مسؤولون : المكاسب لا تقارن أمام خسائرها .. عاصفة هدى بالدنانير والأرقام
حصاد نيوز – مع بدء الترويج لاستقبال العاصفة الثلجية (هدى) أعلنت الأجهزة الرسمية استنفارها تفاديا للخسائر والأعطال التي شهدتها خلال العاصفة الثلجية السابقة (أليكسا).
ومقارنة بالعاصفة الثلجية الماضية، يرى مسؤولون أن المكاسب لهذه العاصفة لا تقارن أمام خسائرها رغم تعطيل الدوائر الرسمية والبنوك والعديد من شركات القطاع الخاص منذ أيام. ويعتقد نقيب تجار المواد الغذائية سامر الجوابرة أنه ورغم التهافت على شراء السلع تحضيرا للعاصفة إلا أن ذلك لا يعني تأثيرا إيجابيا على الاقتصاد بل العكس كون معدل الطلب لم يعد ثابتا.
وأوضح الجوابرة: أن الإقبال على المواد الغذائية أصبح أقل من معدله بعد أن عمل المستهلكون على تخزين حاجاتهم قبل بدء العاصفة، مما يعني ركودا في السوق إلى حين انتهاء المخزون من المنازل وعودة الاستهلاك مع استلام الرواتب. وقدر الجوابرة المبيعات للمستهلكين تحضيرا للعاصفة بـ 15 مليون دينار. من جانبه رأى وزير الشؤون البلدية وليد المصري أن الخسائر لا تقارن أمام فوائد تأثير العاصفة على بلديات المملكة مقارنة بالموسم الماضي.
وبلغت خسائر البلديات وحدها في العاصفة (إليكسا ) الموسم الماضي ما قيمته 9 مليون دينار، ما دعا لاتخاذ إجراءات تمنع تكرار نتائجها السلبية للموسم الحالي. وأكد المصري : أن 240 آلية للقطاع الحكومي والخاص عملت على فتح الطرق المغلقة منذ بداية العاصفة، في حين أشارت أمانة عمان إلى أنها استخدمت على الأقل 120 آلية لفتح الشوارع المغلقة لليلة الماضية وحدها. نقيب أصحاب محطات المحروقات وتوزيع الغاز فهد الفايز كشف عن أن كمية المحروقات المستخدمة خلال العاصفة الثلجية تكفي لما يقارب 23 يوما في الحالات العادية.
وبحسب الفايز بلغ عدد اسطوانات الغاز المستهلكة منذ بدء التحضير للعاصفة مليونا و700 ألف اسطوانة. بينما بلغ معدل الصرف من المشتقات الأخرى ما مقداره 124 مليون لتر. وسط ذلك، سجلت الأرقام الرسمية ارتفاع المخزون المائي للسدود لحوالي 154 مليون متر مكعب مما يعتبر مكسبا للقطاع المائي الذي يعاني من الشح بالأردن. من جانبه، يقول محافظ البنك المركز زياد فريز إن كل يوم تعطيل يؤدي بالتأكيد لخسائر اقتصادية، لكنه يعود ويؤكد أن أرواح المواطنين تظل أغلى من أي ربح آخر.
إلا أن فريز لم يقدم تقديرات للخسائر الاقتصادية. وعملت الأجهزة الأمنية وكوادر الدفاع المدني على تكثيف جهودها في محاولة للحد من الحوادث، بينما أعلنت صافرات الإنذار ولأول مرة في العاصمة عمّان منع الخروج من المنازل حفاظا على السلامة العامة. وأدت كل هذه التحضيرات إلى كلف مادية لم يتمكن المسؤولون من تقديرها حتى اللحظة. إلى ذلك، بلغت أعطال الكهرباء خلال العاصفة الثلجية (هدى) بشركة الكهرباء الأردنية (المسؤولة عن التوزيع لمحافظات الوسط) وحدها حوالي 21 ألفا و805 أعطال تم إصلاح 20 ألفا و717 عطلا منها، وفق رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المهندس فاروق الحياري.
وأوضح الحياري أن الأعطال بشركة توزيع الكهرباء للجنوب بلغت 4587 أصلح منها 4583، كما بلغت الأعطال بشركة كهرباء إربد 5152 وأصلح منها 5120. ولفت الحياري إلى أن الأعطال تتجدد، لكن إصلاحها مستمر كذلك. وبذلك تكون أعطال الكهرباء بلغت بمجملها في كافة محافظات الأردن حوالي 32 ألف عطل منذ بدء العاصفة. من جهة أخرى، أشار نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي إلى أن استهلاك المواطنين قدر بما يزيد عن 3.5 مليون دينار لشراء الخبز قبل وخلال العاصفة الثلجية.
وقال الحموي إن كميات الطحين المستهلكة بلغت حوالي 25 ألف طن، مقابل بيع 120 مليون رغيف خبز. القطاع السياحي أعلن بدوره عن خسائر متوقعة جراء العاصفة الثلجية التي ألمت بالمملكة، حيث قال مدير عام جمعية الفنادق يسار المجالي إن نسب الإشغال أقل من 10% بفنادق بالعاصمة عمّان. وأكد المجالي أن نسب الإشغال بفنادق العقبة والبحر الميت والبترا قليلة جدا، بينما تسبب تعطل الخروج من المطار إثر الحالة الجوية إلى إشغال فندق المطار بنسبة 200%. وبحسب التنبؤات الجوية يبدأ تأثير العاصفة الثلجية (هدى) بالانحسار اليوم، لتتكشف بعدها حقائق المكاسب والخسائر وسط تأكيدات من عدة جهات بأن الحكومة كانت أكثر جاهزية للتعامل مع المنخفض الجوي مقارنة بما جرى العام الماضي