ماذا قال الملك عن حربنا ضد داعش؟

31

imgid200655

حصاد نيوز -أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية مواجهة التحديات الإقليمية التي تحيط بالأردن، والتعامل مع قضايا الشأن المحلي ذات الأولوية بتوازن وتواز يصون المصلحة الوطنية العليا، ويضمن تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، ولا يغلب جانباً على آخر.

وقال جلالته، خلال لقائه الأحد في قصر الحسينية، رئيس مجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس، “هناك تحديات أمام الأردن والإقليم خلال العام 2015، وبالنسبة للأمور الداخلية يبقى الفقر والبطالة من أهم التحديات التي أمامنا”، مضيفاً جلالته أن الخطة الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة هي أولوية وعلى الجميع العمل بتعاون وتشاركية لتحقيق أهدافها.

وشدد جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي في إطار نهج التواصل الملكي مع مختلف السلطات، وحضره: رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، على أن تعزيز مبدأ العمل الجماعي بين مؤسسات الدولة هو الأساس في التعامل مع مختلف التحديات الوطنية ومواجهتها، وبما يحقق حاضرا ومستقبلا أفضل للوطن والمواطن.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة للتعامل مع خطر الإرهاب والتطرف، أكد جلالته “نحن كجزء من تحالف معتدل، كدول عربية وإسلامية ضد الإرهابيين والمتطرفين، لكن بنفس الوقت أطمئن الجميع بأننا نسعى دوما للنهوض ببلدنا وتطويره، وجلب الاستثمارات التي تدفع أداء الاقتصاد الوطني إلى الأمام”.

وقال جلالته “هناك حرب داخل الإسلام، وهناك مشاكل في سوريا والعراق، ويجب أن نجد لها الحلول، لكن يجب أن يكون هناك توازن بين الحرب ضد التطرف والعمل على تطوير بلدنا اقتصاديا واجتماعيا بنفس الوقت”.

وشدد جلالته على أهمية إيلاء قضايا الوضع الداخلي، خصوصاً تحسين الواقع الاقتصادي وانعكساته على المواطنين الأهمية التي تستحق، لافتاً إلى ضرورة جذب الاستثمارات إلى الأردن لدورها الكبير في إيجاد فرص العمل ومكافحة مشكلتي الفقر والبطالة.

وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى رغبة العديد من الدول في العالم، للاستثمار بشكل أكبر في الأردن، الذي ينظر إليه الجميع كواحة أمن واستقرار في إقليم مضطرب.

كما أكد جلالته أهمية أن تتوزع الاستثمارات في مختلف مناطق المملكة، وبما يسهم في إيجاد فرص عمل للمواطنين ومكافحة الفقر والبطالة، مع الأخذ بعين الاعتبار الميزات الاقتصادية لكل منطقة من مناطق المملكة، خصوصا فيما يتصل بمشاريع توليد الطاقة والمياه والنقل.

وعبر جلالته، خلال اللقاء، عن ارتياحه للوضع في المناطق الحدودية، خصوصاً على الجبهة الشمالية، معربا عن تقديره للدور الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية في حفظ أمن واستقرار المملكة.

وخلال اللقاء، الذي تناول مجمل القضايا الإقليمية، خصوصاً جهود تحقيق السلام في المنطقة، أكد جلالته مركزية القضية الفلسطينية على مستوى المنطقة والعالم، وضرورة دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة. كما شدد جلالته، في هذا السياق، على ضرورة كسب الفلسطينيين للتأييد الدولي بشكل دائم وبما يخدم قضيتهم العادلة.

واستعرض جلالة الملك، خلال اللقاء، الموقف الأردني تجاه التطورات على الساحتين العراقية والسورية.

من جانبهم، أكد رئيس مجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس، تقديرهم الكبير لحكمة جلالة الملك وقدرته على حماية الأردن وسط هذا الكم الهائل من التحديات الإقليمية، مؤكدين وقوفهم صفاً واحداً خلف قيادة جلالته في الدفاع عن المملكة ومصالحها.

وأشاروا إلى الأوراق النقاشية لجلالة الملك وما يقوم به مجلس الأعيان من دراسة وتحليل لمضامين هذه الأوراق والمساهمة في تعزيز النقاش حولها في المجتمع الأردني، بهدف تعظيم الفائدة منها.

