الموصل، بناء على أوامر وتعاليم تنظيم “الدولة”، على ارتداء النقاب واللباس الشرعي، الذي هو عبارة عن عباءة عريضة سوداء اللون، طويلة، وخالية من أي تطريزات أو زينة، وذلك خشية من عقوبات التنظيم التي يراها سكان المدينة، التي خرجت من قبضة الحكومة العراقية في يونيو/حزيران الماضي، أنها “ظالمة ولا تمت للإنسانية بصلة”.

“نتفحص ونتأكد من ارتداء النقاب واللباس الشرعي الطويل، ونخشى ظهور أي بقعة من اللباس العادي تحته، ونتلفت وراءنا في أثناء المشي في الشوارع؛ خشية مواجهة أفراد الحسبة وبرفقتهم العضاضة الروسية”، بهذا ابتدأت أم أحمد السيدة الأربعينية من سكان الموصل كلامها، واصفة الإجراءات التي تتبعها مع بناتها الثلاث حين ينوين الخروج للتبضع في أسواق المدينة.

وتضيف “أم أحمد” قائلة: “نخشى الداعشية الروسية التي عادة ما تكون برفقة عناصر الحسبة في الأسواق، والتي تترقب مع أولئك العناصر مشاهدة أي مخالفة بسيطة في ارتداء النقاب أو اللباس الشرعي، لتقوم هذه المرأة بعض المخالفة عضة قوية من أي مكان تطاله من جسدها”.

ولا تشغل الحروب وجبهات القتال التي يخوضها “التنظيم” حول الموصل وعلى محاور عدة مع قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) والقوات العراقية، التنظيم عن متابعة تطبيق تشريعاته في المدينة التي يعدها عاصمة لـ”دولة الخلافة” التي أعلنها على مناطق سيطرته في كل من سوريا والعراق نهاية يونيو/حزيران الماضي.

فيما تقول خديجة، التي لقبت نفسها بـ”أم تحسين” بغرض عدم كشف اسمها الصريح خوفاً من عقوبة تنظيم “الدولة”: إن “المخاوف من العض لا تقتصر على السيدة الروسية التي تعرف فقط من كلامها باللغة الروسية، لكونها منقبة أيضاً، وإنما هناك نسوة عراقيات أيضاً يرافقن عناصر الحسبة للقيام بِعضِّ النساء المخالفات لتشريعاته”.

أم تحسين، وهي من سكان الموصل ويبلغ عمرها 39 عاماً، أضافت بأن عناصر الحسبة التابعين لـ”التنظيم” يخيّرون النسوة المخالفات في الشارع إما بالجلد (لم تحدد عدد الجلدات المفروضة) أو العض من قبل “العضاضات” اللاتي يكنَّ مرافقات لهم.
وأشارت إلى أن “العضاضات” يقمن بـ”عض” المخالفات أحياناً من وجوههن بقوة، الأمر الذي يترك على وجه أو جسد المرأة أثراً قد يستغرق زواله أياماً إن لم يكن أسابيع.

يقول أنس الحطاب، وهو اسم مستعار اتخذه طبيب ما يزال يعمل في مستشفى الموصل العام، خوفاً من عقاب “التنظيم”: إن المستشفى بدأ منذ أسابيع باستقبال حالات “عض” أصيبت بها بعض نسوة المدينة.

وأضاف الحطاب، أنه خلال الأسبوع الماضي فقط استقبل المستشفى الذي يعمل فيه، 13 سيدة مصابة بالعض، قلن إنهن تعرضن لعضة من إحدى عناصر “التنظيم” النسائية، اللاتي يرافقن عناصر الحسبة في شوارع الموصل، والسبب “مخالفة اللباس الشرعي”.

وأضاف الحطاب أن “الإصابات كانت في أنحاء مختلفة من أجساد المصابات، وبعض العضات كانت قوية إلى درجة أنها بحاجة لعدة أيام، ومن الممكن أسابيع، لكي تزول آثارها، إن لم تترك ندبات تستمر لفترة طويلة إذا تسببت بضرر كبير في البشرة أو اللحم الذي تحتها”.

ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على كامل مستشفيات الموصل، وخصوصاً المجمع الطبي الذي يضم كبريات مستشفيات المدينة، ويعمل فيها أطباء أجبرهم التنظيم على مزاولة أعمالهم في ظل منعهم من الخروج من المدينة، وإلا واجهوا عقوبات قد تصل إلى الإعدام لأنهم يتوانون عن خدمة “المسلمين”.

ولا تعتبر الموصل المدينة أو المنطقة الوحيدة التي يطبق فيها “التنظيم” تعاليمه الشرعية، وما يتعلق أيضاً بفرض ارتداء اللباس الشرعي على النساء، إذ يطبق تلك التعاليم في مناطق أخرى من العراق وسوريا التي يسيطر منذ أكثر من عام على مناطق ومدن كاملة في شرقها وشمالها.

قد يعجبك ايضا