وأكدوا دعمهم لجهود جلالة الملك في مواجهة الفكر التكفيري والمتطرف، ورؤيته في الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف، وهي المواقف التي تحظى بالاحترام الكبير على مستوى دول الإقليم والعالم.

وشددوا، في هذا الإطار، على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي والتربوي والديني وعلى مختلف المراحل، لمواجهة خطر الإرهاب أيدولوجيا وهزيمته، لافتين إلى أن الأردن في حالة حرب ضد الإرهاب، ما يفترض من مختلف وسائل الاعلام المحلية ممارسة دورها بكل صدقية ومسؤولية وموضوعية بعيدا عن الإشاعات ومن يروج لها.

كما أشاروا إلى أهمية أن تقوم مختلف وسائل الاعلام المحلية، العامة منها والخاصة، بتناول قضايا الوطن بكل مسؤولية وبما يعظم الإنجاز ويشير إلى مواطن القصور، لافتين إلى الدور السلبي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام في إرباك المشهد العام.

وفيما يتعلق بمجلس الأمة وعلاقته مع مختلف المؤسسات، شددوا على أهمية تعزيز الحكومة لنهج التعاون والتشارك مع مجلس الأمة، بشقيه الأعيان والنواب، حتى يكون الجميع شركاء في صنع القرار وتنفيذه، خصوصاً فيما يتعلق بالقوانين والقرارات الهامة والتي تمس حياة المواطن وحاضر ومستقبل الوطن.

ولفتوا، في مداخلاتهم، إلى أهمية تطوير قطاع التعليم في مختلف مراحله، وبما يضمن إنشاء جيل واع ومثقف وقادر على خدمة وطنه بالعمل والكفاءة في مواجهة مختلف التحديات، والقدرة على مجابهة الفكر المضلل بالفكر المستنير.

كما دعوا إلى إيلاء أهمية أكبر لتطوير قطاع الصحة والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز سمعة الأردن عربيا وإقليميا في هذا المجال.

وشددوا على ضرورة العمل على تعزيز إنتاجية القطاع العام وتطوير القدرات المؤسسية لمختلف أجهزة الدولة، وأهمية أن تولي الحكومة اهتماما أكبر لقطاع الخدمات وإيصالها للمواطنين في مختلف مناطق المملكة بكل كفاءة واقتدار.

كما سلطوا الضوء على أهمية العمل الميداني للمسؤولين، وضرورة التفات الحكومة لهذا الشأن، والعمل على تعزيز الأمن المجتمعي ومعالجة آفة المخدرات ومحاربة من يروج لها.

وثمن الأعيان، خلال مداخلاتهم، حكمة جلالة الملك وفكره الاستراتيجي في التعامل مع فترة الربيع العربي وتحويلها من عامل دمار، كما حدث في بعض الدول العربية إلى عامل بناء وتسريع لوتيرة الإصلاح في الأردن، مشيدين بالإصلاح التدريجي الذي قاده جلالته خلال الفترة الماضية، والذي أثبت للجميع أنه النهج الصائب والأكثر أمانا واستدامة واستقرارا.

وأشاروا إلى قناعة العديد من دول المنطقة والعالم بالأهمية المتزايدة للأردن في الإقليم ودوره الكبير في إيجاد الحلول لقضاياه، لدرجة أصبحت فيها المملكة لاعبا أساسيا ليس في القضايا الإقليمية فحسب، وإنما العالمية منها.

كما أشادوا بنتائج زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة، خصوصاً ما حققته على الجانب الاقتصادي، والمواقف السياسية التي عبر عنها جلالته خلال لقاء القمة الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين وخلال تصريحاته الصحفية.

وعبروا عن تقديرهم العالي لجهود جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك والحرم الشريف.

وتناولوا قضية اللجوء السوري في المملكة، داعين المجتمع الدولي للقيام بجهود أكبر في مساندة الأردن لمواجهة الأعباء المالية المتزايدة جراء الضغط الكبير الذي تشكله هذه الأزمة على موارده المحدودة أصلاً. – (بترا)

قد يعجبك ايضا